تسريبات الغاز تقتل 14 شخصا بالجزائر في يوم واحد
مصرع 14 شخصا في 4 محافظات جزائرية في يوم واحد نتيجة التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون من بينهم 3 عائلات بأكملها.
ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، الأحد، بأخبار ضحايا تسرب الغاز في المحافظات الجزائرية المختلفة والتي بلغت نحو 14 قتيلاً بينهم عائلات بأكملها.
وسجلت الجزائر وفاة 14 شخصاً في يوم واحد نتيجة التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدافئ المنزلية، وكانت محافظة باتنة (شرق الجزائر) صاحبة الحصيلة الأثقل بمصرع عائلة بأكملها مكونة من 5 أشخاص، أب (32 عاماً) وأم (26 عاماً) و3 أبناء تتراوح أعمارهم بين عامين و5 أعوام، كما كشفت مصالح الحماية المدنية (الدفاع المدني) أن الأم توفيت وهي حامل.
عائلة أخرى بمحافظة تلمسان (غرب الجزائر) مكونة من 4 أفراد، راحت بأكملها نتيجة تسرب الغاز، إذ توفي زوجان مسنان بمنزلهما في الجزائر العاصمة، كما سجلت محافظة قسنطينة، الأحد أيضا وفاة 3 أشخاص اختناقاً بالغاز، فيما تم إنقاذ عائلة مكونة من 4 أفراد من الموت بعد تدخل مصالح الحماية المدنية للمحافظة.
وكشفت الحماية المدنية الجزائرية في وقت سابق عن حصيلة ضحايا تسرب الغاز بالجزائر في 2018، والذي فاق 400 حالة وفاة عبر مختلف المحافظات الجزائرية.
الحماية المدنية الجزائرية تحذر
عقب "كارثة تسرب الغاز"، أصدرت المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني) بياناً دعت فيه الجزائريين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، واتباع النصائح الوقائية للحفاظ على أرواحهم.
وكشف البيان عن أن جميع حالات الوفاة نجمت عن التسمم بأحادي أكسيد الكربون، وذكر بأنه يمثل "خطراً مستمراً ودائماً في ظل الاستعمال السيئ لوسائل التدفئة أو أن أجهزة التدفئة لا تخضع للمعايير الأمنية".
ودعت الحماية المدنية الجزائرية المواطنين إلى القيام "بالصيانة الدورية والدائمة لمختلف أجهزة التدفئة، وعدم إغلاق فتحات التهوية في المنازل لضمان عملية تهوية مستمرة داخلها"، وقدمت رقماً هاتفياً خاصاً (رقم 14) للاتصال بمختلف مصالحها عبر المحافظات والمناطق الجزائرية في حال وجود أي خطر.
حملة "شتاء آمن"
في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي أطلقت جمعيات جزائرية حملة "شتاء آمن" لتوعية الجزائريين بمخاطر الغاز المنزلي، وقدمت مجموعة من النصائح لتفادي التسمم.
ودعت الحملة إلى مراقبة أنابيب الغاز بشكل دائم، ووضع ثقوب في أسفل الأبواب ومنافذ صغيرة تطل على خارج المنزل لتفادي التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون القاتل، وتثبيت مفاصل الأنابيب بشريط خاص (الألومنيوم)، والتأكد من عدم إغلاقه بعش الطيور.
كما دعت الجزائريين إلى ضرورة اقتناء "جهاز كشف تسرب غاز البوتان وغاز أحادي أكسيد الكربون" والذي تتراوح أسعاره ما بين 1500 إلى 4000 دينار جزائري (12.66 إلى 33.78 دولار).
وتضاعفت في السنوات الأخيرة حالات الاختناق بالغاز المنزلي خاصة بغاز المدافئ وسخانات الماء والتي تشهد ارتفاعاً في فصل الشتاء مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة الذي تسجله مختلف المدن الجزائرية، والتي وصلت منذ الجمعة الماضي إلى (-4 درجة مئوية ليلاً) في عدد من المناطق الداخلية الجزائرية.
وخلال اليوم الإعلامي الذي نظمته جامعة "الأمير عبدالقادر" بمحافظة قسنطينة (شرق الجزائر) في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قدم المختصون أسباباً لتزايد حالات الوفيات الناجمة عن الاختناق بالغاز في السنوات الأخيرة بالجزائر.
وأرجع المختصون أسباب ذلك بالدرجة الأولى إلى غياب منافذ التهوية في المنازل بنسبة 95%، تليها التوصيلات الخاطئة التي يقوم بها الجزائريون خاصة سكان العمارات الجديدة، إضافة إلى استعمال أنابيب غير مطابقة للمعايير وقابلة للالتواء، الأمر الذي يؤدي إلى ثقبها، واستعمالهم لقنوات غير نحاسية في وصل الغاز بالمدفأة وسخان الماء.
غاز أحادي أكسيد الكربون القاتل.. خصائصه وصفاته
وصفت المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية في نشرة خاصة غاز أحادي أكسيد الكربون بـ"القاتل الصامت"، وذكرت أنه غاز عديم اللون والنكهة والرائحة، وينتج من عملية الأكسدة الجزئية التي تتمثل في الاحتراق غير التام للكربون والمركبات العضوية مثل الفحم أو انبعاثات احتراق غاز المنزل.
إضافة إلى كونه غازاً شديد السمية ويؤدي غالباً إلى الموت، ذلك لأنه لا يُصدر رائحة ولا لوناً، ولهذا يستحيل على الإنسان كشفه بسهولة قبل أن تظهر أعراض التسمم عليه.
وعن أعراض استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون، ذكرت النشرية التحذيرية بأنها تتلخص في التسمم البطيء والدوار والصداع الشديد وعدم توازن دقات القلب، إضافة إلى تنميل الأطراف وتحول لون البشرة إلى الوردي.
وقدمت نصائح للطرق المتبعة في إسعاف وإنقاذ المتسمم بالغاز، من خلال الابتعاد مباشرة عن مكان انبعاثه، وفتح كل النوافذ والأبواب وتعريض المريض لنسب عالية جداً من الأكسجين المباشر بنسبة 100%، والعمل على تهوية المكان الذي حدث به التسرب الغازي كل فترة من ساعات اليوم، مرجعة ذلك إلى أن نتائج الاختناق تؤدي أحياناً إلى التضرر الدماغي وإتلاف الوظائف بشكل سريع، وقد يؤدي للوفاة بشكل سريع حتى بعد مرور عدة أيام.