"الكوليرا" تطيح بوالي محافظة البليدة الجزائرية من منصبه
سوء تسيير أزمة الكوليرا في الجزائر وإهانة مصابين وراء إقالة والي محافظة البليدة، فيما يؤكد معهد باستور قرب القضاء على الوباء
أعلنت رئاسة الجمهورية في الجزائر، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، أقال مصطفى العياضي والي محافظة البليدة (36 كلم جنوب الجزائر العاصمة)، دون أن يكشف البيان عن الأسباب الحقيقية وراء تلك الإقالة.
- الجزائر تعلن عدم تسجيل إصابات بالكوليرا في الـ3 أيام الأخيرة
- الجزائر تسجل 74 حالة إصابة بـ"الكوليرا".. وقلق في ليبيا والمغرب وتونس
والمتعارف عليه في تغييرات ولاة الجمهورية (48 ولاية) بالجزائر أنها تتم وفق طريقة "حركة التغييرات"، من خلال إقالة عدد من الولاة في وقت واحد، ومن النادر أن تلجأ السلطات الجزائرية إلى إقالة واحد فقط.
ومن هنا أجمعت وسائل إعلام جزائرية ومتابعون، أن قرار إقالة والي محافظة البليدة جاء عقب "التقصير في مهامه" بعد انتشار وباء الكوليرا في المحافظة التي شهدت أكبر حالات إصابات في البلاد؛ حيثوصلت إلى 70 إصابة مؤكدة وحالتي وفاة، إضافة إلى تعرضه لانتقادات حادة من سكان المحافظة لما أسموه "الإدارة الفوضوية للأزمة الناجمة عن وباء الكوليرا".
وفي الأيام الأخيرة، انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثار جدلاً كبيراً في الجزائر، ظهر فيه والي محافظة البليدة مصطفى العياضي عند زيارته مستشفى بوفاريك، ورفض الاقتراب من إحدى المريضات، وأمر العمال بعدم فتح الباب لها وبقي يتحدث معها من مسافة بعيدة.
وعقب إعلان القرار، طالب جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإقالة مسؤولين أكبر من والي محافظة البليدة، معتبرين أن مسؤولياتهم أكبر من مسؤولية الوالي المقال في تفشي وباء الكوليرا في الجزائر، خاصة في ظل غياب "ثقافة الاستقالة لدى المسؤولين" كما عبر عن ذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر.
مصدر وباء الكوليرا لازال مجهولاً
في سياق آخر، كشف زوبير حراث مدير معهد باستور للتحاليل الطبية التابع لوزارة الصحة الجزائرية، أن المعهد لازال مستمرا في القيام بتحاليل لمختلف المنابع بحثاً عن مصدر وباء الكوليرا بالتعاون مع شركات جزائرية أخرى.
- مختصون لـ"العين الإخبارية": الجزائر متحكمة في وباء الكوليرا
- استنفار في الجزائر بعد وفاة شخص وإصابة 41 بوباء الكوليرا
وأكد مدير معهد باستور في تصريحات صحفية أن التحاليل الطبية أثبتت أن مياه الحنفيات خالية من وباء الكوليرا ومن أي بكتيريا أخرى، وأضاف أن النتائج الأولية أثبتت وجود بكتيريا الكوليرا في منبع "أحمر العين" بمحافظة تيبازة.
لكنه اعترف بأن ذلك يبقى غير كاف خصوصاً مع تسجيل الحالات الأكبر في محافظات أخرى وهي البليدة والبويرة، وكشف أن المعهد حلل مياه 30 منبعاً حتى حد الآن، ظهرت بعضها غير صالحة للشرب لكنها خالية من بكتيريا الكوليرا، وأن الأبحاث مازالت جارية "وتتطلب وقتاً طويلاً والهدف تكسير حلقة انتشار الوباء" كما قال.
كما فند الدكتور حراث أن تكون بعض الخضر والفواكه تحمل الوباء خاصة فاكهة "البطيخ"، وأكد أن الكوليرا مصنفة على أنها من الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة، وطمأن مدير معهد باستور الجزائريين عندما كشف "بأن وباء الكوليرا أصبح في منحنى تنازلي".
كما أعلنت وزارة الصحة الجزائرية تقلص عدد الحالات المصابة بوباء الكوليرا في محافظة البليدة إلى 8 حالات فقط، "وبأنها ستغادر في غضون اليومين القادمين بعد تماثلها للشفاء" بعد شفاء 62 حالة ومغادرتها مستشفى بوفاريك.