لقاء شكري وأوغلو.. قفزة على سلم التقارب باتجاه "القمة"
45 يوما رسمت ملامح 3 لقاءات بين وزيري خارجية مصر وتركيا، ما يكتب مرحلة جديدة في مسار التقارب بين البلدين وطي صفحة الخلافات السياسية.
وزار وزير الخارجية المصري سامح شكري أنقرة، أمس، والتقى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا للتأكيد على تكثيف اللقاءات بين البلدين في الوقت الحالي.
- شكري إلى تركيا.. حرارة الصيف تذيب جبل الجليد بين القاهرة وأنقرة
- شكري وجاويش أوغلو في "التحرير".. سلام حار وجلسة مغلقة (فيديو)
تكثيف يهدف بالأساس إلى بحث تطوير العلاقات ومواصلة إرساء خطوات ملموسة لعقد قمة على مستوى الرؤساء خلال الفترة المقبلة، والتحضير لذلك، وفق ما جاء في المؤتمر الصحفي.
وفي هذا الإطار، أكد خبراء أتراك أن مصر وتركيا عملا على التقارب في الملفات الخلافية لإحداث اتفاق بين البلدين، ما يعود بالنفع على الدول الإقليمية ويحقق مكاسب عديدة اقتصادية وسياسية.
ويعتقد الخبراء -في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"-، أن لقاء رئيسي البلدين سيكتب كلمة النهاية للقضايا الخلافية على رأسها الملف الليبي والسوري وقضية ترسيم الحدود بشرق المتوسط.
حل القضايا العالقة
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي التركي، عبدالمطلب أربا، إن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري تدخل العلاقات بين القاهرة وأنقرة إلى مرحلة جديدة من التوافق.
وأكد الأكاديمي التركي -في حديث لــ"العين الإخبارية"- أن البلدين يسعيان لتقريب وجهات النظر وحل الملفات الخلافية من بينها البحر المتوسط والمياه الإقليمية وليبيا وسوريا.
وبين أن من أهم الملفات العالقة هو ليبيا خاصة بعد ترسيم الحدود مع طرابلس، واعتراض مصر، ولكن مع التقارب على مستوى وزراء الخارجية سيكون هناك "نوع من التفاهم"، وفق الأكاديمي التركي.
ولفت إلى أن الدور المصري في ليبيا واقعي لوجودها على حدودها، كذلك ملفا العمالة المصرية والمشروعات، مشددا على أن التفاهم المصري التركي في الملف الليبي سيعود بالنفع على الطرفين.
وأوضح أن ملف ترسيم الحدود البحرية مهم جدا، مضيفا "في حال التفاهم بين البلدين، سوف يضمن توسيع مكاسبهما في حدود مياه المتوسط واستخراج الغاز، بالإضافة إلى المشرعات الاقتصادية"، وتوقع توقيع البلدين على اتفاقيات في المستقبل القريب في هذا الملف.
تقارب إقليمي
وعن التعاون السياسي بين البلدين، يوضح أربا، أن فترة الحرج انتهت بإغلاق القنوات الإخوانية وإخراجها من البلاد، مشيرا إلى وجود تفاهم كبير في عدد من الملفات الاقتصادية والسياسية خاصة بعد التقارب الإقليمي الكبير مع دولة الإمارات والسعودية وأخيرا التقارب الإيراني السعودي.
وشدد على أن النظام العالمي الجديد دفع دول الإقليم إلى إعادة النظر في علاقتها السياسية مع بعضها البعض، وأهمية توحيد جهودها والاتفاق فيما بينها وتحقيق التفاهم؛ خاصة أهم دولتين محوريتين بالإقليم؛ مصر وتركيا.
وأكمل أن النقاط الخلافية الأخيرة تنتظر لقاء الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، معتقدا أن يكون في القريب سواء قبل الانتخابات بأنقرة أو بعدها مباشرة مما يمثل خيرا للمنطقة والدول الشقيقة.
بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي التركي، طه عودة أوغلو، إن "مخرجات الزيارة مهمة جدا خاصة أنها تخطت مرحلة الحديث عن التقارب إلى الإعلان عن قرب لقاء رئيسي البلدين".
مؤشرات قوية
الكاتب والباحث السياسي التركي، تابع -في حديث لــ"العين الإخبارية"-: "رغم وجود مؤشرات ومعطيات قوية خاصة فيما يتعلق بنتائج الملفات الخلافية، فإنها تحتاج إلى لقاءات أخرى منها ملف شرق المتوسط وليبيا".
واعتقد أوغلو أن اللقاءات التي تحدث تأخذنا تدريجيا نحو اجتماع رئيسي البلدين الذي يتم الترتيب له في الوقت الراهن، ولكنه يسبقه اعتماد السفراء خلال الأيام المقبلة.
وعن ملف الإخوان، يرى المحلل التركي أن البلدين عملا على تجاوز ذلك بعد الإجراءات التركية تجاه أعضاء الجماعة وإغلاق قنواتها، متوقعا وجود خطوة أخرى قريبة في ملفات المنطقة الشائكة.