بن صالح يعد بمستقبل "واعد" للجزائر وكلمة تكون للشعب
رئيس الجزائر المؤقت يدعو إلى الحوار والاقتداء بالذين ضحوا من أجل بلادهم بالتزامن مع مظاهرات طلابية مطالبة برحيله.
أعرب الرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح عن "تفاؤله" بانتهاء الأزمة السياسية التي تعرفها بلاده "تكون فيها الكلمة للشعب السيد لاختيار حكامه" كما قال، وتعهد بأن تكون ذلك من خلال "ضمانات حقيقية لمنافسة نزيهة وعادلة"، دون أن يشير إلى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 4 يوليو/تموز المقبل.
- عشرات الآلاف يطالبون بـ"التغيير الجذري" في الجمعة الـ13 لحراك الجزائر
- أسبوع الجزائر.. فضائح مدوية للإخوان ودائرة تحقيقات الفساد تتوسع
وبمناسبة الذكرى الـ63 لـ"عيد الطالب" (19 مايو/أيار 1956)، وجّه ابن صالح رسالة إلى الجزائريين حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، أشار فيها إلى أن الجزائر "تعيش مرحلة تبشر بآفاق واعدة في مستقبل عنوانه الكفاءة والاستحقاق، وسِمته المثابرة والعطاء للوطن، تعود فيه الكلمة للشعب السيد لاختيار حكامه في ظل ضمانات حقيقية لمنافسة نزيهة وعادلة، بما يُرسي دعائم حكم راشد".
وأثنى الرئيس الجزائري المؤقت على دور طلبة الجامعات في الحراك الشعبي الذي أزاح بوتفليقة من الحكم، وبقي متواصلاً مطالباً برحيل جميع رموز نظامه.
وقال ابن صالح في رسالته "لقد كان لطلبتنا في هذه الهبة دور ريادي، فتقدموا الصفوف وطبِعوا بالنضج مسيراتهم التي عبروا من خلالها عن وعيهم برهانات المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا، وعن إدراكهم لحجم التحديات التي تنتظرهم".
وأعرب الرئيس الجزائري عن تفاؤله بخروج بلاده من الأزمة السياسية الحالية، وأكد أنها "ستنهض من كبوتها وتخرج من محنتها معافاة صلبة بإذن الله، بفضل المخلصين من أبنائها البررة الذين تجردوا من هوى النفس وأقبلوا بعزم على بناء وطنهم".
ووجه نداءً إلى الجزائريين يدعوهم فيها إلى "الحوار وإلى الاقتداء بالسلف في التضحية من أجل الوطن"، وأوضح بأن "الظرف يحتم على كل مخلص غيور على وطنه أن يرتقي إلى مستوى أسلافه الذين قدموا حياتهم فداءً للجزائر، وأن يكون عامل بناء وعنصر جمع، فتلتقي النوايا الحسنة على مسلك يضع الجزائر على أعتاب مرحلة جديدة تتفرغ بعدها طاقات الشعب لإعمار البلاد وتنميتها".
وخرج الأحد مئات من طلبة جامعات الجزائر العاصمة في مظاهرات حاشدة في عيدهم الوطني جابت شوارع المدينة، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة؛ حيث طوقت الشرطة الجزائرية معظم الشوارع الكبرى للعاصمة بالسيارات وعناصر الأمن، لمنع تقدم المتظاهرين نحو مقرات رسمية، خاصة مقر البرلمان.
وطالب المتظاهرون بـ"التغيير الجذري" وباستقالة "الباءات الثلاث" في إشارة إلى رئيس الجزائر المؤقت ورئيسي الحكومة والبرلمان، وأعربوا عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية بإشراف رموز نظام بوتفليقة.
كما حمل الطلبة المتظاهرون لافتات كُتب عليها "طلبة 1956 مفخرة الجزائر وقدوة طلبة 2019"، إضافة إلى لافتات أخرى تطالب بـ"تحرير الجزائر من العصابة والفساد المستشري وإرساء دولة القانون" كما كُتب عليها.
في مقابل ذلك، حذر جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما أسموه "مغبة استغلال طلبة الجامعات في صراعات أيديولوجية أو تصفية حسابات"، يقف خلفها - كما قالوا - "رموز نظام بوتفليقة والدولة العميقة".
ولم يخف كثير من الجزائريين "امتعاضهم" من لافتات قالوا "إنها زجت بالمؤسسة العسكرية في حسابات بعيدة عن الطلبة"، ودعوا إلى مواصلة الحراك الشعبي حتى تحقيق المطالب "دون خلفيات أو توجيهات من جهات خفية" على حد تعبيرهم.
ذكرى ثورية بميعاد حراك شعبي
ويحتفل الطلبة الجزائريون في 19 مايو/أيار من كل عام بذكرى "عيد الطالب"، وهو اليوم الذي استجاب فيه طلبة الجزائر عام 1956 للنداء الذي وجهه "جيش التحرير الوطني" لمغادرة مقاعد الجامعة والالتحاق بالثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي التي اندلعت في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1956.
وتتزامن الذكرى الـ63 لـ"عيد الطالب" مع أضخم حراك شعبي تعرفه الجزائر منذ استقلالها، وأولى مظاهرات أطاحت برئيس جزائري وهو عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في 2 أبريل/نيسان الماضي.
وعرفت المظاهرات السلمية التي بدأت في 22 فبراير/شباط الماضي وما زالت مستمرة للأسبوع الـ12 على التوالي، مشاركة جميع شرائح المجتمع الجزائري، من نساء وكهول وشباب وطلبة جامعيين وحتى الأطفال، ميزها طابعا السلمي، رغم بعض حالات المناوشات مع الشرطة الجزائرية.
وتسببت تلك المناوشات في إصابة العشرات، فيما ذكر الأمن الجزائري أن المتسببين في أعمال الشغب التي حدثت "منحرفون ومندسون لا علاقة لهم بالحراك الشعبي".