العراق إلى أين؟.. أنصار الصدر يتوعدون والمنطقة الرئاسية تتأهب
قبيل انعقاد جلسة برلمانية متوقعة، غدا السبت، تتحرك القوات الأمنية لإحكام الطوق على منافذ المنطقة الرئاسية ببغداد وسط تحشيد صدري للتظاهر مجدداً وخشية تكرار ما جرى الأربعاء الماضي.
وذكر مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية" أن "الشوارع المؤدية وضمن مقتربات المنطقة الرئاسية شهدت ومنذ صباح اليوم وصول تعزيزات عسكرية لأرتال من الجيش وقوات الشرطة الاتحادية".
وأضاف المصدر أن "السلطات الأمنية أغلقت أغلب بوابات المنطقة الرئاسية بالحواجز مبقية على منفذ واحد، فضلاً عن نشر دوريات وتعزيز أبراج المراقبة".
وتأتي خطوة تحصين المنطقة الرئاسية، بعد نحو ثلاثة أيام من مظاهرة لأنصار رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، بدأت عند ساحة التحرير وانتهت باقتحام مبنى البرلمان العراقي.
وبقي أنصار التيار الصدري عند المنطقة المحصنة بعد اقتحامها وإسقاط بعض الحواجز الكونكريتية، نحو ساعتين، قبل أن يبارك لهم الصدر ويأمرهم بالانسحاب بعد تأدية "ركعتي صلاة".
وتأتي مظاهرة الاقتحام بعد نحو 5 أيام من تسمية قوى الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني مرشحاً لرئاسة الوزراء، والذي يواجه اعتراضا من قبل الصدر وأنصاره الغاضبين.
ومنذ أيام تتحرك رئاسة البرلمان لعقد جلسة، بعد أن سبقها اجتماعان في الأيام الماضي مع رؤساء القوى السياسية بشأن تنضيج المواقف بما يحل عقد تسمية رئيس الجمهورية والوزراء.
كان الصدر قد لوح في تغريدة، أمس الخميس، بإمكانية العودة لمظاهرة أكبر إذا ما أصر مما أسماهم "الفاسدين"، على الاستمرار بنهجهم وتقديم حكومة لا تمثل تطلعات الشارع العراقي.
ورافقت تلك تغريدة مواقف من قيادات وأنصار التيار الصدري، مضت في دلالاتها على التحشيد والتحضر لاقتحام المنطقة الرئاسية مرة ثانية، كانت أبرزها للقيادي البارز في التيار حازم الأعرجي، الذي كتب عبارة "السبت جاهزون".
كما توعد مدير مكتب الصدر في بغداد إبراهيم الموسوي بعبارة "أليس السبت بقريب؟".
كما تبنت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي يديرها ناشطون وأعضاء في التيار الصدري، توجيه دعوات للاستعداد لاقتحام المنطقة الخضراء في حال تم عقد جلسة للبرلمان يوم غد السبت.
مصير جلسة البرلمان السبت؟
من جانبه، استبعد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي كريم أن يتم عقد جلسة البرلمان يوم غد السبت، وذلك بعد تصاعد وتيرة الأوضاع السياسية وانتفاض الشارع.
وقال كريم لـ"العين الإخبارية" إنه "إذا لم يتم التوصل لمرشح تسوية لرئاسة الجمهورية فمن الخطأ تمرير برهم صالح دون الأخذ بنظر الاعتبار برأي القوى السياسية الأخرى".
ورجح كريم أن "يستفز تمرير برهم صالح بالأغلبية الجمهور الصدري والذي بإمكانه إسقاط أي حكومة".
ويعضد من ذلك الرأي ما أكده مصدر برلماني لـ"العين الإخبارية"، أنه "من المستبعد عقد جلسة غدا السبت".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القوى الكردية ما زالت تعيش جدل الحسم بشأن تسمية رئيس الجمهورية وفي بغداد يزداد الوضع تعقيداً بعد مظاهرة الصدريين وبالتالي فإن الجلسة لن يكون لها أهمية كبيرة في تقرير مصير الخلافات المحتدمة".
كانت أوساط سياسية وعامة دعت بعد تعثر المشهد السياسي في العراق لأكثر من 8 شهور ، إلى انتخابات مبكرة والإبقاء على حكومة الكاظمي، فيما تعالت تلك المطالبات وباتت تسمع جهراً بعد اقتحام الصدريين للمنطقة الرئاسية.
المحلل السياسي مناف الموسوي، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أوضح أن المظاهرات الأخيرة للصدريين تفرض على المشهد السياسي بما فيها جميع القوى الفاعلة على الانتباه وسماع مطالبهم، بما يجب أن يتحقق في طبيعة وشكل الحكومة المقبلة.
وبشأن احتمالية تكرر ذلك النوع من المظاهرات خلال الأيام المقبلة، يؤكد الموسوي أن "ذلك يرتبط فهم القوى من الإطار وغيرها بما يجري وينذر بالغليان".
ويذهب الموسوي إلى أبعد من ذلك بالقول: "في ظل ما وصلت إليه التطورات التي أفرزتها مرحلة ما بعد أكتوبر (حركة احتجاجية شعبية واسعة) بات خيار حل البرلمان والذهاب نحو انتخابات مبكرة هو القرار الأقل خسائر بين ما يقدم من مخرجات".
aXA6IDMuMTM3LjIxMS40OSA= جزيرة ام اند امز