محمد شياع السوداني مصافحا ظله.. التيار الصدري يعود للحلبة؟
نزال جديد يدخله التيار الصدري في العراق بعد أكثر من شهر على انسحاب زعيمه من المشهد السياسي في البلاد.
وفي أوائل الشهر الماضي طالب الصدر نوابه في البرلمان الاستقالة من المجلس،بعد أن تعثرت خطى كتلته التي حازت الأكثرية من دون أن تتمكن من تشكيل الحكومة، بعد أن فرضت المحكمة العليا في العراق انخراط مشاركة الإطار التنسيقي فيها.
وبعد 8 شهور من الأزمة السياسية، طرحت قوى الإطار التنسيقي مرشحها لرئاسة الحكومة؛ محمد شياع السوداني، وقد بدا الأمر ممكنا قبل أن يرسل مقتدى الصدر إشارات بشأن موقفه من الرجل.
غضب القبيلة
ونشر صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري صورة لشخص سوداني وهو يصافح ظله، في إشارة إلى عدم تأييد مقتدى الصدر لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة.
لكن رسالة الصدر اصطدمت على ما يبدو بالغضب العشائري بعد ما اعتبر تهكما على السوداني ومن خلفه قبيلته.
وفي ظل موجة السخرية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق أطلقت عشيرة السوداني، بياناً رفضت من خلاله ما يجري من تهكم وخاصة بعد أن صدر من كتلة شخصية بثقل مقتدى الصدر.
وذكرت في بيانها "إننا نتابع عن كثب كل معطيات المشهد السياسي وما خلفه من تبعات سلبية كبيرة على المجتمع العراقي وللأسف انسحب هذا الخلاف على العشائر العراقية الأصيلة والتي يشهد بدورها وردمها للمشاكل العدو والصديق، لكن أن ينجر الوضع السياسي وتنعكس مخرجاته على مستوى السخرية والاستهزاء باسم عشيرتنا (السوداني) بشكل مناف للدين الإسلامي والأخلاق الإنسانية والشرائع العالمية في منع التنمر والاستهزاء والسخرية، ويصدر هكذا خطاب من شخصية تدعي قربها ووصلها بعائلة كريمة دينية حوزوية وهي آل الصدر فهذه طامةٌ كبرى".
تزامن مع ذلك انتشار أمني حول منزل السوداني شرقي بغداد بعد خروج مظاهرة قرب مكتبه تندد بترشحه.
الشارع يتحرك
وتجمع المتظاهرون ليلا أمام مكتب السوداني شرقي بغداد حاملين أعلام العراق ويهتفون بشعارات تندد بقرار قوى الإطار التنسيقي الشيعي لترشيح محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وأحاطت القوات الأمنية مكان المظاهرة وفرضت إجراءات أمنية مشددة في محيط مكتب المرشح لتشكيل الحكومة تحسبا لأي طارئ.
وكان الإطار التنسيقي الشيعي صاحب الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي قد رشح النائب محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وبعد نحو ساعة على إصدار البيان العشائري، قام صالح محمد العراقي بتعديل المنشور مستخدماً الصورة ذاتها مع تعليق يقول: "محمد شياع السوداني يصافح ظله"، فيما بدا تصعيدا لخطاب الكتلة الصدرية.
وتعد هذه الرسالة أول تعليق من الكتلة الصدرية على موقفها إزاء ترشيح محمد شياع السوداني الذي دفعت به قوى الإطار التنسيقي في جلسة أمس الإثنين.
فيتو
المحلل السياسي القريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، وخلال حديث لـ"العين الإخبارية"، قال إنه "رغم سيرته المهنية إلا أنه من الصعب تمرير ترشيح السوداني تحت قبة البرلمان".
وأوضح أن "الفيتو والضوء الأخضر ينطلق من التيار الصدري رغم مغادرته المنافسة على تشكيل الحكومة وبالتالي فإن ترشيح السوداني الذي ينطلق من قواعد سياسية وهي حزب الدعوة وائتلاف القانون يأتي خلافاً لإرادة ورغبة رئيس التيار الصدري".
ويتبع بالقول: "على قوى الإطار التنسيقي قراءة مواقف الصدر الأخيرة إزاء السوداني في تلك المنشورات وتهيئة مرشح بديل تجنباً لتعقد الوضع المعقد أصلا".
وكان محمد شياع السوداني أعلن أواخر عام 2019، عقب استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تقديم استقالته من ائتلاف دولة القانون وتشكيل تيار الفراتين، إلا أن ذلك وعلى ما يبدو لم يشفع له أمام الصدر والشارع العراقي الذي يرى أنها "ليست أكثر من مناورة"، وتبديل "ثياب"، مع الإبقاء على المضمون ذاته.