بالصور.. لماذا يسابق الأسد الزمن لإبادة "حلب الشرقية"؟
"اخرجوا قبل أن نقصفكم.. الحقوا بطريق النجاة".. كانت تلك منشورات النظام السوري لأهالي حلب الشرقية طيلة الفترة الماضية.
"اخرجوا قبل أن نقصفكم.. الحقوا بطريق النجاة".. كانت تلك منشورات النظام السوري لأهالي حلب الشرقية طيلة الفترة الماضية، عبر أكثر من هدنة أعلنتها روسيا الحليف العتيد للنظام السوري، لإخلاء المدينة من أهلها بما يتيح إحكام السيطرة عليها.
تلك النداءات المتكررة لم تجد استجابة من الأهالي ومسلحي المعارضة المتحصنين بالأحياء الشرقية، الطرفان يعلمان أن حلب الشرقية هي ذروة المعركة، وأهم معقل يسعى النظام لفرض السيطرة عليه سريعاً، انطلاقاً من أهمية حلب، كبرى مدن سوريا، التي سيضمن النظام بها الدخول بأي مفاوضات مقبلة من مركز قوة.
انتهج النظام، على مدار الأشهر الماضية، تكتيكاً عسكرياً يقوم على حصار المدن المعارضة بقطع الطرق الرئيسية لها، ما يشكل ضغوطاً كبرى على المعارضة المسلحة وأهالي المدن، وصولاً إلى طلب الخروج الآمن منها بتسوية، وهو ما جرى بالدوما وعدد من مدن ريف دمشق، غير أن هذا التكتيك لم يفلح مع حلب الشرقية، حتى صارت الإبادة الشاملة بالقصف العسكري الحل المتبقي أمام النظام السوري للخلاص "معضلة حلب".
لماذا الآن؟
شهران وبضعة أيام هي الفارق بين عهدين في أمريكا، التي ظلت طيلة سنوات داعماً أساسياً للمعارضة السورية، وراعياً رسمياً لجهود إزاحة الرئيس السوري، شهران وبضعة أيام تلك التي تسبق تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الرئاسة رسمياً من سابقه باراك أوباما في 20 يناير/كانون ثاني المقبل، وهما شهران من المنتظر أن يشهدا شللاً نسبياً في السياسة الأمريكية الخارجية، في ظل تغييرات عاصفة يعكف عليها ترامب في إدارته، ورؤية مختلفة تماماً لأزمات الشرق الأوسط يحملها في حقيبته الرئاسية، لا يخفي فيها موقفه من المعارضة المسلحة، وتقاربها مع روسيا حليف الأسد.
هذه الأيام، والأيام المقبلة، هي الفترة المتبقية أمام النظام السوري لفرض الأمر الواقع على الأرض بالسيطرة على كامل حلب، وإنهاء ما يسمى بحلب الغربية الواقعة تحت سيطرته وحلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وستتيح له التحذيرات وفترات الهدنة السابقة الذريعة لإبادة الأحياء الشرقية بلا رحمة.
تفاصيل المعركة
هكذا استمر، اليوم السبت، القصف الكثيف لقوات النظام السوري على شرق حلب لليوم الخامس، مدمراً آخر مستشفيات المنطقة، ومجبراً المدارس على إغلاق أبوابها.
ونقلت مصادر ميدانية سورية أن مديرية الصحة في مدينة حلب أعلنت عن توقف العمل داخل 3 مستشفيات، بينها مستشفى للأطفال، جراء القصف المستمر على المدينة منذ عدة أسابيع.
وذكر مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية لحلب، أن هذه الأحياء لا تزال عرضة لسقوط قذائف وصواريخ وبراميل متفجرة.
وكان أفاد الجمعة بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ عام 2014 في تلك الأحياء، التي اعتادت على الغارات الجوية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن "الناس ينامون على دوي القصف ويستيقظون على دوي القصف"، مضيفاً "أنهم لا يجرؤون على الخروج من منازلهم".
الباحث المتخصص في الشؤون السورية توماس بييريه، قال لفرانس برس إن قوات النظام تعمل على "الدمج بين القصف الجوي والجوع الناجم عن الحصار لدفع المقاتلين إلى الاستسلام".
وأوضح أن الفرق بين الهجوم الحالي وما سبقه هو أن "أحياء حلب الشرقية باتت اليوم محاصرة بالكامل وبدأ سكانها يموتون جوعاً".
ويعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف مأساوية، حيث دخلت آخر قافلة مساعدات من الأمم المتحدة في يوليو/تموز إلى تلك الأحياء.