خبير يكشف لـ"العين الإخبارية" 5 دلالات لزيارة رئيس تونس للجزائر
زيارة عادية لكنها استثنائية في الظروف المحيطة بتوقيتها، هكذا ترجم خبير جزائري زيارة الرئيس التونسي للجزائر.
ووصل، مساء الإثنين، الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر في زيارة هي الثانية له، وكان في استقباله بمطار "هواري بومدين" الدولي نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، وذلك لحضور احتفالات الجزائر بالذكرى الـ60 لنيل استقلالها عن فرنسا، ولحضور العرض العسكري الذي سيقام بمنطقة "المحمدية".
- احتفالات عيد الاستقلال.. قيس سعيد في الجزائر
- العيد الـ60 لاستقلال الجزائر.. 3 محطات بارزة بعهد 8 رؤساء
وأشرف الرئيس الجزائري مع نظيره التونسي على تدشين "معلم الحرية" بمنطقة "سيدي فرج" الساحلية التي شهدت حدثين تاريخيين، وهما أن تلك المنطقة كانت أول مكان يدخل منه جنود الاحتلال الفرنسي الجزائر سنة 1830، والثاني هو رفع الجزائريين علم بلادهم غداة الإعلان عن استقلال الجزائر في 5 يوليو/تموز 1962.
وحدد الدكتور حسين قادري أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، دلالات وخلفيات زيارة الرئيس التونسي للجزائر، وحصرها في 5 معطيات، وضعها تحت عنوان "الطمأنة وطلب المساعدة".
علاقات "بألف خير"
والشهر الماضي، تنقل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى تونس لحضور اجتماع ثلاثي حول الأزمة الليبية مع نظيريه التونسي والليبية.
وعقب استقباله من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد وصف رمطان لعمامرة علاقات بلاده بتونس بأنها "بألف خير".
وأكد أن هذه العلاقات الاستراتيجية ستظل وطيدة وثابتة وسيتمّ تعزيزها في الفترة القادمة على عدة مستويات".
وشدد وزير الخارجية الجزائري على أن بلاده "حريصة على نجاح تونس واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، وأنها "تحترم خيارات قيادتها وتثق بقدرتها على خدمة مصلحة تونس في المرحلة القادمة".
دعم ومرافقة
ومطلع الشهر الماضي، عقدت الجزائر وتونس اجتماعاً للجنة المشتركة للتعاون في مجال الطاقة برئاسة وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب ونظيرته التونسية نائلة نويرة القنجي.
وزارة الطاقة الجزائرية أصدرت عقب الاجتماع بياناً أعلنت فيه أن "التفاهمات بين الجانبين تخضع لتقدير رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون" دون أن توضح أكثر ذلك.
بيان وزارة الطاقة الجزائرية كان "دبلوماسياً" بشكل لافت، حيث أكد أن الجزائر بـ"تعليمات" من الرئيس تبون "ترافق وتساند" تونس.
وأشار في السياق إلى أن التنسيق مع الطرف التونسي لتحديد احتياجاته الطاقوية اللازمة قصد توفيرها “من أجل أن تمر الصائفة في أحسن الظروف".
وفي مايو/أيار الماضي، نفت وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية شائعات تحدثت عن "رفض الجزائر طلب تونس تزويدها بالغاز الطبيعي".
دلالات الزيارة
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، قال الأكاديمي الجزائري الدكتور حسين قادري، أن "الغطاء العام لزيارة الرئيس التونسي للجزائر هو المشاركة في عيد الاستقلال الـ60، ولا ننسى أن للبلدين تاريخا ونضالا مشتركا ضد الاحتلال الفرنسي، خصوصا ساقية سيدي يوسف".
وتابع قائلا: "لكن المحللين يذهبون دائما أبعد من ذلك، ولا ننسى كلمة الرئيس تبون في إيطاليا التي أعلن فيها قدرة الجزائر على مساعدة تونس وكانت هناك بعض التعليقات من بعض التونسيين التي عدتها تدخلا في الشأن التونسي".
وأشار أيضا إلى التقارير الإعلامية الجزائرية والعربية الأخيرة التي تحدثت "عن فتور في العلاقات بين البلدين"، وأكد قادري أن زيارة قيس سعيد "فرصة حتى وإن لم تكن زيارة خاصة، إلا أنه على هامشها سيقدم طمأنة لنظيره الجزائري أن تونس لا تزال رفيقة وتنظر للجزائر على أساس أنها الشقيق الأكبر".
ولفت المحلل السياسي كذلك إلى أن "تونس ماضية في الأيام المقبلة في أزمة طاقة كبيرة، خاصة أن بعض المصادر تتحدث عن أن تونس بدأت استغلال مخزونها من الطاقة الذي ربما لن يكفي إلا لأسابيع فقط"، مضيفا "أن ذلك تزامن أيضا مع تحفظ الجزائر بإعادة فتح حدودها البرية مع تونس، وكذلك ما تعلق بإمكانية زيادة إمدادات الغاز أو كميات الكهرباء، وهناك ديون كبيرة على تونس فيما يتعلق بالكهرباء، والشيء الظاهر أن الجزائر تتحفظ لحد الآن على فتح الحدود لإنقاذ الموسم السياحي في تونس".
ويعتقد الأكاديمي الجزائري أن "قيس سعيد سيعطي خطاب طمأنة للسلطات الجزائرية على أساس أنه لا يمكن أن يأتي مكروه للجزائر من تونس، وطلب على أعلى مستوى لإنقاذ الموسم السياحي التونسي، وملف الطاقة الذي يعد حساساً جدا، والعالم كله يعاني منه".
ولفت "قادري" أيضا إلى "حصول تونس على مساندة الجزائر في الاستفتاء على الدستور المقرر نهاية الشهر الحالي".