إعلام فرنسي: الجزائر تحبس أنفاسها بانتخابات تدار بمشرط جراح
انقسام الشعب الجزائري حول مدى جدوى الانتخابات وشرعيتها، بين مؤيدي التصويت لإعادة دوران الحياة في البلاد، وبين معارض لها.
اعتبرت وسائل إعلام فرنسية أن الانتخابات الرئاسية التي انطلقت بالجزائر، الخميس، شديدة الحساسية لانقسام الشعب حولها، مشيرة إلى أن شرعية خليفة عبدالعزيز بوتفليقة ستكون هشة.
- رئيس الجزائر المؤقت يدلي بصوته في انتخابات الرئاسة
- انطلاق التصويت بـ"الرئاسة" الجزائرية.. 5 مرشحين و24 مليون ناخب
وتحت عنوان "انتخابات رئاسية في الجزائر تدار بمشرط الجراح"، أكدت "ليبراسيون" أن هذا الاقتراع شديد التوتر، الذي تم رفضه بشدة من قبل متظاهري الحراك، لن يوفر سوى شرعية هشة لرئيس الدولة في المستقبل.
وحول مصداقية التصويت رأت الصحيفة، أن مصداقية الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات لدى الجزائريين تكاد تكون معدومة.
وأوضحت أن المرشحين الـ5، هم رئيسان سابقان للوزراء ووزيران سابقان وجميعهم مسؤولون سابقون في النظام، وخامسهم تابع لجماعة الإخوان، الأمر الذي دعا أحزاب المعارضة إلى مقاطعة الاقتراع.
وبيّنت أن القادة العسكريون، الذين يحكمون البلاد منذ استقالة بوتفليقة، يبذلون كل ما هو ممكن للوصول إلى هذه الانتخابات التي من المفترض أن تعيد البلاد إلى سكك الشرعية الرسمية.
ولفتت إلى ما قاله رئيس الأركان الجزائري أحمد قايد صالح إن "هذه الانتخابات تشكل مرحلة بالغة الأهمية في عملية بناء سيادة القانون ولجلب بلدنا إلى مرحلة جديدة بآفاق واعدة، حيث سيتمتع الشعب الجزائري بثروة بلده".
وجهة نظر "ليبراسيون" تطابقت مع ما أوردته محطة "فرانس إنفو" التي قالت: بالنسبة للمتظاهرين، حتى لو نجحت الانتخابات، ستبقى بلا قيمة، ولن يعترفوا بمزيد من الشرعية لرئيس الدولة الجديد أكثر من الرئيس المؤقت الحالي عبدالقادر بن صالح، الذي انتهت ولايته الدستورية في 9 يوليو/تموز الماضي".
وأوضحت أن أي رئيس مستقبلي لن يتمكن من صنع القرار، متوقعة أن تكون نسبة الإقبال على التصويت منخفضة، في ظل تأكيد رؤساء البلديات عدم فتح مراكز الاقتراع وخاصة في منطقة القبائل.
واعتبرت المحطة الفرنسية أن هذه الانتخابات ستنتهي بالبلاد إلى طريق مسدود.
مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أشارت من جهتها، إلى أنه في ظل عدم نشر أي استطلاع للرأي، يتوقع المراقبون امتناعا كبيرا عن التصويت، بينما الاحتجاجات الشعبية ترى في التصويت إعادة استنساخ للنظام السابق، رافعين شعار "لا لنظام بوتفليقة بدون بوتفليقة"
في المقابل، سلكت صحيفة "لوموند" مسارا آخر، مسلطة الضوء على أرباب العمل في الجزائر الذين يدعون إلى التصويت لعودة الحياة، واستئناف أعمالهم المتوقفة منذ 8 أشهر.
وتحت عنوان "في الجزائر، يصلي أرباب العمل من أجل استئناف أعمالهم بعد الانتخابات"، قالت الصحيفة إن رجال الأعمال والمستثمرين في الجزائر يعانون من التباطؤ الشديد في الإنفاق العام، المحرك الرئيسي للاقتصاد.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد هؤلاء القول:" إذا دعوتني للتصويت الآن، فسأترك كل شيء وأذهب للتصويت لإعادة الحياة إلى البلاد".
فيما ذكرت معلمة (40) "في انتخابات عام 2014، ذهبت للتصويت وأبطلت صوتي بعمل علامة خطأ على بوتفليقة في بطاقة الاقتراع قبل وضعها في الصندوق، للإعراب عن رفضي لحكمه ولإدراك أهمية التصويت وإبراز مواقفنا السياسية".
وأردفت "لكن هذا العام مختلف؛ هناك عدة مرشحين علينا الاختيار منهم".
أما رضوان (33 عاما)، وهو رئيس شركة في القطاع الصناعي فقال: "اليوم، هو لوضع حد لمشكلات رجال الأعمال، نحتاج إلى رئيس للجمهورية".
وأضاف "كانت الأشهر الـ9 الماضية رهيبة على المستوى الاقتصادي، لكنه ليس خطأ الحراك، إنه خطأ سنوات بوتفليقة".
وفي إشارة إلى أزمة التمويل، أوضح رضوان أنه "في البنوك العامة، لا يريد أحد أن يتحمل مسؤولية توقيع أي شيء، فيما تقول البنوك الأجنبية إنها ليست لديها رؤية كافية لوضع البلاد لتوفير التمويل".