الجزائر.. قانون لردع المدخنين للمرة الأولى
عقوبات وغرامات كبيرة للمرة الأولى في الجزائر على المدخنين وبائعي التبغ في قانون الصحة الجديد
تستعد الجزائر لتطبيق قانون جديد هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد، يتضمن إجراءات صارمة بحق المدخنين وبائعي التبغ في البلاد.
وبحسب مشروع قانون الصحة الذي صادق عليه البرلمان الجزائري نهاية أبريل/نيسان الماضي، فقد تضمن شقاً خاصاً بمكافحة والوقاية من التدخين كشفت عنه مؤخراً وزارة الصحة الجزائرية.
وتضمن الشق 15 مادة تحدد عقوبات وغرامات مالية لكل المخالفين لقوانين مكافحة التدخين في البلاد للمرة الأولى في الجزائر، إذ تضمنت المادة الأولى منه غرامة مالية تتراوح ما بين 2000 دينار جزائري (حوالي 17 دولار) إلى 5 آلاف دينار جزائري (42.71 دولار) على من يقوم بالتدخين في الأماكن المخصصة للاستعمال الجماعي أو المستقبلة للجمهور.
كما فرضت المادة 405 من القانون الجديد غرامات مالية أكبر على بائعي التبغ في الجزائر في حال البيع للقصّر، تتراوح ما بين 200 ألف دينار جزائري (1700 دولار) إلى 400 ألف دينار جزائري (3400 دولار).
وهدد القانون بمضاعفة قيمة الغرامة في حال عودة باعة التبغ بيع السجائر للقصّر، وعدم الالتزام بما جاء في القانون الجديد.
ولم يغفل القانون الجديد ظواهر الإدمان في الجزائر لمختلف أنواع الممنوعات، وخصصت المادة الـ 50 منه لهذا الجانب، ونصت على أن تقوم مصالح الصحة بالتعاون مع القطاعات المعنية بإعداد ووضع برامج للوقاية من الإدمان ومكافحته.
15 ألف جزائري يموتون سنوياً بسبب التدخين
كشفت آخر الإحصائيات والتي قدمتها البروفيسور نوارة قائد، المختصة في اقتصاد الصحة، أن التدخين يتسبب سنوياً في مقتل 15 ألف جزائري، وبمعدل 45 وفاة يومياً، إضافة إلى تعرض 500 ألف مدخن غير مباشر لأمراض تنفسية، وهم الذين يستنشقون الدخان المنبعث من سجائر المدخنين.
وعن المسببات الحقيقية لوفاة العدد الهائل من المدخنين، قالت قائد إن من بينهم نحو 7 آلاف توفوا بالسكتة القلبية، و4 آلاف بسرطان الشعب الهوائية، وأكثر من 3 آلاف حالة قصور في التنفس.
وبحسب المنظمة العالمية للصحة، شهدت نسبة انتشار التدخين ارتفاعاً قياسياً منذ استقلال الجزائر عام 1962، وانتقلت من 7.7 % سنة 1978 من إجمالي عدد السكان، إلى 20.6 % سنة 1998، مرتفعة بثلاثة أضعاف.
وارتفعت النسبة سنة 2004 لتصل إلى 28.6 % و27.2 % في 2009، لتشهد انخفاضاً في الأشهر الأولى من 2018، ووصلت إلى حدود 20 %.
في حين، قدمت وزارة الصحة الجزائرية أرقاماً مرعبة عن المصابين بمرض السرطان، الذي يعد التدخين أحد أهم أسبابه.
حيث وصلت نسبة المصابين بسرطان الرغامي والقصبات الهوائية والرئتين (90% من أسباب سرطان الرئة هو التدخين) إلى 70% في الجزائر، وجاء المصابون بسرطان الفم والبلعوم والمريء في المركز الثاني بـ 42%، ثم سرطان المثانة بـ 28%، وسرطان البنكرياس بـ 22%.
وأشارت الباحثة إلى أن الأمراض المزمنة وغير المعدية في الجزائر، باتت تحتل مكانة أكثر أهمية في الخارطة الوبائية، وأصبحت تمثل مشكلاً كبيراً للصحة العمومية بالجزائر في الوقت الحالي.