بالصور.. جزائريون يبتكرون طرق تعبير ساخرة في مظاهراتهم
جزائريون يحملون لافتات في مظاهراتهم الأخيرة مكتوب عليها عبارات ساخرة، ترجموا بها مدى رفضهم الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة
أفرز الحراك الشعبي الأخير والمتصاعد في الجزائر ضد ترشح رئيس البلاد لولاية خامسة أساليب احتجاج وتعبير عن الرأي جديدة، أظهرتها لافتاتهم التي حملوها في مختلف المظاهرات التي شهدتها الجزائر، والتي دخلت أسبوعها الثالث.
أساليب لم يجد المختصون في السياسة وعلم الاجتماع إلا تصنيفها في خانة "الموجة الجديدة من الوعي" الذي تعيشه الجزائر، ترجمته لافتات كتب عليها جزائريون "ما يجول في خاطرهم" عن وضع بلدهم، وعن رأيهم فيما يحدث، أكدوا من خلالها بحسب المختصين بأنهم "لم يستقيلوا من السياسة وبأنهم واعون لكل ما يحدث".
شعارات ولافتات طبع عليها السخرية من واقعهم وواقع بلادهم، أو يختصرون مواقفهم السياسية في بضع كلمات، وما ميزها أيضا كتابتها بمختلف لغات العالم، خاصة الإنجليزية والفرنسية والعربية، وباتت تلك اللافتات صوراً بروفايلات كثير من الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واجتمعت على توجيه رسائل للحكومة الجزائرية وحتى لدول أجنبية علقت على المظاهرات الأخيرة.
ورغم اختلاف الشعارات المكتوبة من منطقة إلى أخرى، إلا أن جموع المتظاهرين توحدت على لافتتين اثنتين في جميع المحافظات الجزائرية وهما "سلمية سلمية" و"لا للعهدة الخامسة".
فيما برزت أخرى بشكل لافت وصنعت الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في مختلف وسائل الإعلام العالمية، من بينها لافتة حملها جزائريون الجمعة الماضية، "قارنت بين الدستورين الجزائري والأمريكي"، ووضعت أمام الجزائري "رمز برنامج الوورد ورمز برنامج Pdf أمام الدستور الأمريكي"، وهي اللافتة التي اتفق الجزائريون على وصفها بـ "القوية".
لافتة أخرى صنعت الحدث أيضا، كُتب عليها "4 + 1 = 0" في إشارة إلى رفضهم للولاية الخامسة لبوتفليقة، ما دفع رواداً عبر مواقع التواصل للتعليق عليها بالقول إن "الحراك الشعبي أعاد التأسيس لعلم الرياضيات".
ومن بين أكبر اللافتات التي حملها جزائريون في الجزائر ومدن أخرى، اعتمدت فيها على تصريح سابق العام الماضي لمدرب منتخب الجزائر السابق رابح ماجر والتي تحولت منذ ذلك الوقت إلى عبارة يستعملونها للسخرية من أي شيء يحدث في بلادهم.
وحمل جزائريون لافتة كتبوا عليها "بالمقلوب" عبارة "لا للعهدة الخامسة" لكنهم علقوا عليها بـ "حذاري من فهمها بالخطأ".
لافتات أخرى حملها الجزائريون في مسيراتهم السلمية، ترجموا بها "رفضهم للسياسات الحكومية الاقتصادية" وما تعلق منها بمسألة "الألف مليار دولار" في العشرين سنة الأخيرة، وكتبوا على لافتة "من ألف مليار دولار يمكننا وضع البلاط في كل الكرة الأرضية ويبقى منها".
الفنان العربي القدير عادل إمام كان حاضراً هو الآخر في مظاهرات الجزائر، واستعمل جزائريون كلمات من فيلم "مرجان أحمد مرجان"، وكتبوا على لافتة كبيرة "الحلزونة يَمَّا الحلزونة.. بجاه ربي أخطونا (أتركونا)".
ومن بين "أقوى" اللافتات الساخرة كما علق جزائريون عبر منصات التواصل الاجتماعي، حملها جزائري كُتب عليها "إذ أردتم الخامسة أرسلوا كلمة حلم أو Dream إلى الشعب".
وعلى الرغم من اتساع رقعة الرفض الشعبي لولاية بوتفليقة الخامسة، إلا أن الجزائريين وجهوا رسائل إلى دول غربية علقت مؤخراً على ما يحدث في بلادهم، سواء بشعارات مكتوبة أو هتافات عبروا من خلالها عن رفضهم "لأي تدخل أجنبي في شؤون الجزائر".
وفضل جزائريون توجيه رسائلهم باللغات الإنجليزية والفرنسية إلى قادة الولايات المتحدة وفرنسا، وأخرى كُتب عليها مثل جزائري مشهور وهو "زيتنا في دقيقنا"؛ بمعنى "نضع زيتنا في طحيننا ولا نحتاج إلى زيت أو طحين من جهة أخرى".
المرأة الجزائرية أيضا صنعت الحدث في مظاهرات الجزائر الأخيرة، وخرجت مئات منهم بلباس "الحايك التقليدي" الذي يرمز إلى هوية المرأة الجزائرية، وكان أيضا رمزاً لخروج الجزائريات يوم استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962، ودوّت زغاريدهن في المظاهرات، بشكل جعلها مسموعة أكثر من هتافات بقية المتظاهرين.
ويعتبر الجزائريون من بين الشعوب العربية التي تستعمل أساليب السخرية للتعبير عن رأيها في مختلف الأحداث، أكانت سياسية أم رياضية أو حتى ثقافية وفنية، ولم يسلم كثير من المسؤولين أو الشخصيات العامة من أسماء جديدة "اخترعها" لهم الجزائريون، أو صوراً يتداولونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعبرون من خلالها عن مواقفهم من مختلف الأحداث.