"عمي علي".. رجل الأمتار الأخيرة لعملية إنقاذ الطفل ريان
كان حاضراً منذ الساعات الأولى لانطلاق عمليات إنقاذ الطفل ريان.. تفاؤله أغرق المكان، كلما تحدث إليه أحد قال بابتسامة: "سننقذ ريان".
علي، أو كما يُناديه المشاركون في عمليات الحفر والإنقاذ "عمي علي" أو "سي علي"، وتعني السيد علي، هو رجل أمي، يحترف حفر الآباء لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
ينحدر عمي علي من منطقة الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، وهي منطقة تُعرف بانتشار آبار تُسمى "الخطارات"، وتتسم عملية حفرها بتعقيد كبير جداً، وتتطلب مهارات عالية.
تجربة الرجل ومهارته جعلته مرجعاً لفرق الإنقاذ، كما تم تكليفه بقيادة عمليات الحفر اليدوي للأمتار الأخيرة، تحت إشراف المهندسين الطبوغرافيين.
حضوره الكبير، وحرصه على تقديم المساعدة على الرغم من تجاوزه عتبة الستين عاماً، منحا الرجل اهتماماً وثناء واسعين
ويقود عمي علي عمليات الحفر اليدوية، أملاً في وصول سريع للطفل ريان وإنقاذه وهو على قيد الحياة.
وتداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً وفيديوهات لعمي علي، وأرفقوها بتعليقات تُشيد ببسالة الرجل وحنكته.
بدون كلل، تنهمك فرق الإنقاذ في عمليات الحفر اليدوي لإنقاذ الطفل ريان، على الرغم من صعوبات الحفر بسبب طبيعة التربة.
وفي تصريح سابق لـ"العين الإخبارية"، كشف عبد الهادي الثمراني، عضو خلية اليقظة والتتبع، عن تناوب فريقين للحفر على النفق الأفقي الذي تم إحداثه للوصول إلى الطفل ريان.
وأوضح أن عملية الحفر تمضي بشكل حثيث، وفي جو من الحذر الشديد خوفاً من أي تداعيات غير مرغوب فيها، خاصة بعد اعتراض صخرة لمسار الحفر.
وأكد أن التعامل مع هذه الصخرة تم بطريقة مدروسة ودقيقة وغير متسرعة من أجل تفادي وقوع أي انهيارات داخل النفق.
ونجحت فرق الحفر في إزاحة هذه الصخرة وإخراجها، لمتابعة عمليات الحفر نحو الطفل ريان الذي مازال عالقا بقعر الثقب المائي الجاف لحوالي 90 ساعة.
ومنذ مساء أمس الجمعة، دخلت عمليات الإنقاذ مرحلتها الثانية، وهي حفر ثقب أفقي، وبشكل يدوي، نحو مكان تواجد الطفل ريان، بعدما نجحت الجرافات في إحداث حفرة كبيرة بالموازاة مع الثقب حيث علق ريان، بعمق يتجاوز الثلاثين متراً.
وأكد المتحدث أن عملية الحفر تجري بحذر وحيطة شديدين، موضحاً أن طبيعة التربة تفرض هذا الخوف والحذر، لأنها قد تنجرف في أي لحظة.
ولفت إلى أن إنقاذ روح الطفل ريان يجب أن تتم بالحفاظ على حياة المنقذين والأشخاص الذين وصلوا إلى المكان.
وعبر عن أمله في أن تحمل الساعات المقبلة أخبار خير عن حالة الطفل ريان، مؤكداً رصد سيارة إسعاف بأحدث التجهيزات الطبية، بها وفد طبي متكامل يترأسه طبيب إنعاش.
وأضاف أن هناك مروحية للدرك الملكي، ستعمل على نقل الطفل إلى أقرب وحدة استشفائية، بغرض تلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة.
وفي الوقت الذي وصلت عمليات الإنقاذ مراحلها الأخيرة، لا يزال مصير الطفل يخطف الأنفاس في المغرب وسط ترقب وآمال عريضة بنهاية سعيدة.
وتسود حالة من التوتر سواء في المنطقة، أو بمواقع التواصل الاجتماعي بعد ما يناهز التسعين ساعة من سقوطه عرضاً في ثقب مائي جاف بعمق 32 متراً.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز