الإسكندرية مهددة بالغرق.. هل يبتلع البحر "عروس البحر المتوسط"؟
توقعات دولية بارتفاع مستوى البحر المتوسط رافقتها شواهد من الواقع لسكان هجروا منازلهم قبل أن يلتهمهم البحر، فهل الإسكندرية مهددة بالغرق؟
على مدار السنوات الأخيرة ومع ارتفاع الأصوات المحذرة من قضية تغير المناخ، سلطت الأضواء على مدينة الإسكندرية المصرية "عروس البحر المتوسط"، ومدى الخطورة التي تحدق بها.
شهدت الإسكندرية، المدينة التي أسسها الإسكندر الأكبر على دلتا النيل، غرق جزء ليس صغيرا من أراضيها بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، أحد تبعات ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير المناخ.
هل الإسكندرية مهددة بالغرق؟
رغم أن الحديث عن غرق الإسكندرية يثار كل فترة فإن الأمر ليس هينا كما يعتقد البعض، إذ تواجه المدينة خطرا داهما أكدته تقارير منظمة الأمم المتحدة.
عبر الدلتا، تقدمت مياه البحر بالفعل أكثر من 3 كيلو مترات منذ الستينيات وابتلعت في الثمانينات فنار رشيد العائد للقرن التاسع عشر جراء ظاهرة نحر الشاطئ، وكل هذا يحدث وسط زيادة عدد سكان الإسكندرية بنحو مليوني شخص في العقد الماضي.
أيضا خلال قمة المناخ "كوب26" في جلاسكو 2021، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون: "سنقول وداعا لمدن بكاملها مثل ميامي والإسكندرية وشنغهاي التي ستضيع وسط الأمواج".
وذكر موقع euronews أنه "وفقا لأكثر سيناريو تفاؤلاً وضعته الأمم المتحدة يصير ثلث المدينة تحت الماء أو غير صالح للسكن بحلول عام 2050".
ما سبق يعني أن ربع سكان الإسكندرية سيضطرون على ترك منازلهم بسبب التغير المناخي، كما أن آثارها وكنوزها التاريخية قد لا تنجو من الخطر.
ويبلغ عدد سكان الإسكندرية حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2022 نحو 5 ملايين و513 ألفا، طبقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ووفقا للموقع، اضطر المئات من سكان الإسكندرية إلى هجر مساكنهم التي اختلت جدرانها بفعل زحف المياه والسيول في عامي 2015 و2020.
كل عام تغرق الإسكندرية بأكثر من 3 مليمترات، بفعل السدود المقامة على نهر النيل التي تمنع وصول الطمي الذي أسهم في الماضي في توطيد تربتها وعمليات استخراج الغاز من الحقول البحرية.
ويُتوقع أن يرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقًا لأسوأ توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
أيضا يعتقد خبراء الأمم المتحدة أن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبًا، ما يعني غرق "ثلث الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية في دلتا النيل، وكذلك مدن ذات أهمية تاريخية مثل الإسكندرية".
تأثير تغير المناخ على المدن المصرية
يتوقع تقرير التنمية البشرية لعام 2021، الذي أصدرته وزارة التخطيط المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، "ارتفاع منسوب البحر المتوسط بمقدار متر واحد نتيجة الاحترار العالمي بحلول عام 2050، ما ينتج عنه غمر بعض المدن الصناعية والمدن ذات الأهمية التاريخية مثل الإسكندرية ودمياط ورشيد وبورسعيد".
وفي حال ارتفاع منسوب البحر بمقدار نصف متر "قد تغرق 30% من مدينة الاسكندرية، ما يؤدي إلى نزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص أو أكثر"، بحسب التقرير.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس الهيئة العامة لحماية الشواطئ المصرية أحمد عبدالقادر: "التغيرات المناخية أصبحت واقعًا نعيشه وليس مجرد تحذيرات تطلق، والمواطن صار يشعر بحرارة الصيف بدرجات أعلى مما كان معتادًا عليه، وكذلك البرودة في الشتاء".
وأوضح المسؤول أن ارتفاع منسوب البحر المتوسط كارثة ستكون لها تبعات هائلة على مصر التي يعيش فيها 104 ملايين نسمة.
وتحدث عن مخاطر هذا الوضع على الإسكندرية، قائلا: "المدينة التي بناها الملك الإغريقي الإسكندر الأكبر قبل قرابة 2400 عام هي ثاني أهم مدينة في مصر لما لها من بعد تاريخي وأثري إلى جانب أنها تضم الميناء الأكبر في البلاد".
محافظ الإسكندرية محمد الشريف تحدث عن تأثير التغير المناخي على المدينة، موضحا أن "شبكة الصرف في الطرق تسع مليون متر مكعب من الأمطار، لكننا نتلقى في اليوم الواحد 18 مليون متر مكعب".
وقال إن "منطقة دلتا نهر النيل تعتبر من أكثر دلتاوات العالم تعرضا لتأثيرات تغير المناخ لانخفاض منسوبها بالنسبة لمنسوب البحر ما يعرضها لخطر الفيضان".
وأوضح أن "تأثير الظاهرة مؤكد وواضح من خلال الخرائط والاستشعار عن بعد، ومنطقة رشيد هي أكثر المناطق في مصر تأثرا، إذ بلغت مسافة تراجع الشاطئ بها أربعة كيلو مترات ونصف".
aXA6IDk4Ljg0LjI1LjE2NSA= جزيرة ام اند امز