إضراب شامل في الجزائر والعصيان المدني يصيب البلاد بـ"الشلل"
شلل شبه تام في مختلف القطاعات بالجزائر بعد دخول الموظفين في إضرابات مفتوحة وسط تحذيرات من خطورة العصيان المدني على مستقبل البلاد.
استيقظت الجزائر، الأحد، على إضراب شامل مسّ غالبية القطاعات في البلاد، تضامناً مع الحراك الشعبي المناهض لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لفترة حكم خامسة.
ففي العاصمة الجزائر ومختلف المحافظات، أغلقت المحلات التجارية، إضافة إلى إصابة حركة القطارات بالشلل وإلغاء الرحلات الداخلية الجوية للخطوط الجوية الجزائرية.
- بالصور.. جزائريون يبتكرون طرق تعبير ساخرة في مظاهراتهم
- بالصور.. طائرة بوتفليقة تصل إلى جنيف وتوقعات بعودته للجزائر خلال ساعات
كما رفض أساتذة الجامعات قرار وزارة التعليم العالي تقديم العطلة الفصلية للربيع وتمديدها إلى 25 يوماً، وخرجوا اليوم مع تلاميذ الثانويات وأساتذتهم في مظاهرات بشوارع العاصمة.
من جانب آخر، دخل موظفو شركة سوناطراك النفطية بمنطقة حاسي مسعود (جنوب البلاد) والشركة الجزائرية للكهرباء والغاز "سونلغاز" وعمال الموانئ في إضراب عن العمل، معلنين "تضامنهم مع الحراك الشعبي".
وأعرب عدد من الجزائريين عن تذمرهم بعد شل الحركة بالبلاد وإغلاق المحلات وتوقيف حركة المواصلات، كما رصدته "العين الإخبارية" في العاصمة الجزائرية. وأكد عدد منهم "أن المواطن البسيط هو المتضرر الوحيد من توقف كل شيء في البلاد؛ لأن المسؤولين لا يشترون ولا يستعملون القطارات".
وتصاعدت التحذيرات في الجزائر من تطبيق دعوات العصيان المدني، ووصفها بـ"الخطر الداهم على البلاد"، حيث اتهم بعض منهم جزائريين مقيمين في لندن وإسطنبول وباريس بالتحريض على "فوضى هم المستفيدون منها".
وأصدر حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر بياناً، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، حذر فيه من عصيان مدني، داعيا إلى الحيطة والحذر.
كما دعا البيان كل الأطراف السياسية في البلاد "للخروج من الأزمة بأقل الأضرار"، قائلا: "ينبه الحزب المواطنين من قصة العصيان المدني، وندعوهم لليقظة والحيطة من التهور في القرارات، لأن ما وصل إليه الحراك الشعبي هو مكسب ومفخرة للشعب الجزائري، فلا ندع بعض الجهات المتهورة والمجهولة تزج بنا نحو المجهول".
وأضاف: "إننا نتحرك مع كل الأطراف السياسية للخروج من هذه الأزمة بأقل ضرر مراعين المصالح الوطنية والحفاظ على سلمية الحراك لضمان الأمن والاستقرار"، معتبراً أنه "ليس عصياناً مدنياً، بل كارثة على الحراك الشعبي السلمي".