قمة ترامب وبوتين.. أوروبا تُسخن أجواء ألاسكا بـ«مقترح مضاد» لسلام أوكرانيا

مقترحات أوروبية لتحقيق السلام في أوكرانيا تم تقديمها إلى الولايات المتحدة، تتضمن رؤية حلفاء كييف لإنهاء الحرب.
أوروبا استبقت بتلك المقترحات لقاء مرتقبا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في 15 أغسطس/آب الجاري.
وقال ترامب "الطرفان، بمن فيهما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قريبان من التوصل إلى اتفاق يمكن أن يحل النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة".
ولم يتم الإعلان بعد عن تفاصيل الصفقة المحتملة، لكن ترامب قال إنها ستتضمن "بعض عمليات تبادل الأراضي بما يحقق مصلحة الطرفين".
وقد يتطلب الأمر أن تتخلى أوكرانيا عن أجزاء كبيرة من أراضيها، وفقا لـ"رويترز"، وهي نتيجة لا ترضاها كييف وحلفاؤها الأوروبيون.
زيلينسكي إلى ألاسكا؟
وذكرت شبكة "إن.بي.سي" أن البيت الأبيض يدرس دعوة الرئيس الأوكراني إلى ألاسكا.
ونقلت عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى وثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات الداخلية، أن "مناقشة تجري حول الأمر".
وأضافت الشبكة الأمريكية أنه لم يتم الانتهاء من مسألة زيارة زيلينسكي وأنه من غير الواضح ما إذا كان الزعيم الأوكراني سيذهب في نهاية المطاف إلى ألاسكا لعقد اجتماعات، لكن لا يزال ذلك احتمالا قائماً.
اجتماع بريطانيا
والتقى جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي مسؤولين من أوكرانيا وأوروبا في بريطانيا السبت لمناقشة مساعي ترامب لتحقيق السلام.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مسؤولين أوروبيين قدموا اقتراحا مضادا يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن يكون أي تبادل للأراضي متبادلا مع ضمانات أمنية حازمة.
ونقلت الصحيفة عن مفاوض أوروبي قوله "لا يمكن بدء أي عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال".
وأكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا خلال الاجتماع لكنه أحجم عن ذكر أي تفاصيل.
توحيد المواقف
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الاجتماع الذي عقد في بريطانيا بين مستشارين أمنيين من أوكرانيا والدول الحليفة كان بناء، مضيفا أنه تم الاستماع جيدا إلى وجهات نظر كييف ووُضعت المخاطر في الاعتبار.
وأضاف زيلينسكي أن مسؤولين من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا وبولندا شاركوا في الاجتماع بهدف توحيد المواقف لتحقيق وقف إطلاق النار.
وأضاف "يجب أن نحدد طريق السلام لأوكرانيا معا وفقط مع أوكرانيا، هذا مبدأ أساسي".
وكان زيلينسكي قد رفض في وقت سابق أي تنازل عن أراض.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا إن أوكرانيا يجب أن تلعب دورا في أي مفاوضات.
وأوضح في منشور على منصة "إكس": "لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا دون الأوكرانيين، الذين يقاتلون من أجل حريتهم وأمنهم منذ أكثر من ثلاث سنوات حتى الآن".
وأضاف "سيكون الأوروبيون أيضا جزءا من الحل بالضرورة، لأن أمنهم على المحك".
خطوات واضحة
وأجرى زيلينسكي سلسلة من الاتصالات مع حلفاء أوكرانيا منذ زيارة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي إلى موسكو يوم الأربعاء التي وصفها ترامب بأنها حققت "تقدما كبيرا".
وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس بعد اتصال مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "مطلوب خطوات واضحة بالإضافة إلى أقصى قدر من التنسيق بيننا وبين شركائنا".
ورفضت أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي مقترحات وصفتها بأنها "تنازلات مبالغ فيها لبوتين". وتقول موسكو إن تحركها جاء لمواجهة تهديدات لأمنها بسبب ميل أوكرانيا الشديد نحو الغرب.
وبعد المحادثات التي جرت في بريطانيا، نقلت أكسيوس عن مسؤول أمريكي قوله "أسفرت اجتماعات اليوم التي استمرت لساعات عن تقدم كبير نحو هدف الرئيس ترامب المتمثل في إنهاء الحرب في أوكرانيا".
ولم يتضح ما الذي تم الاتفاق عليه.
بيان أوروبي
وأكد زعماء أوروبيون اليوم الأحد أن "نهجا يجمع بين الدبلوماسية الفاعلة ودعم أوكرانيا والضغط على الاتحاد الروسي" وحده كفيل بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
ورحب بيان حمل توقيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقادة أوروبيين آخرين، بـ"جهود الرئيس ترامب".
وأضاف البيان "نحن على أهبة الاستعداد لدعم هذا العمل دبلوماسيا، وأيضا من خلال الحفاظ على دعمنا العسكري والمالي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال عمل تحالف الراغبين والحفاظ على الإجراءات التقييدية ضد الاتحاد الروسي وفرضها".
محاولة واقعية
وسبق أن قالت موسكو إن أراضي أربع مناطق أوكرانية، هي لوجانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، تابعة لروسيا. هذا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها إليها في عام 2014.
ولا تسيطر القوات الروسية بشكل كامل على جميع أراضي المناطق الأربع، وتطالب روسيا أوكرانيا بسحب قواتها من كل الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتها هناك.
وتقول أوكرانيا إن قواتها لا تزال تحتفظ بموطئ قدم محدود في منطقة كورسك الروسية، وذلك بعد مرور عام على عبورها الحدود سعيا لكسب نفوذ خلال أي مفاوضات، غير أن روسيا أعلنت أنها طردت القوات الأوكرانية من كورسك في أبريل/نيسان الماضي.
وصفت تاتيانا ستانوفايا، وهي كبيرة باحثين بمركز كارنيجي، مساعي السلام الحالية بأنها "أول محاولة واقعية إلى حد ما لوقف هذه الحرب".
وقالت "ما زلت في الوقت نفسه متشككة جدا إزاء تنفيذ الاتفاقات حتى لو تم التوصل إلى هدنة مؤقتة".