الحوثي ينتحر على أبواب مأرب.. جحيم بـ10 محاور مشتعلة
تواصل مليشيا الحوثي الانتحار في نحو 10 محاور قتالية ملتهبة تحيط مأرب اليمنية بعد جحيم معارك طاحنة لليوم الرابع على التوالي.
ويخوض الجيش اليمني والقبائل بإسناد جوي للتحالف مواجهات شرسة، منذ الأحد الماضي، في أعقاب حملة هجومية واسعة النطاق لمليشيات الحوثي لاجتياح مدينة مأرب، بالتزامن مع حملات تجنيد قسرية لمئات الأطفال والمهمشين الفقراء وحشد في مناطق سيطرتها.
وفتح الحوثيون جبهة جديدة في "بني ضبيان" للالتفاف على مديرية صرواح، بالإضافة إلى هجمات متواصلة على جبهات "المخدره"، و"الكساره" و"هيلان" و"صرواح" و"الجدعان" و"رحبة" و"جبل مراد" و"رحوم" و"مدغل" وهي محاور 10 في أطراف المحافظة النفطية.
ويحاول الحوثيون التقدم الميداني في محاور "صروح" غربي المحافظة (35 كيلومترا من مدينة مأرب)، فيما يشنون هجمات أخرى لتشتيت جهد الجيش اليمني في الجبهات الجنوبية، وهجوما مكثفا للتوغل من صحراء الجوف ومأرب للسيطرة على حقول النفط والغاز.
وقال مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية"، إن الجيش اليمني استعاد بالفعل زمام المعركة في معسكر "كوفل" بفعل التدخل الجوي الفاعل لمقاتلات تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وأحبط هجوما عموديا كبيرا للحوثيين بغية إسقاط المعسكر الاستراتيجي في المدينة النفطية.
المصدر أوضح أن الدفاعات الأرضية للجيش والقبائل أسقطت طائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات في الجبهات الغربية لمأرب.
فيما دكت مقاتلات تحالف دعم الشرعية 3 دوريات تنقل تعزيزات بشرية بحدود بلدة "بني ضبيان" الحدودية والتي تتبع محافظة صنعاء.
في ذات الصدد، أكد بيان للجيش اليمني تحقيق قواته وقبائل مراد انتصارات ميدانية، في محاور "حيد آل أحمد"، "والأوشال" و"جبال نقم”، في جبهات مديرية رحبة جنوب غربي المحافظة.
وبحسب البيان فإن مليشيا الحوثي الإرهابية منيت بخسائر بشرية كبيرة، ما جعلها تعجز عن إحراز أي تقدم ميداني في مختلف جبهات جنوب وغرب مأرب إثر الغارات الجوية للتحالف ونيران الجيش والقبائل.
وتزامنا مع ذلك، كشفت حصيلة يمنية عن قيام مليشيا الحوثي بـ62 عملية تشييع ودفن أجرتها لعناصرها الذين قتلوا خلال الأسبوع الأول من فبراير/شباط الجاري.
وطبقا للحصيلة فإن بين ممن دفنتهم المليشيات الحوثية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها نحو 22 قياديا، وذلك بحسب تتبع عملية الدفن عبر وسائل إعلامها فقط.
إلى ذلك، أطلق نشطاء يمنيون حملة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق (ساند مأرب)، للتنديد باعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية على المحافظة، وجرائمها بحق المدنيين، بما فيها إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الأحياء السكنية.
ودعا اليمنيون في الانتفاضة الإلكترونية إلى مساندة الجيش اليمني في سبيل تطهير البلاد وإنهاء الانقلاب الحوثي وكبح جماح غطرسة وإرهاب المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
كما طالبوا الحكومة اليمنية بإلغاء اتفاق ستوكهولم وإعطاء القوات اليمنية المشتركة الضوء الأخضر لتحرير مدينة الحديدة ردا على التصعيد الحوثي.
معركة مصيرية
الحكومة اليمنية والجيش والقبائل اعتبرت معركة مأرب "مصيرية" وليس هناك أي مجال إلا الصمود والانتصار ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، خلال اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، إن جرائم مليشيا الحوثي ومقامرتها وإرهابها يشير إلى حقيقة إخفاقاتها العسكرية وبشاعة هذه المليشيات في تقويض فرص السلام.
وأكد التزام حكومته بتقديم جميع الاحتياجات من أجل المعركة المصيرية، واعتبارها في أولى أولويات الحكومة، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للالتفات للممارسات الإرهابية الحوثية المتصاعدة مع كل دعوات وتحركات من أجل السلام.
من جانبه، لفت المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي إلى أن هجمات مليشيا الحوثي المتواصلة منذ 4 أيام قادت المئات من عناصرها إلى المحارق بما فيها الجبهات الجديدة التي افتتحتها عبر بني ضبيان غربا للتوغل صوب المدينة النفطية.
وأوضح، في بيان صحفي، أن الجيش اليمني واصل اعتماد تكتيكات متقدمة وناجحة لاستنزاف المليشيات الحوثية عبر الهجوم والالتفاف والتطويق والإغارة، بالإضافة إلى كمائن محكمة، وهجمات نوعية، أسفرت عن مقتل مئات العناصر بصفوف المتمردين.
وبحسب المتحدث العسكري فقد شاركت مقاتلات التحالف العربي بسلسلة من الغارات الجوية ودكت تعزيزات وآليات مختلفة للمتمردين الانقلابيين، ولعبت دورا محوريا في إفشال هجمات عمودية وأخرى للالتفاف القتالي.
قيود اتفاق ستوكهولم
في سياق منفصل، دعت المقاومة اليمنية المشتركة في الساحل الغربي لليمن الحكومة المعترف بها دوليا لإسقاط اتفاق ستوكهولم وترتيب الصفوف لمعركة وطنية واحدة لدحر الإرهاب الحوثي.
وأكد قائدا المقاومة الوطنية وألوية العمالقة عميد ركن طارق محمد عبدالله صالح، والعميد أبو زرعة المحرمي أن جميع الجبهات من مأرب إلى الحديدة جبهات واحدة، داعين الحكومة الشرعية لإسقاط اتفاق ستوكهولم سياسيا لتسقط الحديدة عسكريا.
وطالب القائدان العسكريان البارزان اللذان يقودان قوة ضاربة بالساحل الغربي الحكومة الشرعية بترتيب الصفوف للقتال في جبهة واحدة في مأرب أو الحديدة وعدم ترك فرصة للحوثيين للتفرد بالجبهات الشرقية للسيطرة على حقول النفط.
وانتقد المسؤولان التراخي الدولي في عدم حماية الاتفاقات وكذا التفرد في المحادثات مع المليشيات الحوثية الإرهابية بما فيه ملف الأسرى، مؤكدين على المعركة الواحدة والعدو الواحد وذلك على ضوء ضغط شعبي يطالب بإلغاء اتفاق ستوكهولم الذي قيد تحرير موانئ ومدينة الحديدة، المنفذ البحري النشط لتهريب الأسلحة الإيرانية للانقلابيين.