وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن ولاية سوكوتو في نيجيريا هي الأكثر تضررا بسبب كثرة اللاجئين الفارين إلى النيجر
أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 40 ألف شخص أجبروا على العبور من شمال غرب نيجيريا (سوكوتو وزامفارا وكاتسينا) إلى النيجر بسبب تدهور الأوضاع في شمال نيجيريا، ويصل معظمهم حفاة عراة بعد أن تعرضوا للنهب من قبل قُطّاع الطرق الذين يدمرون مزارعهم ويسرقون مواشيهم، ويضطر بعضهم، قبل الفرار من شمال غرب نيجيريا، لبيع مواشيهم من أجل دفع الفديات لتحرير ذويهم الذين اختطفهم قُطّاع الطرق.
في نهاية شهر أكتوبر المنصرم أعلنت مجلة "النبأ" التابعة لداعش عن وجود التنظيم في منطقة سوكوتو، مقدمة إياه تحت اسم "الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا"، وبهذا الإعلان يفهم أن التنظيم نجح في التوسع من مناطق نفوذه شرق نيجيريا "بورنو ويوبي"، وهو يحتل حالياً الجهة الجنوبية من النيجر بأكملها
ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دائماً فإن ولاية سوكوتو في نيجيريا هي الآن الأكثر تضرراً بسبب كثرة اللاجئين الفارّين إلى النيجر، وفي نهاية شهر أكتوبر المنصرم أعلنت مجلة "النبأ" التابعة لداعش عن وجود التنظيم في منطقة سوكوتو، مقدمة إياه تحت اسم "الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا"، وبهذا الإعلان يُفهم أن التنظيم نجح في التوسع من مناطق نفوذه شرق نيجيريا "بورنو ويوبي"، وهو يحتل حالياً الجهة الجنوبية من النيجر بأكملها.
ما الذي يسبب هذا الوضع الشاذ؟
بالإضافة إلى ولاية "الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا" ينشط أيضاً على سبيل المثال قُطّاع الطرق في ولاية زمفارا، وتعد مجموعة "بوخارين داجي" هي الأكثر شهرة، وهي جماعة من اللصوص ضمن عصابات كثيرة تنتمي لعرقية البيول (فولاني)، هناك جماعة أخرى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ألا وهي عصابة "دوجو جيدي"، التي تمتلك ترسانة حربية مهمة وقدرة كبيرة على الهجوم، ولهذه العصابة صلة قوية بجماعة أنصار والمرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وفي نيجيريا، يكون اللصوص عادة من عرقية الفولاني، ويكون ضحاياهم في الغالب في زمفارا من عرقية الهوسا، الذين يعانون من عمليات السطو والاختطاف والابتزاز، التي يبدو أنها ذات خلفية عرقية.
وتفيد الأنباء الواردة من زمفارا بتزايد أعداد مقاتلي ولاية "الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا"، وهو ما يستمد منطقيته من بيان داعش، على الرغم من أن السكان المحليين يحذرون من أن تنظيم أنصارو هو الأكثر حضوراً في المنطقة منذ سنوات، وأنهم في الآونة الأخيرة في حالة تزايد ملحوظ بشكل ينذر بالخطر، خاصة مع انضمام مقاتلين من ولاية "الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا" الفارّين من منطقة بحيرة تشاد والباحثين عن ملجأ في كاتسينا أو زمفارا أو على الجانب النيجري من الحدود.
ولا تهاجم جماعة أنصارو في الوقت الحالي، وذلك ليس لأنها لا تريد، بل لأن الجماعات المسلحة المتمردة المنحدرة من عرقية البيول (فولاني) يتفوقون عليها من حيث العدد في نيجيريا، أو ربما قد يكون لديهم أوامر صادرة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مفادها التزام الهدوء لتجنب حربٍ غير مرغوب فيها ضد داعش، وقبل بضعة أيام عاود تنظيم أنصارو الظهور مجدداً على الشبكة الاجتماعية "تيليجرام"، وهو ما يؤكد عزمه على الحضور.
ولماذا يحدث كل هذا الآن في شمال غرب نيجيريا؟
تعيش المنطقة التي يوجد فيها الجهاديون من تنظيمي ولاية "الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا" وولاية "الدولة الإسلامية في وسط أفريقيا" موسم الأمطار الذي يمتد من مايو إلى غاية أكتوبر، ولا يشلّ هذا العائق المناخي قدرتهم تماماً على الهجوم، لكنه يُصعّب عليهم عمليات الفرار والاختباء، في نيجيريا، وفي هذه الفترة بالذات، يقوم اللصوص بإطلاق محادثات سلام لتحقيق بعض المكاسب، وانتقل العديد من المقاتلين الذين استسلموا في زمفارا إلى كاتسينا أو النيجر لمواصلة أنشطتهم الإجرامية.
وفي أثناء موسم هطول الأمطار كان بعض اللصوص يبحثون عن أسلحة لتسليمها على أساس أنهم إرهابيون تائبون بهدف الحصول على بعض التعويضات المالية، ولا يعود معظم "المدانين" إلى قراهم، بل يتخفّون في غابات شينكافي شمال كاتسينا؛ حيث يكثر نشاط تهريب الأسلحة من النيجر وتحديداً في غابة سوبوبو.
وماذا عن القادم؟
سيؤدي حلول موسم الأمطار إلى إحداث تغييرات فورية وتصحيحات وزيادة في مستوى العنف، وفي هذا السياق يوضّح الجدول التالي لعدد عمليات تنظيمي ولاية "الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا" وولاية "الدولة الإسلامية في وسط أفريقيا" أن الفترة الأكثر هدوءاً والممتدة من يوليو إلى أكتوبر قد انتهت.
لقد سهّلت هذه الأشهر الممطرة عملية تنفيذ استراتيجية جديدة على وشك أن تبدأ، إضافة إلى اختفاء زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وهو العنصر الذي سيحقق بعض التغيير لا محالة، وتجدر الإشارة إلى أن جماعة بوكو حرام التي يتزعمها شيكاو تنشط غرب نيجيريا، بينما يوجد تنظيم ولاية "الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا" الذي يقوده عبدالله بن عمر البرناوي، بالشرق والغرب. أما الزعيم السابق أبومصعب البرناوي فإنه لا يزال نشيطاً هو الآخر، كل ذلك يُضاف إليه عودة تنظيم أنصارو للظهور في الغرب، وهو الأمر الذي سيُعيد تنظيم القاعدة إلى المسرح النيجيري، ويُعد وجود هذه المجموعات على بعد 200 كيلومتر من نيامي، عاصمة النيجر، وحرصها -أي التنظيمات- على التوسّع مع وصول المزيد من المقاتلين يومياً من جبهات أخرى، كل تلك المعطيات لا تبشر بأي خير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة