محطة كهرباء الرئيس.. بشرى تبدد ظلام عدن
تلوح في الأفق بشرى سارة بقرب انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء بمدينة عدن والمحافظات المجاورة لها والتي وصلت إلى أكثر من عشر ساعات يوميا.
وبعد ثلاثة أعوام على بدء العمل فيها، تستعد محطة الرئيس الكهربائية بمدينة عدن (جنوب اليمن) لتشغيل خدماتها التجريبية للمواطنين.
ووصلت أمس الإثنين شحنة الوقود المخصصة لتشغيل مولدات المحطة، بعد أن استكملت الفرق الهندسية والفنية، ربط خطوط النقل الهوائية والأرضية في كافة أنحاء مدينة عدن.
- الحوثي يلقي بـ"اليمن" إلى ظلام دامس.. إرث الانقلاب
- سقوط حر للريال اليمني.. وتحذيرات أممية من كارثة اقتصادية
واستقبل ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن، بمديرية البريقة، السفينة "لؤلؤة كريتر" المحملة بأكثر من 3 آلاف طن من الوقود الخام، قادمة من ميناء النشيمة بمحافظة شبوة.
وتنتج محطة الرئيس التي تشرف على تنفيذها شركة بترومسيلة الحكومية، 500 ميجاوات من الطاقة، قادرة على تغطية مدينة عدن والمحافظات المجاورة.
ومن المقرر أن تعمل المحطة في مرحلتها الأولى بقدرة 264 ميجا وات، على أن تدخل بقية الطاقة لاحقا في المرحلة الثانية.
ومن شأن تشغيل هذا الكمية من الطاقة التغلب على العجز الحاصل في توليد الكهرباء، والذي تعاني منه المحافظات الجنوبية لليمن، خاصة خلال فصل الصيف من كل عام.
وخلال استقبال سفينة الوقود الخام، أوضح وكيل أول محافظة عدن محمد شاذلي، أن مشروع المحطة يعد إنجازا استراتيجيًا؛ سيساهم في تخفيف معاناة الكهرباء على المواطنين في عدن والمحافظات المجاورة.
من جانبه، أكد وكيل وزارة الكهرباء والطاقة عبدالحكيم فاضل، أهمية المحطة (المرحلة الأولى) 264 ميجاوات التي تسير حاليا بمرحلة التشغيل التجريبي تمهيدا لدخولها الخدمة.. مشيرًا إلى أهمية السير نحو البدء بالمرحلة الثانية من المحطة لتصل إلى 500 ميجاوات للحد من انقطاعات خدمة الكهرباء.
وتكمن أهمية الحدث في أن وصول هذه الدفعة يعد إيذانًا بقرب تشغيل المحطة الاستراتيجية التي ترى الدولة في نجاح تشغيلها انتصارًا وخطوة هامة على خطى تعافي مشكلة العجز في الطاقة.
يرى مواطنون في تشغيل المحطة تجاوزًا للمعاناة الطويلة في مجال الكهرباء، وذلك مع إعلان تشغيل المحطة ودخولها الخدمة جزئيًا، قبيل الانتقال إلى المرحلة الثانية التي ستصل فيها المحطة لقدرة توليدية تصل لـ500 ميجاوات.
وسيسهم دخول هذه المحطة في تعزيز قدرة الدولة خدميًا واقتصاديًا، وستدعم جهود البنك المركزي الحالية والقادمة في إدارة السياسة النقدية والمصرفية.
وسيوفر تشغيل هذه المحطة على خزينة البنك ملايين الدولارات من النقد الأجنبي التي كانت تُستنزف في شراء وقود الديزل، وتكاليف محطات الطاقة المستأجرة التي صارت عبئاً كبير على الدولة.
وكان الرئيس اليمني قد وجه قبل نحو ثلاثة أعوام، وخلال تواجده في عدن، بإنشاء محطة تعمل بالوقود الخام، قدرتها التوليدية الإجمالية 500 ميجاوات، تغطي محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع.
ووقع الرئيس عقدًا مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية لتصنيع مولدات خاصة بالمحطة، عبر مصانع الشركة المتواجدة في فرنسا، كما قامت شركة نقل بريطانية بإيصال المولدات إلى ميناء عدن.
وأشرفت شركة “بترومسيلة” المحلية على عملية تجهيز المحطة ومتابعة تصنيع مولداتها ونقلها إلى موقعها في منطقة الحسوة بمديرية البريقة، وبتكلفة نصف مليار دولار أمريكي، بتمويل يمني.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، تم تجهيز موقع المحطة، واستكمال إعداد شبكة التوصيلات وخطوط نقل الطاقة والكابلات الداخلية في مدينة عدن، عبر أبراج عملاقة، وخطوط أرضية.
ومع وصول الوقود المخصص للمحطة، والتي تعمل بالوقود الخام، فإن عملية التشغيل ستتم خلال الأيام لقادمة، مما يوفر استقرارًا نسبيا للطاقة العمومية في عدن والمحافظات المجاورة.