كيف يحاول "القاعدة" إحياء أيديولوجية "بن لادن"؟.. ناقوس خطر
رغم تقارير إعلامية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عن وفاة زعيم تنظيم القاعدة، ظهر أيمن الظواهري، مؤخرًا، في عدة مقاطع فيديو.. فما السبب؟
في 5 أبريل/نيسان الماضي، نُشر فيديو هو الثالث والأخير لـ"الظواهري" يلقي فيه خطابا قصيرا؛ حيث أثنى على طالبة هندية مسلمة رفضت خلع الحجاب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الظواهري رأيه بشأن الحجاب؛ ففي 7 أغسطس/آب عام 2019، حذر زعيم القاعدة "الملسمات" من "الحرب ضد الأمة الإسلامية بهدف إجبارهن على ترك دينهن وخلع حجابهن".
وبحسب تحليل منشور بمجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، فإن فيديوهات الظواهري الثلاثة هي محاولة مستمرة منه لإعادة إحياء "أيديولوجيته" من أجل إنعاش "الجهاد العالمي" لتنظيمه وتقديمه "كمدافع عن مظالم المسلمين".
واعتبر التحليل أن هذا الدور التوجيهي الخطير كثيرًا ما يتم إغفاله أو تجاهله في فهم "بقاء جهاد القاعدة العالمي"، مشيرًا إلى أنه مؤخرًا، على سبيل المثال، اختلف الخبراء بشأن تقييم التهديد الذي يشكله القاعدة.
وشارك آخرون وجهات نظر تعتبر الظواهري رجل دين غير مؤثر وضعيف، وزعيم فقد التواصل مع الجماعات التابعة له؛ بل ودعوا إلى تقاعده.
وبالرغم من ذلك، يوضح التمحيص الدقيق لظهور الظواهري مؤخرًا و"رسائله" التي يروج لها أن مثل تلك الرؤى تفتقر إلى الفهم الصحيح لكيفية تكيف القاعدة مع الواقع الحالي.
وعلاوة على ذلك، يفند ظهور الظواهري التقييمات الرسمية التي تقلل من دور تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان وادعاء أن حركة طالبان "قيدتها"، رغم أنها واقعيا وحتى هذه اللحظة لم تقطع الروابط معه.
وفي حين أنه من الصحيح أن تنظيم القاعدة سيستمر في التواري عن الأنظار، ترسخ طالبان قبضتها، وتستكمل إنشاء نظامها الإسلامي في أفغانستان، والسعي للحصول على اعتراف دولي.
ويكشف خروج الظواهري في مقاطع مصورة جهدا متعمدا ومدروسا لاستئناف توجيه "جهاديي" شبكته الدولية مترامية الأطراف، وإعادة إحياء إرث أسامة بن لادن، ونشر أيديولوجية المتطرفة بين الشباب المسلم، بحسب تحليل "ذا ناشيونال إنترست".
ولهذا السبب تحديدا، فإن اعتبار الظواهر زعيما ضعيفا وإغفال رسائله الأخيرة للمتطرفين، لاسيما بعد سيطرة طالبان وإعادة تسميتها الإمارة الإسلامية لأفغانستان، سيقوض جذريا جهود التصدي للعوامل الأساسية لبقاء القاعدة، واستعدادها للمرحلة التالية من "جهادها العالمي".