أول زيارة منذ 18 عاما.. 5 ملفات ثقيلة يحملها رئيس إيطاليا للجزائر
باهتمام رسمي وإعلامي بالغين، استقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، السبت، نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الذي بدأ زيارة رسمية للبلاد.
وهذه أول زيارة رسمية لرئيس إيطالي منذ 18 عاماً، حيث كان في استقبال ماتاريلا بمطار "هواري بومدين" الدولي نظيره الجزائري يرافقه وفد رفيع.
- الجزائر تنهي خلافات الغاز مع إيطاليا بـ"حل وسط"
- "إيني" الإيطالية والجزائر.. "التنقيب" عن مكانة قوية بـ3 اتفاقيات شراكة
وأشارت الرئاسة الجزائرية في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إلى أن زيارة الرئيس الإيطالي على رأس وفد رفيه تندرج في إطار تمتين الشراكة وتعزيز علاقات التعاون الوثيقة، بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة، بما يعود بالمنفعة على الشعبين.
بينما تحدثت وسائل الإعلام في البلدين عن 5 ملفات "ثقيلة" تنتظر طاولة الرئيسين تبون وماتاريلا تتعلق أساساً بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتي تشمل التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية، وكذلك زيادة حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فإن الرئيس تبون سيبحث مع ماتاريلا عدة ملفات سياسية واقتصادية، مع تناول الملفات ذات الاهتمام المشترك خصوصاً الأزمة الليبية والوضع بمنطقة الساحل والهجرة غير الشرعية.
"التوجه الجديد"
وانطلاقاً من توقيتها وأجندتها والرسائل التي استبقتها، التقت قراءات مراقبين لزيارة الرئيس الإيطالي للجزائر الأولى من نوعها منذ 18 عاماً مع دخول هذا البلد العربي مرحلة جديدة في علاقاتها الدولية "بعيدا عن الهيمنة الفرنسية".
ويتضح ذلك مما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية التي تحدثت عن خلفيات زيارة ماتاريلا للجزائر.
وذكرت بأنها تأتي في "سياق العلاقات الاستراتيجية التي تسعى الجزائر لبنائها مع الشركاء الموثوق بهم خارج الشراكة التقليدية ضمن التوجه الجديد".
وتتزامن الزيارة مع أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الجزائر وفرنسا، إذ كانت الأخيرة على مدار 6 عقود كاملة "شريك الجزائر التقليدي" اقتصادياً.
وتحدثت أوساط إعلامية وسياسية محلية عن اعتزام الجزائر "معاقبة باريس اقتصادياً" من خلال إعادة النظر في مصالحها الاقتصادية في البلاد.
واستبق الرئيس الجزائري زيارة نظيره الإيطالي بمغازلة الشريك الأوروبي عندما اعتبر في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الشهر الماضي، بأن الاقتصادي الجزائري "يشبه إلى حد كبير" الاقتصاد الإيطالي.
وطالب بما أسماه "الاقتداء بالتجربة الإيطالية، ودعا أيضا رجال الأعمال الإيطاليين للاستثمار في الجزائر".
تبون اختار أن يكون حديثه عن الاقتصاد الإيطالي متبوعاً برسائل لباريس عندما أكد أن "القرب من الاقتصاد الإيطالي سيعود بالفائدة على الاقتصاد الجزائري على عكس الفرنسي".
وباتت إيطاليا في العقد الأخير من أكبر المنافسين للمصالح الفرنسية بالجزائر لاسيما في مجال الطاقة، وتمكنت شركة "إيني" من إزاحة "توتال" الفرنسية خصوصاً بعد أن تمكنت الجزائر وروما من إنهاء خلافاتهما حول الغاز.
وتعد إيني الإيطالية أكبر شركة أجنبية تستثمر في قطاع المحروقات بالجزائر والتي بدأت عملها في الجزائر منذ 1981.
و"إيني" أيضا هي الشريك الرئيس في أنبوب الغاز العابر للمتوسط "ترانسميد" الذي يمر عبر تونس، ويضمن تصدير نحو 32 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري إلى إيطاليا.
ومنذ بداية العام الحالي، احتلت إيطاليا صدارة الدول الأوروبية في حجم صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي بحجم إجمالي بلغ 6.4 مليار مكعب، بزيادة بلغت نسبتها 109 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتعزز الجزائر مكانتها كثاني ممون لإيطاليا بالغاز الطبيعي بعد روسيا، وهو ما يسمح للجزائر بأن تستحوذ على 35 % من السوق الإيطالية.
وعلى الصعيد السياسي، تقاسمت الجزائر وروما المواقف ووجهات النظر حول تطورات الأزمة الليبية، إذ أكدتا على رفضهما التدخلات الأجنبية وطالبتا بخروج المرتزقة من الأراضي الليبية.
بينما تبقى مسألة الهجرة غير الشرعية المتفاقمة من الضفة الجنوبية للمتوسط إلى شمالها من أكثر الملفات التي تزعج العاصمتين، خصوصاً بعد تزايد عدد الجزائريين المتجهين إلى أوروبا عبر إيطاليا بطرق غير قانونية.
كما باتت الجزائر أيضا نقطة عبور للأفارقة نحو أوروبا عبر ما يسمى بـ"قوارب الموت".
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز