لعمامرة: الجزائر "حريصة" على عدم التدخل في شؤون تونس
شدّد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة على أن بلاده حريصة على نجاح تونس واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأكّد مجدّدا أنها تحترم خيارات قيادة تونس وتثق بقدرتها على خدمة مصلحة تونس في المرحلة المقبلة.
- بـ"تعليمات" من تبون.. الجزائر "ترافق وتساند" تونس في حاجتها الطاقوية
- هل رفضت الجزائر تزويد تونس بالغاز؟.. رد حكومي قاطع
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد، الجمعة، بقصر قرطاج رمطان لعمامرة، وزير الشّؤُون الخارجيّة الجزائري، الذي كان محمّلا برسالة خطية موجّهة إلى الرئيس التونسي من قبل نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون.
وأكّد لعمـامـرة اعتزاز الرئيس تبّون بمستوى علاقات الأخوة والثقة والشراكة بين تونس والجزائر، وإيمانه بأن هذه العلاقات الاستراتيجية ستظلّ وطيدة وثابتة وسيتمّ تعزيزها في الفترة القادمة على عدّة مستويات.
جاء ذلك على خلفية تصريحات تبون الأخيرة في إيطاليا، في 26 مايو/أيار الماضي، التي دعا فيها إلى "ضرورة عودة الديمقراطية في تونس" ما أثار ردود فعل سلبية حول هذه التصريحات التي اعتبرها مراقبون تدخلا في الشؤون الداخلية التونسية.
واستعرض الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال هذا اللقاء، أبرز المحطات التاريخية الخالدة التي جمعت تونس بالجزائر.
وأكّد سعيد أن "عمق الشعور بالأخوة ووحدة المصير بين الشعبين الشقيقين يؤسس لمستقبل مشترك يقوم على مبادئ التضامن والتآزر والإيثار، ويدفع نحو مواصلة العمل سويا حتى تظلّ العلاقات التونسية الجزائرية متميّزة ونموذجية، بالرغم من المحاولات اليائسة للتشويش عليها".
واستذكر الرئيس التونسي الزيارة التاريخية للرئيس تبون إلى تونس في شهر ديسمبر 2021 وما حققته من نتائج مهمة.
ودعا سعيد، في هذا السياق، إلى التسريع بعقد الاستحقاقات الثنائية، وفي مقدمتها اللجنة الكبرى المشتركة، لمواصلة تطوير مختلف مجالات التعاون التونسي الجزائري والارتقاء بالشراكة المتضامنة بين البلدين إلى أعلى المستويات.
وتطرّق اللقاء كذلك إلى عدد من المواضيع المتصلة بالتعاون الثنائي لا سيّما على مستوى تنقل الأشخاص بين البلدين.
فضلا عن استعراض أهم الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدّمتها الملف الليبي.
وتم التأكيد على تطابق وجهات النظر بين تونس والجزائر حول ضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي ليبي-ليبي دون تدخل خارجي بما يحفظ وحدة هذا البلد وأمنه، وبما يُعزّز الاستقرار في المنطقة.
في إطار تعزيز التشاور والتنسيق بين تونس والجزائر وليبيا، أدى لعمامرة ونجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، زيارة عمل إلى تونس.
ويأتي هذا الاجتماع ترجمة لحرص الدول الثلاث على تطوير العلاقات واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، إضافة إلى تبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول مجمل القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وما تطرحه من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية.
كما سيكون الاجتماع مناسبة لاستعراض الاستحقاقات الإقليمية والدولية المقبلة.
وتتركز المشاورات على عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك التنمية، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للجريمة المنظمة، وقضايا أمن الغذاء والطاقة والبيئة، التي تفرض نفسها في ظل المستجدات الدولية الراهنة.
aXA6IDE4LjExOS4xMDcuMTU5IA== جزيرة ام اند امز