الجزائر تجدد رفض التدخلات الخارجية بليبيا ودعم الحل السياسي
وزير الخارجية الجزائري يجري اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية تونس وجنوب أفريقيا وفرنسا لبحث آخر تطورات الأزمة الليبية
أعربت الجزائر، الخميس، عن انشغالها لتطور الأوضاع في ليبيا، ودعت فرقاء الأزمة للحوار وإيجاد "حل سياسي شامل".
وشددت على رفضها التدخلات الخارجية في هذا البلد العربي، التي ازدادت تعقيدا عقب الدعم العسكري الكبير الذي قدمه النظام التركي لما يعرف بـ"حكومة الوفاق" وإرساله آلاف المرتزقة والإرهابيين.
- الإمارات تتمسك بالحل السياسي في ليبيا.. وترفض التدخل التركي
- "العين الإخبارية" ترصد ملامح "خارطة الطريق" في ليبيا
وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بياناً، جددت فيه موقفها من الأزمة الليبية فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية والحل السياسي لها عن طريق الحوار بين الليبيين وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأوضح البيان أن الجزائر "تتابع بانشغال كبير التطورات الأخيرة للأوضاع في الشقيقة ليبيا على خلفية التصعيد المسجل في المواقف بين الأطراف السياسية المتصارعة، وتؤكد موقفها المبدئي من الأزمة الليبية القائم على احترام الإرادة الحرة للشعب الليبي والمستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
وجددت دعوتها "لحل سياسي شامل ودائم عن طريق حوار ليبي – ليبي جامع بعيدا عن التدخلات الخارجية مهما كان شكلها ومصدرها، فإنها تهيب بالفرقاء الليبيين أن يتحلوا بالحكمة ويغلبوا لغة الحوار من أجل وضع حد للاقتتال الدائر في هذا البلد الجار والشقيق"، وفق البيان.
وأكد بيان الخارجية وقوف الجزائر إلى جانب الشعب الليبي "في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه ودعمها لطموحاته وتطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية والتعاون مع جميع جيرانه".
من جانب آخر، أجرى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الخميس، اتصالات هاتفية مع نظرائه في تونس وجنوب أفريقيا وفرنسا.
وأشارت الخارجية الجزائرية في بيان لها، إلى أن مباحثات بوقادوم مع نظرائه الثلاثة تناولت "الأوضاع المستجدة في ليبيا وتداعيات تفشي جائحة كورونا في العالم وآثارها السياسية والاقتصادية على المستوى الدولي".
ومنذ اندلاع الأزمة الليبية في 2011، تحولت الحدود الجزائرية مع ليبيا التي يفوق طولها 900 كيلومتر إلى منطقة تؤرق السلطات الأمنية الجزائرية.
ومنذ الاعتداء الإرهابي على منشأة "تيغنتورين" الغازية في الجنوب الجزائري سنة 2013، أعلنت الجزائر رفع حالة التأهب الأمني والعسكري إلى الدرجة القصوى، ودفعت بمئات الجنود والعتاد العسكري لمنع محاولات التنظيمات الإرهابية من اختراق الحدود الجزائرية من جهة ليبيا، خصوصا بعد كشف الجزائر أن منفذي الاعتداء الإرهابي دخلوا من الأراضي الليبية.
وأشار خبراء أمنيون في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" إلى أن الأزمة الليبية "تتسبب في خسائر مادية كبيرة للجزائر نتيجة حرب الاستنزاف التي فرضت على الجيش الجزائري منذ 2011".
وأدى استمرار الأزمة الليبية خصوصا بعد التدخل العسكري للنظام التركي إلى خروج الدبلوماسية الجزائرية من عزلتها، بعد سنوات من الغياب في عهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
واحتضنت الجزائر نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أكبر اجتماع لدول الجوار الليبي ضم وزراء خارجية كل من مصر وتونس والسودان والنيجر ومالي وتشاد، بالإضافة إلى ألمانيا.
وخلص الاجتماع إلى 5 مبادئ أكدت أنه لا حل للأزمة الليبية إلا بشكل سياسي، وأن يكون بين الليبيين وحدهم، ودعم وحدة الأراضي الليبية واحترام سيادتها كدولة واحدة موحدة، وإشراك دول الجوار في الجهود الدولية لحل الأزمة، بالإضافة إلى إشراك الاتحاد الأفريقي باعتبار ليبيا عضواً فيه، ورفض التدخلات الخارجية، وكذا رفض تدفق الأسلحة إلى ليبيا.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA==
جزيرة ام اند امز