42 ألف مصاب بالسرطان في الجزائر.. والقولون والثدي في المقدمة
مرض السرطان يزيد سنويا بنسبة 7% في الجزائر، وارتفاع قياسي في عدد المصابين بسرطان القولون والثدي في البلاد.
كشفت الجزائر مؤخرا عن أرقام صادمة تتعلق بانتشار مرض السرطان في البلاد بمختلف أصنافه، حيث فاق عددهم خلال العام الحالي 42 ألف مصاب.
ووفقا للأرقام التي قدمها الملتقى السنوي الرابع "للشبكة الجزائرية لسجل السرطان"، فقد وصل عدد الجزائريين المصابين بمرض السرطان إلى 42 ألفا و800 مصاب، بزيادة سنوية قدرها 7%، وبمعدل 103 حالات لكل 100 ألف نسمة.
وكشف المختصون أن نسبة التعرض للسرطان لدى الجزائري في سن الـ70 تقدر بنسبة 14% لدى الرجل، و15% لدى المرأة، رغم أنهم يعتبرون تلك النسب بأنها "منخفضة جدا مقارنة بدول متقدمة".
سرطان القولون في الصدارة للمرة الأولى
واستنادا إلى معطيات قدمتها وزارة الصحة الجزائرية، فقد شهدت سنة 2018 تصدر سرطان القولون أنواع المرض للمرة الأولى عند الرجال والثانية عند النساء، بعدما كان سرطان الرئة الأكثر انتشارا في أوساط الرجال والثدي بالنسبة للنساء.
- مختصون لـ"العين الإخبارية": الجزائر متحكمة في وباء الكوليرا
- فيسبوك الجزائر.. بين "كاف" الكوكايين والكوليرا وكبش العيد
ويأتي سرطان المستقيم ثانيا، والبروستاتا ثالثا، والرئة رابعا عند الرجال في الجزائر، أما أكثر أنواع المرض القاتل التي تصيب المرأة الجزائرية إضافة إلى الثدي فيوجد سرطان القولون والمستقيم وعنق الرحم والغدة الدرقية.
وحذر المشاركون في الملتقى من استمرار انتشار سرطان القولون في الجزائر، في حين قدم عدد من المختصين الجزائريين لـ"العين الإخبارية" جملة من الأسباب التي جعلت سرطان القولون ينتشر بكثرة في الجزائر.
وأرجع المختصون ذلك بالدرجة الأولى إلى "النظام الغذائي الذي يعتمد عليه الجزائريون والذي يعتمد في الغالب على المعجنات، إضافة إلى المواد الصناعية المصنعة من الفضلات الكيميائية، والمحسنات الغذائية التي تلجأ لها المخابز في الجزائر، وتلوث البيئة، ومبيدات الحشرات التي يستعملها الفلاحون بكثرة، والمشروبات الغازية المصنوعة من مواد سامة والقارورات البلاستيكية خاصة التي تتعرض لأشعة الشمس لوقت طويل".
غير أن بعض المختصين، أكدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مرض السرطان يعتبر أيضا من الأمراض الوراثية، وأشاروا إلى أن المرض وراثي لحوالي 10 إلى 12% من المصابين بالسرطان في الجزائر.
سرطان الثدي.. كابوس المرأة الجزائرية
من جانب آخر، حذر المختصون من التزايد السنوي لسرطان الثدي في الجزائر الذي بات كابوسا للمرأة الجزائرية، إذ وصلت عدد الإصابات بهذا المرض الفتاك سنة 2018 إلى 12 ألفا و800 حالة جديدة، فقط هذه السنة، بعد أن كانت في حدود 300 حالة سنويا، عام 1995.
أرقام جعلت المختصين يصفون الزيادة الحالية في مرض سرطان الثدي بـ "الانفجار السرطاني"، وأكدوا على أن الحل الوحيد للقضاء عليه هو الكشف المبكر.
ورغم ارتفاع عدد المصابات به سنويا في الجزائر، إلا أن الأطباء المختصين في أورام الثدي، يعتبرون أن الكشف المبكر عن المرض وإجراء فحوصات دورية للثدي تهدف إلى رفع معدلات نجاح العمليات الجراحية، عوضا عن العلاج الكيميائي.
وأجمعوا على أن نصف عدد الحالات الموجودة في المستشفيات الجزائرية تصنف ضمن "الدرجات الأخيرة" من الإصابة بهذا المرض، وهو ما يعني تحويل المصابة مباشرة إلى العلاج الكيميائي.
ولم يغفل أهل الاختصاص في الجزائر عن "العنصر النفسي" الذي يعتبرونه من أهم وسائل علاج مرض سرطان الثدي، ودعوا إلى غرس ثقافة الدعم العائلي والاجتماعي للمصابات بهدف تشجيعهن نفسيا.
نصائح وقائية
في مقابل ذلك، أجمع الأطباء المختصون في الجزائر على أن خفض "إرهاب السرطان" في البلاد كما يسميه كثير من الجزائريين، لن ينجح إلا إذا بدأ من "القضاء على مسبباته" والعوامل التي ساعدت على انتشاره.
- عصير الخيار والسبانخ.. اختراع يواجه السرطان والقرحة والروماتيزم
- عصير "الموز والتمر" كنز من الفوائد الصحية للصائم
وقدم المختصون نصائح للجزائريين، تلخصت في ضرورة اختيار نمط غذائي متوازن وصحي، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين والمواد الغذائية التي تحتوي على مواد مسرطنة.
لجنة للكشف المبكر عن السرطان
يجمع كثيرون على أن "حرب الجزائر ضد مرض السرطان" تبقى خاسرة إلى يومنا، وأرقام المصابين بها في البلاد تؤكد حجم تلك الخسارة، وما يزيدها انتشار الأنواع الخمسة لهذا المرض في المجتمع الجزائري وهي سرطان الرئة، القولون، الثدي، البروستات، المستقيم وعنق الرحم.
ونظرا لسرعة انتشاره، قررت وزارة الصحة الجزائرية تنصيب لجنة وطنية للكشف المبكر عن أنواع السرطان الأكثر انتشارا في الجزائر، على أن تشرع اللجنة في عملها بخمس محافظات جزائرية، وهي قسنطينة (شرق الجزائر)، وبسكرة والأغواط (جنوب البلاد)، ومدينة مغنية التابعة لمحافظة تلمسان (غرب الجزائر).
ويهدف الإجراء الجديد الذي اتخذته وزارة الصحة الجزائرية إلى تقليص عدد حالات مرض السرطان، والتكفل بالمصابين قبل استفحال المرض القاتل.
وسبق للجزائر أن وضعت في السنوات الأخيرة مخططا خاصا بمكافحة السرطان، والذي سمي مخطط 2015-2019، وهو المخطط الذي وضع لتخفيض نسبة المرض القاتل في الجزائر من خلال مكافحة أسبابه.
يذكر أن مرض السرطان يقتل سنويا حوالي 19 ألف جزائري، ويحتل المرتبة الثانية في أسباب الوفاة بالجزائر، بنسبة تصل إلى 21% بعد أمراض القلب والشرايين، إضافة إلى حوادث المرور.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA=
جزيرة ام اند امز