علي السليطي.. مبعوث "الحمدين" وخنجر "الملالي" المسموم في خاصرة الخليج
أدوار قذرة للسفير القطري في طهران
في 4 شارع غولازن بـ"أفريكا أفنيو" إحدى ضواحي العاصمة الإيرانية طهران، حيث يقع مبنى السفارة القطرية، كان علي بن أحمد علي السليطي سفير الدوحة في إيران، يبدأ اليوم السبت أولى خطواته ليس كدبلوماسي عادي كبقية رؤساء البعثات التي تتواجد على امتداد الشارع نفسه، بل كسفير "فوق العادة" وحلقة وصل بين أكبر تنظيمين إرهابيين في المنطقة، حسبما تقول أوراق اعتماده السرية.
فمبعوث "تنظيم الحمدين" لنظام الملالي يقدم فروض الولاء والطاعة عند ضريح الخميني بطقوس تعبدية أكثر منها مراسم سياسية، قبل تقديم أوراق اعتماده رسميا.
وبإعلان وسائل إعلام إيرانية اليوم، أن السفير القطري يستأنف عمله، يبدو الأمر كمزحة سخيفة، فالعلاقات بين طهران والدوحة لم تُقطع أصلاً، كما أن السليطي وعلى الرغم من غيابه كان حاضراً بقوة وملازماً للمرشد الإيراني ورجال القسم الخارجي لشرطته السرية.
ثمة تساؤلات عدة تلف تحركات السليطي، فالرجل الذي يحيط نفسه بسرية كبيرة، ويبدو كشخصيات رجال المخابرات في أفلام "الحركة" الأمريكية، لم يبرح طهران على الرغم من إعلان دولته سحبه رسمياً في الـ6 من يناير من العام 2016، وهو الأمر الذي أكدته مصادر متطابقة، مشيرة إلى أن رجل "الحمدين" الغامض ظل ملازماً للمرشد الأعلى في طهران طوال هذه الفترة ولم يغادر للدوحة كما هو معتاد في مثل هذه الحالات، ليواصل أداء مهامه بعيداً عن الكاميرات ووسائل الإعلام التي يقف منها السليطي موقفاً عدائياً، فهو كعادة رجال المخابرات يعشق العمل في الظلام بعيداً عن رقابة وسائل الإعلام.
والسليطي الذي تكاد تكون المعلومات عن تاريخه السياسي معدومة على محركات البحث، يعتبر أحد ضباط المخابرات القطرية الذين أشرفوا مع فرقة خاصة من "وزارت إطلاعات جمهوري إسلامي إيران" (الجهاز السري الإيراني)، لتسييس الحج، وهي الجهود التي أجهضتها مبادرة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، بوساطته التي استجاب لها خادم الحرمين الشريفين، معلناً استضافة حجاج قطر على نفقته الخاصة.
كما أن استغلال "نظام الملالي" للسليطي لم يكن وليد أيام المقاطعة التي اتخذتها قطر لتعلن عن ولائها لطهران، فهو ومن قبل تنصيبه سفيراً في "غولازن استريت"، يعمل بمثابة الخنجر الإيراني المسموم في خاصرة الخليج العربي، حيث لعب دوراً كبيراً في تمويل حركة الوفاق الإرهابية في البحرين، وتوصيل "إطلاعات" (الاسم الفارسي لجهاز المخابرات الإيراني) بعناصر إرهابية في القطيف السعودية.
أدوار قذرة عديدة تولاها رجل إيران الغامض في المنطقة، فبحسب مسؤول إيراني سابق، عاصر أيام السليطي الأولى في رئاسة البعثة الدبلوماسية الإيرانية، فإن علاقات عديدة تجمع الرجل بمسؤولين رفيعين في أجهزة المخابرات الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران تعهَّد للرجل بعدة مهام تتجاوز الأعراف الدبلوماسية، حيث يتعامل مباشرة مع ملفات الحركات الإرهابية المدعومة من الدوحة وطهران لزعزعة أمن دول مجلس التعاون الخليجي.
خصوصية العلاقة التي يتمتع بها سفير قطر في إيران أكد عليها كذلك بهرام سليماني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، مشيراً إلى أن إعادة السفير القطري إلى طهران قرار منطقي وإيجابي". ليعرب عن استعداد بلاده لبذل المزيد من الجهود مع السليطي، دون أن يكشف عن طبيعة الجهود المشتركة مع مبعوث "الحمدين".
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز