مصر تهزم قطر في غوطة دمشق
فصائل الغوطة الشرقية تتوصل لاتفاق من شأنه إنقاذ هدنة تم التوصل إليها في القاهرة بعدما شهدت خروقات عديدة بإيعاز من أطراف خارجية.
في مؤشر واضح على تنامي الدور المصري الساعي لإقرار تهدئة في سوريا تمهيدا لحل سياسي، على حساب دور قطر التخريبي في تلك البلد التي تعاني من ويلات الحرب الأهلية منذ ست سنوات، توصلت فصائل الغوطة الشرقية لاتفاق من شأنه إنقاذ هدنة تم التوصل إليها في القاهرة بين فصائل الغوطة ووزارة الدفاع الروسية، لكنها شهدت خروقات عديدة بإيعاز من أطراف خارجية.
- حرب "المناطق الآمنة" تشكل سوريا الجديدة بعد زوال داعش
- 4 سنوات على "سارين الغوطة".. جرائم حرب سوريا بلا محاسبة
وكانت الدوحة قد توصلت في مايو من العام الماضي لاتفاق بين فصائل الغوطة مستغلةً علاقتها بتنظيم القاعدة في سوريا والذي عمل في السابق تحت مسمى "جبهة النصرة" قبل أن يشكل تحالفا واسعا تحت مسمى هيئة تحرير الشام، قبل أن يسقط الاتفاق سريعا.
ونجحت القاهرة في يوليو الماضي في التوصل لاتفاق هدنة بين فصائل معتدلة في الغوطة الشرقية ووزارة الدفاع الروسية، لكن الاتفاق واجه تحديات وخروقات في ظل مؤشرات قوية على وجود دور قطري إيراني لإفشاله.
ويتوزع النفوذ في غوطة دمشق بين فصيلي فيلق الرحمن، وجيش الإسلام مع وجودٍ لعناصر جبهة النصرة. وعمدت الدوحة بإيعاز من إيران على ما يبدو لحشد إرهابيي النصرة في الغوطة وسعت للتأثير على جيش الإسلام لإفشال هدنة القاهرة، لتجنب توسع مناطق إقرار الهدنة في سوريا.
لكن اتفاقا جديدا بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن دخل حيز التنفيذ وكانت أولى بوادره تسليم الأول موقعين إلى الفيلق بعد أن كان سيطر عليهما في المواجهات العسكرية الأخيرة في مزارع الأشعري.
وجاء الاتفاق عقب اجتماع ضمّ الطرفين، وخرجا منه بنقاط أكدت على "المضي معًا نحو تحقيق مصالح الغوطة وأهلها دون التنازل عن المبادئ والأهداف"، بحسب بيانات صادرة عن الجانبين.
وتتضمن بنود الاتفاق الإفراج عن جميع الموقوفين لدى الطرفين، وبدْء التنفيذ بشكل فوري، إلى جانب فتح الطرقات بين بلدات الغوطة الشرقية، إضافة إلى رفض تقسيم الغوطة تحت أي مسمى أو هدف، وإعادة كافة الحقوق من كل طرف للآخر، وتوقيف كافة أنواع التجييش أو التحريض الإعلامي.
وأكد جيش الإسلام وقْف العمليات العسكرية مع فيلق الرحمن، عازيا ذلك في بيان له إلى "الحرص على حقن الدماء وإنهاء الحال المتردية التي عاشتها الغوطة خلال المرحلة الماضية".
لكن مدير المكتب الإعلامي في فيلق الرحمن، موفق أبو غسان، اعتبر في تصريحات صحفية أن "استجابة جيش الإسلام للهدنة جاءت ولكن بعدما وقفت الغوطة بكاملها في وجهه".
وكان جيش الإسلام قد تراجع عن الاعتراف بهدنة القاهرة، فيما دافع فيلق الرحمن عنها وتمسك ببنودها.