بعد توقف 7 أشهر.. 6 ملايين تلميذ يدشنون العام الدراسي في الجزائر
للمرة الأولى، يكون الدخول المدرسي في الجزائر على مرحلتين، وهو الإجراء الذي فرضه استمرار تفشي فيروس كورونا في البلاد
ينطلق، الأربعاء، العام الدراسي الجديد بالجزائر بعد توقف دام 7 أشهر، عقب قرار السلطات الجزائرية غلق المدارس منذ مارس/آذار الماضي نتيجة تفشي جائحة كورونا.
ويلتحق نحو 6 ملايين تلميذ في الطور الابتدائي (الإعدادي) بمختلف مدارس المحافظات الجزائرية التي يفوق عددها 19 ألف مؤسسة تعليمية.
وللمرة الأولى، يكون الدخول المدرسي في الجزائر على مرحلتين، وهو الإجراء الذي فرضه استمرار تفشي فيروس كورونا في البلاد، بعد أن تقرر تحديد تاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول موعدا للدخول المدرسي 2020/2021 بالنسبة لتلاميذ الابتدائي (الإعدادي)، و4 نوفمبر/تشرين الثاني القادم لدخول تلاميذ المتوسط والثانوي.
وكذا تحديد يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني تاريخاً للدخول الجامعي، و22 من الشهر ذاته لدخول طلبة التكوين المهني.
ومن المرتقب أن يفتتح رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد السنة الدراسية الجديدة من محافظة باتنة الواقعة شرقي البلاد، وفق البروتوكول المعمول به بإعلان انطلاق العام الدراسي الجديد من إحدى محافظات البلاد.
وتأتي عودة التلاميذ إلى المدارس بالجزائر بعد تأجيل الدخول المدرسي مرتين متتاليتين بسبب الوضعية الوبائية لـ"كوفيد – 19"، بعد أن كان مقرراً في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول الماضي، ثم 4 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويفوق عدد تلاميذ جميع الأطوار التعليمية بالجزائر (الابتدائي، المتوسط، الثانوي) 10 ملايين تلميذ، فيما يتجاوز عدد طلبة الجامعات مليونا ونصف المليون طالب.
إجراءات استثنائية
وفرضت جائحة كورونا دخولاً غير مألوف على الجزائريين، عقب الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها السلطات الجزائرية لمنع تفشي فيروس كورونا، ولـ"حتمية التعايش" معه.
وتقرر فرض تدابير احترازية مشددة من خلال إجبار العاملين في الأطوار الثلاثة (ابتدائي، متوسط، ثانوي) على ارتداء الكمامات واحترام مسافة التباعد الجسدي في الأقسام وساحات المدارس والمتوسطات والثانويات، وكذا الحرص على تنظيف وتطهير وتعقيم كل المؤسسات التربوية.
كما وضعت وزارة التربية والتعليم الجزائرية مخططاً استثنائياً لتنظيم التلاميذ، حيث تقرر تقسيم الصفوف الدراسية إلى قسمين لا يتجاوز عدد التلاميذ في كل واحد 24 تلميذاً.
وتم وضع برنامج خاص للتعليم على مدار أيام الأسبوع، حيث يدرس كل فوج 3 أيام ويستفيد من راحة يومين، وعودة العمل بنظام الدوامين.
وألزمت الوزارة جميع مدارس البلاد بتوحيد أول درس للتلاميذ، ليكون حول "كوفيد – 19"، ويركز على خطورته وكيفية الوقاية منه.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن بعض أولياء التلاميذ قرروا مقاطعة العام الدراسي الجديد وعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس خشية فيروس كورونا إلى غاية تحسن الوضعية الوبائية.
اهتمام باهت
"العين الإخبارية" تجولت في بعض محلات بيع الأدوات المدرسية والملابس في العاصمة الجزائرية، ورصدت آراء أصحابها فيما يتعلق بإقبال الجزائريين عليها مقارنة بالأعوام الماضية.
"كمال" صاحب محل أدوات مدرسية بمنطقة "برج الكيفان" في العاصمة، أبدى مخاوفه من تراجع مبيعاته هذا العام، وكشف في حديث مع "العين الإخبارية" عن تدهور القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا.
وقال كمال "في الأعوام الماضية، كان المحل يستقبل الزبائن قبل الدخول المدرسي بنحو أسبوعين، لشراء مستلزمات أبنائهم، لكن لاحظت هذا العام عزوفاً مخيفاً، ويبدو أن كثيراً من العائلات قررت وضع موازنات تقشفية، ومع ذلك ننتظر الدخول المدرسي لتتضح الرؤية".
الحال ذاته تقريباً وجدته "العين الإخبارية" عند "عبدالرحيم" صاحب محل لبيع الملابس في شارع "باب عزون" بالجزائر الوسطى، والمعروف بمحلاته الكثيرة التي يقبل عليها الجزائريون لأسعارها المنخفضة.
وكشف عبدالرحيم عن تراجع مبيعاته هذا العام، خصوصاً من المآزر المدرسية والملابس الجديدة التي تشتريها العائلات لأبنائها مع كل دخول مدرسي جديد.
وأوضح أن "كثيراً من زبائنه فضلوا هذا العام الاحتفاظ بملابس العام الماضي لأبنائهم، والاكتفاء بشراء لباس واحد، سروال أو قميص أو حذاء".
وأضاف: "كورونا عقّد الوضعية المالية لكثير من العائلات بخاصة تلك التي لها 3 أبناء أو أكثر في المدارس، رغم أن الأسعار تبقى في متناول الجميع، لكنها لم تجذب الزبائن ككل عام".