"المحمدية".. قوة روحانية تلهم الجيش الجزائري بـ"استعراض الاستقلال"
يترقب الجزائريون أضخم عرض عسكري في تاريخ بلادهم احتفالا بالذكرى الـ60 لاستقلالها، وتحتضنه منطقة "المحمدية" في العاصمة.
وكشف التلفزيون الجزائري الرسمي أن الاستعراض العسكري "سيكون الأضخم من نوعه منذ الاستقلال تماشياً مع عظمة المناسبة".
ولضمان خروجه بصورة مميزة، سيكون الاستعراض العسكري الضخم تحت إشراف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بصفته "القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع".
واختير الطريق المحاذي لجامع الجزائر الأعظم في منطقة المحمدية باعتباره موقعا يحمل دلالة ورمزية تاريخية كبيرة للجزائريين.
وفي عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر سُميت تلك المنطقة بـ"لافيجري" نسبة إلى "الكاردينال شارل مارسيال ألمان لافيجري" الذي عينته السلطات الاستعمارية كبير الأساقفة سنة 1867. ولطالما اشتهرت بأنها "عاصمة التبشير في القارة الأفريقية".
واهتم "لافيجري" بالتبشير عبر تأسيس "جمعية المبشرين" بالجزائر التي عرفت باسم "الآباء البيض"، وأسس كذلك جمعية أخرى سماها "جمعية الأخوات البيضاوات".
وبعد حصول الجزائر على استقلالها عام 1962، قررت السلطات إعادة تسمية منطقة لافيجري لتصبح "المحمدية"، وشيدت بها ثالث أكبر مسجد في العالم.
ومن هنا كانت المحمدية "معقل التبشير" في الجزائر وعموم أفريقيا، لكن هذه المنطقة سميت بعد استقلال الجزائر المحمدية نسبة إلى خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
وقررت الجزائر "محو" ذاكرة تحويل منطقة المحمدية من قبل الاحتلال الفرنسي إلى "عاصمة أفريقية للتبشير".
والجامع الأعظم له مكانة خاصة وتاريخية في قلوب الجزائريين، باعتباره رمزا على مقاومة حقبة الاستعمار الفرنسي ومكافحة الفكر المتطرف.
وجرى افتتاح المسجد في عام 2020، حيث بلغت تكلفته نحو 3 مليارات دولار، ومدة أشغال وصلت إلى 6 أعوام.
وفرضت السلطات الجزائرية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاستعراض العسكري المخلد للاحتفال بالذكرى الـ60 لنيل الاستقلال.
ومن بين الإجراءات الأمنية قررت السلطات الجزائرية "غلق محطة المسافرين الكبرى" حتى يوم الخميس المقبل.
كما تم وضع مخطط خاص بحركة السير في العاصمة، إذ تقرر غلق وتحويل حركة السير أمام المركبات والدراجات عبر عدد من المحاور، منذ أمس الجمعة،
وكان آخر استعراض عسكري نظم في الجزائر بمناسبة عيد استقلالها عام 1989، في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
وعزت الجهات الرسمية الجزائرية أسباب إلغاء التقليد العسكري لمدة 33 سنة كاملة إلى "انشغال الجيش الجزائري والمصالح الأمنية بمكافحة الإرهاب".
مصادر إعلامية جزائرية أكدت أن الاستعراض العسكري سيشهد مشاركة رؤساء دول، بالإضافة إلى عرض أحدث الأسلحة التي يمتلكها الجيش الجزائري والتي كشف عنها في المناورات العسكرية الأخيرة التي نفذها بعدة مناطق من البلاد.
ونفذ الجيش الجزائري في الشهرين الأخيرة عدة مناورات عسكرية برية وبحرية وجوية، كان آخرها 4 تدريبات ضخمة على مدار شهر مضى، حاكت "تدمير قوات عدو غير تقليدي"، في إشارة إلى الجماعات الإرهابية، وفق الخبراء الأمنيين.
وفي 18 مارس/آذار 1962، وبعد نحو 8 سنوات من الحرب بين الثوار الجزائريين والجيش الفرنسي توقف القتال بعد توقيع اتفاقيات "إيفيان" التاريخية التي مهدت الطريق لإعلان استقلال الجزائر في 5 يوليو/تموز من العام نفسه.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg
جزيرة ام اند امز