العصري الظاهري.. 4 عقود خبرة دبلوماسية تعزز علاقات الإمارات والمغرب
خلال 4 عقود عمل الظاهري سفيرا للإمارات في العديد من الدول المهمة من بينها السعودية والولايات المتحدة والمغرب نفسها سابقا.
يتولى الدبلوماسي المخضرم العصري سعيد أحمد الظاهري منصب سفير الإمارات في المغرب متسلحاً بخبرة دبلوماسية واسعة تتجاوز 4 عقود.
خلال تلك العقود الأربعة عمل الظاهري سفيرا للإمارات في العديد من الدول الهامة من بينها السعودية والولايات المتحدة والمغرب نفسه خلال الفترة من 2011 إلى 2016.
رحلة نجاح وكفاح طويلة حافلة بالإنجازات، استمرت على مدار 42 عاما وما زالت متواصلة ، قضاها الظاهري منذ التحاقه بالسلك الدبلوماسي عام 1978، وحتى تعيينه سفيرا للإمارات في المغرب للمرة الثانية، ترك فيها في ظل عاصمة عمل بها صدى طيبا وذكرا حسنا في المجالس الدبلوماسية والثقافية والشعبية.
وبتعيينه مجددا في هذا المنصب تعول الإمارات على سفيرها الظاهري في توظيف تلك الخبرة الدبلوماسية الكبيرة في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات مع المغرب التي شهدت خلال الفترة التي عملها فيها سفيرا زخما كبيرا وتطورا متواصلا، بتوجيهات من القيادة الحكيمة في البلدين.
أول محطة دبلوماسية
بدأ الظاهري رحلته في الوسط الدبلوماسي عام 1978، إذ بدأ أول مشوار له في وزارة الخارجية الإماراتية بدرجة ملحق دبلوماسي، قبل أن يكٌلف بمهام القائم بالأعمال بالنيابة لسفارة الإمارات العربية المتحدة لدى المقر الأوربي للأمم المتحدة في جنيف خلال الفترة من عام 1987 إلى غاية سنة 1993، وهي السنة التي ترقى فيها إلى أن وصل إلى درجة وزير مفوض بلقب سفير، وبعد ذلك رقي إلى درجة سفير.
ومن ثم عمل الظاهري سفيراً لبلاده لدى البحرين من عام 1993 إلى 1999.
النجاح والتميز اللذان حققهما الظاهري خلال فترة عمله في البحرين وتوجهما بحصوله على وسام البحرين من الدرجة الأولى عام 1999 عند انتهاء عمله سفيراً لدى البحرين، جعل القيادة الإماراتية توفده سفيرا لديها في إحدى أهم دول العالم.
وتم تعيين الظاهري سفيراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2000 وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 2006، مع عمله أيضا كسفير غير مقيم لدى الولايات المتحدة المكسيكية في الفترة نفسها.
رحلة الظاهري لتمثيل بلاده في الدول الهامة، قادته من الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، الذي تم تعيينه سفيرا بها في عام 2006 ، إضافة إلى تعيينه مندوباً لبلاده لدى منظمة المؤتمر الإسلامي ، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى نهاية عام 2010.
وتقديرا لجهوده ودوره في دعم وتعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات خلال فترة عمله لدى الرياض، كرمته وزارة الخارجية السعودية بمناسبة انتهاء فترة عمله وتم تسليمه درع الوزارة.
الظاهري سفيرا لدى المغرب
ومن المملكة العربية السعودية، إلى المغرب حل العصري الظاهري سفيرا لبلاده في الرباط أوائل عام 2011 ، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى عام 2016.
نجح خلال تلك الفترة في تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة.
ولا يزال المغاربة يذكرون السفير الظاهري وبصمات الدبلوماسية الواضحة خلال فترة عمله في بلادهم.
تلك البصمات دفعت العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تكريمه ومنحه وساما رفيعا خلال استقباله له بالقصر الملكي بالرباط بمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية في الرباط مارس/ آذار 2016.
ومنح الملك محمد السادس ، الظاهري ، الحمالة الكبرى للوسام العلوي تقديرا للجهود التي قام بها خلال فترة أدائه لمهامه الدبلوماسية ما أسهم في الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية في المجالات كافة .
إلى الأمن الوطني
وبعد رحلة دبلوماسية طويلة للسفير العصري الظاهري، آثرت الإمارات الاستفادة من تلك الخبرة في مجال الأمن الوطني.
وأصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، المرسوم الاتحادي رقم 43 لسنة 2017 الذي نص على أن يعار العصري سعيد أحمد الظاهري عضو السلك الدبلوماسي والقنصلي من وزارة الخارجية والتعاون الدولي إلى المجلس الأعلى للأمن الوطني لمدة سنة قابلة للتجديد وذلك من تاريخ 24 يناير 2017.
ومجددا أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مرسوماً اتحادياً رقم 81 لسنة 2017 بتعين الظاهري ، بوظيفة مساعد مستشار الأمن الوطني لشؤون التعاون الدولي، بدرجة وكيل الوزارة، وذلك اعتباراً من 29 مايو (أيار) 2017.
وتقديرا لجهوده الكبيرة طوال رحلة عمله، اختار مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الظاهري من بين الشخصيات الاتحادية لعام 2019، وتم تكريمه في مارس / آذار من العام نفسه من قبل الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي.
تعزيز العلاقات الإماراتية المغربية
وبتعيينه سفيرا لدى المغرب مجددا تعول الإمارات على تلك الخبرة الطويلة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين أبوظبي والرباط، والارتقاء بتعاونهما إلى مستوى تطلعات القيادة الرشيدة، وفتح آفاق جديدة إلى مزيد من التعاون في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وتعد العلاقات الإماراتية - المغربية نموذجا يحتذى به في العلاقات المتميزة والمتطورة في المجالات كافة، والتي تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.
وتستند العلاقات بين البلدين التي تشهد تطوراً متنامياً في المجالات كافة على ميراث من الاحترام والتقدير وضع أسسه كل من المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والملك الراحل الحسن الثاني.
ويدعم تطوير تلك العلاقات إلى آفاق أرحب إرادة قوية لدى قيادتي الدولتين، بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والعاهل المغربي الملك محمد السادس للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى مراحل متقدمة تعزز من مصالح الشعبين.