السعودية على خط أزمة الهند وباكستان.. مساعٍ لكبح التصعيد

فيما تتواصل الاشتباكات الحدودية بين البلدين منذ عدة أيام، دخلت السعودية على خط أزمة الهند وباكستان، في محاولة لتهدئة التوترات وكبح جماح التصعيد.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، زار وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الهند وباكستان خلال اليومين الماضيين في إطار جهود المملكة للدفع نحو التهدئة.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) بيانا جاء فيه: «قام وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل بن أحمد الجبير بزيارة لجمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة، خلال يومي 8 و9 من الشهر الجاري».
وأضافت أن الجولة تأتي «في إطار مساعي المملكة للتهدئة ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية، والعمل على حل كافة الخلافات من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية».
وبحسب وزارة الخارجية الباكستانية، فإن الجبير وصل الجمعة، إلى العاصمة إسلام آباد في زيارة رسمية، في مهمة لتهدئة التوترات بين البلاد وجارتها الهند.
تأتي زيارة عادل الجبير «المفاجئة» في الوقت الذي يحث فيه الزعماء الإقليميون الهند وباكستان على تخفيف الهجمات عبر الحدود في أعقاب أحدث تصعيد عسكري بينهما بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها منذ فترة طويلة - والتي تدعي كل من الدولتين المسلحتين نوويا السيادة الكاملة عليها، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
صوت الدبلوماسية
ونقلت الشبكة الأمريكية، عن مصدر حكومي باكستاني كبير قوله، إن إسلام آباد «تفسح المجال للدبلوماسية» قبل أي رد محتمل على الهجوم الهندي الأولي في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
ووصل الوزير السعودي إلى نيودلهي - حيث التقى وزير الشؤون الخارجية الهندي س. جايشانكار يوم الخميس لمناقشة «وجهات نظر الهند بشأن مكافحة الإرهاب بحزم»، حسبما قال الأخير في منشور على منصة «إكس».
والشهر الماضي، أفاد مسؤول سعودي أنّ بلاده تبذل جهودا لاحتواء التوتر بين الهند وباكستان، مؤكدًا لوكالة فرانس برس: «كلا البلدين حليف للمملكة، ولا نريد أن يخرج الوضع عن السيطرة بينهما».
كما أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين بنظيريه في الهند وباكستان.
وترتبط السعودية بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع البلدين الغريمين. وتستضيف ملايين العمّال من البلدين، وهم يشكلون أكثر من ربع قوة العمالة الأجنبية بالبلد الخليجي.
تصاعد التوترات
وتصاعد التوتر بشكل كبير بين القوتين النوويتين على خلفية هجوم أسفر عن مقتل 26 مدنيا في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، حمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام آباد.
وشنت الهند ضربات الأربعاء على الأراضي الباكستانية ردّا على هجوم 22 أبريل/نيسان في الشطر الهندي من كشمير، سرعان ما ردّ الجانب الباكستاني عليها، لتندلع مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ أكثر من عقدين بين القوتين النوويتين.
ومنذ ذلك الحين تتوالى الضربات الصاروخية وعمليات القصف المدفعي والهجمات بالمسيّرات بين البلدين، وقد أسفرت الاشتباكات الحدودية المستمرة منذ ثلاثة أيام عن مقتل نحو خمسين مدنيا لدى الطرفين.
وتحرص السعودية مؤخرا على أداء دور الوسيط في السياسة الدولية، فاستضافت في فبراير/شباط الماضي، اجتماعات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والروس في الرياض. كما استضافت اجتماعا أمريكيا أوكرانيا في جدة لبحث وقف الحرب بين موسكو وكييف.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny42OCA= جزيرة ام اند امز