خبيران جزائريان: عملية "سكيكدة" انتصار لكن خطر الإرهاب قائم
أكد خبيران جزائريان بأن عملية القضاء على آخر جماعة إرهابية بسواحل البلاد يعد نصرا جديدا للجيش الجزائري في حربه على الإرهاب
وفي تصريحين متفصلين لـ"العين الإخبارية" أكد خبيران جزائريان على أن العملية العسكرية التي قضت على مجموعة إرهابية شرقي الجزائر تعد "انتصارا عسكرياً يعزز تجربة الجزائر في الحرب الإرهاب".
- صيد ثمين بالمناطق الساحلية.. ضربة جزائرية قاصمة للإرهاب
- الجيش الجزائري يقضي على "آخر " مجموعة إرهابية شمالي البلاد
لكنهما شددا على أن الخطر الإرهابي يبقى قائماً، مرجعين ذلك إلى "التحديات والمخاطر الأمنية التي تواجه الجزائر من معظم حدودها"، وإن نبها إلى أن "الإرهاب فقد كل أوراقه وحاضناته في الجزائر بغير رجعة".
عملية نوعية
والخميس، كشفت وزارة الدفاع الجزائرية عن القبض على 07 إرهابيين والعثور على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في العملية الأخيرة ليوم 19 فبراير الفارط بعد عملية بحث وتمشيط بغابة واد الدوار قرب بلدية بني زيد دائرة القل بولاية سكيكدة بالناحية العسكرية الخامسة.
وتم خلال العملية تم استرجاع 08 مسدسات رشاشة من نوع "كلاشنيكوف" وكميات معتبرة من الذخيرة وأغراض أخرى.
ونبه بيان "الدفاع" الجزائرية أنه بذلك: "تم القضاء على هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تزرع الرعب لسنوات في المنطقة، ولتؤكد هذه النتائج الإيجابية المحققة مرة أخرى على إصرار وعزم الوحدات المقحمة في مكافحة الإرهاب على تطهير وطننا من بقايا الجماعات الإرهابية واجتثاث هذه الظاهرة من بلادنا".
انجاز عسكري
العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري بن عمر بن جانة والذي كان أحد ضباط الجيش الجزائري الذين حاربوا ظاهرة الإرهاب تسعينيات القرن الماضي، أوضح في حديث مع "العين الإخبارية" أن العملية العسكرية تعد "انتصارا كبيرا للجزائر في حربها على الإرهاب" يضاف إلى سجلها الحافل في الحرب على الإرهاب.
وأوضح بأن "عدد فلول الإرهابيين الذين لازالوا في الجبال بالجزائر لا يعرف ذلك إلا المجموعات الأمنية المختصة في ملاحقة ومتابعة الإرهاب".
وشدد على أن القضاء على هذه المجموعة الإرهابية يعد "انجازا كبيرا جدا، ولازال الجيش الوطني الشعبي يلاحق ويتابع فلول الإرهابيين، وهذه المتابعة هي نشاط أساسي في نشاط الجيش كوحدات قتالية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب".
ولفت إلى "وجود عسكرية كبيرة منتشرة في المناطق الجبلية والغابية من مختلف الوحدات العسكرية، وإذا كانت هذه آخر جماعة إرهابية فإن الوحدات العسكرية ستلتحق بثكناتها كما كانت عليه قبل عهد الإرهاب".
إلا أنه أشار إلى أن "الخطر الإرهابي يبقى قائماً خصوصاً على الحدود الجنوبية، وقوات الجيش الجزائري مجندة في تلك المنطقة لعدة مهام متعلقة بمكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة".
تلاحم شعبي عسكري
أما الدكتور حسين قادري أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر والمهتم بالشؤون الأمنية فقد لفت إلى أن الانجاز الذي حققه الجيش الجزائري "لا يعني بالضرورة انتهاء الخطر الإرهابي" الذي قال إنه يبقى "متربصاً بالجزائر".
وفي حديث مع "العين الإخبارية" تحدث الخبير عن جملة من القراءات حول "عملية سكيكدة" العسكرية، وأشار إلى أن "القراءة الأولية تؤكد حالة التلاحم بين الشعب والجيش في الجزائر، والتي ترسخت بشكل أكبر منذ نحو 3 أعوام".
وأرجع ذلك إلى أن "القضاء على المجموعة الإرهابية جاء نتيجة التبليغ عنهم عن طريق مواطنين، والجيش بعد تحركه كان يعلم بأنها آخر جماعة إرهابية وبالأسماء لإرهابيين صعدوا إلى الجبال في تسعينيات القرن الماضي".
ونبه إلى "أن ما يسر في هذا الحدث ليس القضاء على آخر مجموعة إرهابية فقط، بل أن غابات وجبال وأودية هذه المناطق أصبحت خالية من أي خطر إرهابي".
لكنه لفت إلى "أن أكبر احتفال سيكون بالقضاء أو القبض على آخر إرهابي يتواجد في مرتفعات وكل شمال الجزائر، وكلنا نعلم أن ضواحي محافظتي جيجل وسكيكدة (شرق) كانت المعقل الأساسي لتنظيم (الجيا) الإرهابي وكل الجماعات الإرهابية الأخرى مهما كانت خلفياتها وتوجهاتها"
وشدد على أن العملية العسكرية "نوعية، والدليل على ذلك تنقل قائد أركان الجيش إلى منطقة العملية العسكرية والتي كان مشرفاً عليها من وزارة الدفاع، وبعد نجاح العملية تنقل إلى سكيكدة لتكريم أفراد الجيش على هذه العملية النوعية بالقضاء على آخر مجموعة إرهابية بالمنطقة"
لكنه أكد على أن هذه المجموعة الإرهابية "كانت منعزلة جدا ولم تتمكن من القيام بأي عملية إجرامية منذ عدة سنوات، وإن كانت هذه العملية العسكرية نوعية فإنني اعتبرها رمزية، لأنها كانت محاصرة وخائفة من تنفيذ أي عمليات إرهابية".
تكتيك إرهابي جديد
كما نبه الخبير إلى "النسخة الجديدة" من الإرهاب التي باتت تواجهها الجزائر، مشيرا إلى ذلك بـ"الخطر الداهم من الحركات المتواجدة خارج الجزائر والتي يتم التعامل معها بنفس الخبرة والأسلوب" (في إشارة حركتي رشاد والماك الإرهابيتين).
وإن أكد على أن "الظاهرة الإرهابية فقدت كل مقومات قوتها في الجزائر، إلا أن التكتيك الإرهابي تغير اليوم، بعد أن بالسلاح بالأمس، واليوم يمارس بمواقع التواصل".
كما لفت أيضا إلى أن "الحرب على الإرهاب باتت استخباراتية وإعلامية أكثر مما كانت عليه".