التونسي وسام العابدي مدافع الصفاقسي والترجي والزمالك المصري السابق يحكي ذكرياته مع رمضان في تونس ومصر.
عادة ما يحفل شهر رمضان المبارك بالكثير من الذكريات الطيبة لكل المسلمين في كل أنحاء العالم، لكن الذكريات تزداد إثارة وتشويقا لدى لاعبي ونجوم الرياضة خاصة كرة القدم، حيث يواجهون الكثير من المواقف الغريبة في الشهر المبارك.
التونسي وسام العابدي نجم الصفاقسي والترجي التونسيين والزمالك المصري السابق هو ضيف هذه الحلقة من سلسلة "العين على رمضان".
- كيف تقيم طريقة تعايشك مع رمضان في مختلف الأندية التي لعبت لها؟
لست من مناصري اللعب في رمضان، خاصة أن نسق الحياة ينقلب تماما حيث يصبح النهار ليلا والليل نهار، ولا أخفي عليكم أنني عانيت الكثير من الصعوبات خلال شهر رمضان في تونس بالتحديد، باعتبار أن المباريات في المسابقات المحلية تدور في النهار تحت حرارة خانقة، ما يمنعك من تقديم أفضل مستوياتك بحكم العطش الكبير الذي يضربك.
في المقابل، لم أجد صعوبة طوال السنتين الذي قضيتهما مع نادي الزمالك في اللعب في رمضان، خاصة أن الاتحاد المصري لكرة القدم يعمل على توفير أفضل الظروف اللاعبين من أجل الظهور في حالة بدنية وذهنية جيدة.
- حدثنا عن أصعب مقابلة لعبتها في شهر رمضان؟
هي المباراة التي خضتها مع النادي الصفاقسي أمام أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي في نسخة 2006 من دوري أبطال أفريقيا حيث قام الرئيس صلاح الدين الزحاف آنذاك بتهديدنا بالطرد في حالة صيامنا، ما جعلنا نخوض تلك المباراة في ظروف نفسية صعبة للغاية.
- هل سبق أن طلب منك مدرب محلي أن تفطر في رمضان؟
في الحقيقة لم يحدث ذلك بشكل مباشر لكن الضغوط موجودة بطريقة غير مباشرة من خلال الإبقاء عليك على دكة البدلاء يوم المباراة أو من خلال تقديم محاضرات من قبل طبيب الفريق يكشف فيها عن مخاطر اللعب في النهار تحت تأثير الصيام.
- هل كانت نفس الضغوط موجودة مع المدربين الأجانب؟
على العكس كل المدربين الأجانب الذين تدربت معهم بداية من السويسري ميشال ديكاستال مع الصفاقسي والألماني راينر هولمان والفرنسي هنري ميشال والهولندي رود كرول مع الزمالك أبدوا احتراما كبيرا لشهر رمضان ولم يسعوا لدفعنا نحو الإفطار، بالرغم من خوضنا لمقابلات قوية خلاله.
- زملاءك السابقين الأجانب كيف كان تعايشهم مع رمضان؟
كانوا يتصرفون معنا بطريقة راقية من خلال عدم تناول المأكولات أو شرب المياه أماما، وأذكر في هذا السياق أن جونيور أجوجو، النجم الغاني السابق للزمالك، كان يرفض شرب المياه خلال التدريبات التي تدور في النهار كنوع من التضامن معنا.
- ماهي أبرز الذكريات التي تحملها عن شهر رمضان في مصر؟
أجواء رمضان رائعة جدا في مصر وهي لا تختلف كثيرا عما يحصل في تونس، غير انه يجدر الاعتراف أنني افتقدت بعض المأكولات التقليدية التونسية، باعتباري كنت أعيش وحيدا في تلك الفترة ولم أكن أحسن الطهي أيضا.
- كيف كنت تقضي يومك في شهر رمضان عندما كنت لاعبا؟
كما قلت لك في السابق، كنت أقضي كامل اليوم في النوم على أن أستيقظ في ساعة مـتأخرة لمشاهدة بعض المنوعات والمسلسلات في التلفزيون، بعد الإفطار مباشرة، أقضي بعض الوقت في المقهى مع الأصدقاء، على أن ألتحق بعد ذلك بملعب النادي من أجل التدريبات.
- ماهي أفضل ذكرى لك في شهر رمضان؟
فوزنا في مباراة الرد أمام أورلاندو بيراتس الجنوب الأفريقي في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2006، ما مكننا من ملاقاة الأهلي في المباراة النهائية.
- وما هي الذكرى غير الجيدة؟
ليست مرتبطة بي شخصيا وإنما بنادي الترجي الرياضي التونسي الذي خسر نهائي دوري أبطال أفريقيا سنة 1999 أمام الرجاء المغربي، الأمر الذي شكل صدمة لجميع التونسيين، حيث أن الجميع كان يظن أنه في طريق مفتوح للفوز باللقب بعد تحقيقه لنتيجة التعادل (0-0) في مباراة الذهاب.