المتحف الجزائري للآثار القديمة والفنون الإسلامية.. مرآه للتاريخ
المتحف الوطني الجزائري للآثار القديمة والفنون الإسلامية بطاقة تعريفية توثّق لكل المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر.
للجزائر موقع استراتيجي، جعلها قبلة لعدد من الحضارات التي تعاقبت على البشرية، ويعد يعتبر المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية، بطاقة تعريفية توثّق لكل المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر.
- "العين" في معرض للصور والعملات القديمة بالجزائر
- 8 ألوان ترسم أغنية الجزائر.. الشاوي والتارفي والراي أبرزها
أنشئ المتحف سنة 1838، لكن تدشينه لم يتم إلا بعد 60 سنة، عام 1897، ويتوسطه حديقة الحرية بشارع كريم بلقاسم، وهي إحدى أجمل حدائق العاصمة الجزائرية، وبعد استقلال الجزائر عام 1962، أعيد ترميمه وفق الهندسة المعمارية المغاربية الأصيلة.
المتحف يسهم في المحافظة على موروث الجزائر التاريخي والثقافي والاجتماعي، حيث يضم عدداً كبيراً من القِطَع والتحف الأثرية النادرة، التي تبرز مختلف الحضارات التي تعاقبت على الجزائر منذ فجر التاريخ، إضافة إلى عرضه عينات من الحضارة الفرعونية والإغريقية وتشكيلات تنتمي إلى الحضارة الإسلامية، وهو ينقسم إلى قسمين، الأول للأثار القديمة، والثاني للإسلامية.
قسم الآثار القديمة
توجد في هذا القسم 5 قاعات للعرض، من بينها قاعة "العبادات الوثنية"، وفيها تماثيل ورسومات فسيفسائية، ولوحات جدارية تصوّر المعتقدات والأساطير القديمة المتأثرة بالحضارة اليونانية، والعبادات الشرقية خاصة من مصر وسوريا، والتي انتشرت في منطقة شمال إفريقيا، ما بين القرنين الثاني والثالث الميلاديين.
قاعة "إيكوزيوم" واحدة من قاعات هذا القسم، وهو الاسم الروماني لعاصمة الرومان، وتعرض مجموعة كبيرة من الأواني الفخارية الرومانية، وبعض الأواني الإسلامية، وتماثيل لملوك موريتانيا القيصرية التي عُثر عليها في العاصمة الجزائرية، من بينها رأسَا "يوبا الأول والثاني"، ورأسا "الملكة كليوباترا سيليني" وابنها "بطليموس".
وتوجد بقسم الآثار القديمة قاعة "البرونز"، وبها مجموعة أدوات منزلية من فخار وحلي من العاج، وواجهات أخرى مخصصة لعرض الأواني والمصابيح الإغريقية والبونية المصنوعة من الفخار.
من بين القاعات أيضا، قاعة "المنحوتات"، وبها تماثيل تعود للعصر الروماني اكتشفت خلال عمليات حفر بمنطقة شرشال.
وتضم قاعة "الفنون المسيحية" معروضات عن الديانة المسيحية، تعتبر شاهداً على تعايش الأديان في العالم، وفيها مجموعة من الصناديق تعود لقساوسة تؤكد الدراسات التاريخية أنهم قُتلوا بأمر من الأباطرة الرومان الوثنيين.
قسم الآثار والفنون الإسلامية
يعتبر هذا القسم الأحدث في المتحف، حيث تم افتتاحه عام 2004، بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، ويضم أقدم مجموعة أثرية إسلامية تعود إلى سنة 1846.
توجد بهذا القسم تحف أثرية يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين القرنين التاسع والخامس عشر ميلادي، من بينها نسيج مطرز بعبارات دينية من مصر واليمن، وتحف أخرى عثر عليها في قلعة "بني حماد" ومنبر الجامع الكبير في العاصمة الجزائر، ويعود لفترة المرابطين.
قاعة أخرى بهذا الجناح الإسلامي مزجت بين الحضارتين الأندلسية والعثمانية، من خلال تحف ترجع إلى القرن السادس عشر حتى التاسع عشر ميلادي، من بينها صحون خزفية وبريق معدني أندلسي، ومصحف الجامع الكبير الذي يعد أحد أقدم المصاحف في العالم، ومجموعة من الأظرف الذهبية والفضيّة تعود لفترة العثمانيين.
يزخر هذا القسم أيضا بعدد كبير جدا من القطع النقدية والأواني الخزفية والصناديق الخشبية، إضافة إلى قاعات مخصصة للفن المغربي والتونسي والمشرقي، وبها مجموعة من التحف الزجاجية والمعدنية والخزفيات والزرابي.
توجد بالقسم أيضا "قاعة أمين الأمناء"، نسبة للفنان الجزائري، محمد أمين الأمناء، الذي يعد أحد رواد الصناعات التقليدية ذات الطراز الإسلامي، وبها نماذج من الصناعات التقليدية للمناطق ذات البعد الأمازيغي مثل الأوراس، ومنطقة القبائل، ووادي ميزاب.
قاعة أخرى اسمها قاعة "لوس بن عابن"، وهو اسم سيدة جزائرية أهدت المتحف كل مجموعتها من المطرزات الحريرية المصنوعة في الجزائر، والتي تعود للفترة العثمانية، إضافة إلى مجموعة من "الزرابي" التي تشبه إلى حد كبير سجادات الصلاة بمنطقة آسيا الصغرى ومدينة القيروان التونسية، من حيث ألوانها وزخارفها.
في القسم كذلك "قاعة محمد تمام"، وبها مجموعة من الأسلحة الجزائرية التي صنعت في "قبائل بني يَنِّي"، وتحف معدنية من الحلي والذهب وحوامل الفناجين، وساعات إنجليزية الصنع، كانت تستعمل في الجزائر.
جناح "المسكوكات" القديمة
يوجد بالمتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية، جناح كامل لعرض "المسكوكات القديمة"، حيث تظهر مختلف الحضارات التي تعاقبت على الجزائر وخصوصية كل مرحلة من خلال معالمها النقدية، كما يقدم العملة كسجل للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية.
ويحتوي الجناح على مجموعات كاملة من المسكوكات النادرة، التي ساهمت بتسطير كل المراحل التاريخية التي تعاقبت على الجزائر، بدءاً من الفترة "البونية" (400 قبل الميلاد) إلى فترة الحاكم العثماني، أحمد باي في 1838، حيث أصدر المعرض دليلاً لكل المسكوكات به دراسات لباحثين جزائريين مختصين.
وتوجد بهذا الجناح أيضا مجموعة من آلات قياس صحة العملة وأصالتها، والتي كانت تمسى "السنج"، وقوالب السك التي تعود إلى عهد المرابطين، مع وجود وثيقة شاملة تتضمن مميزات العملات الجزائرية، تسمح للباحثين التعرف على اسم الحاكم وصورته واللغة المستعملة، وحتى الحيوانات.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA=
جزيرة ام اند امز