أمازون وكورونا.. أسرار صناعة المليارات والأزمات
شركة أمازون حققت مكاسب عديدة بسبب رواج التسوق الإلكتروني في زمن كورونا، لكنها واجهت أيضا العديد من الانتقادات بسبب إجراءات الوقاية
رغم المكاسب العديدة التي حققتها شركة أمازون الأمريكية خلال فترة الإغلاق التي فرضها تفشي فيروس كورونا، إلا أن عملاق التسوق عبر الإنترنت يواجه العديد من المشاكل في بعض دول العالم.
من فرنسا إلى ألمانيا فالولايات المتحدة، واجهت أمازون العديد من الأزمات سواء تلك المتعلقة بتوفير الإجراءات الوقائية لعمالها من فيروس كورونا، أو المتعلقة بالصحة والسلامة أو حتى الخاصة بالاحتكار.
لم تكن الأزمات وحدها هي التي وضعت الشركة الأمريكية في بؤرة الضوء، بل أيضا مكاسبها الكبيرة بسبب الإقبال على التسوق الإلكتروني في زمن التباعد.
ففي الوقت الذي أغلقت فيه السلطات في أغلب دول العالم الكثير من الأنشطة الاقتصادية بسبب جائحة كورونا، استمر نشاط شركة أمازون باعتباره من الأنشطة الاقتصادية الحيوية.
مكاسب ضخمة
وحققت أمازون معدل نمو قوي في مبيعاتها بفضل ازدهار التجارة عبر الإنترنت والخدمات السحابية، وسجلت مبيعات أمازون قفزة وصلت إلى 26% خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، لتصل إلى 75.5 مليار دولار.
وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت وكالة بلومبرج، زيادة ثروة جيف بيزوس مؤسس ورئيس شركة التجارة الإلكترونية أمازون وأغنى رجل في العالم، منذ بداية العام بمقدار 24 مليار دولار إلى 138.5 مليار دولار.
كما ارتفع سعر سهم شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية أمازون في 8 يونيو/حزيران إلى مستوى قياسي جديد مسجلا 2526 دولارا.
ويزيد سهم أمازون بنسبة 37% عن مستواه في مثل هذا اليوم من العام الماضي.
الأجور في ألمانيا
وعلى مستوى الأزمات، دعت نقابة فيردي الألمانية للعاملين في قطاع الخدمات الأحد، إلى تنظيم إضراب مجددا في شركة أمازون في إطار الخلاف مع الشركة حول أجور العاملين والمستمر منذ أكثر من 7 أعوام.
وأعلنت النقابة الأحد دعوة العاملين إلى الإضراب الإثنين والثلاثاء في 6 مواقع للبيع بالطلب الإلكتروني تابعة للشركة الأمريكية.
وتدعو النقابة إلى إبرام اتفاقية " عمل جيد وصحي" من أجل ضمان حماية صحة وسلامة العاملين، كما تطالب بالاعتراف باتفاقات الأجور الجماعية المحلية.
وكان رد فعل أمازون قد اتسم بالهدوء على إضرابات سابقة ودعوات للإضراب من قبل النقابة، وكان متحدث باسم الشركة قد أكد سابقا أن أمازون جهة عمل عادلة ومسؤولة حتى بدون عقد اتفاق أجور جماعية.
وتمتلك أمازون 13 موقعا لوجستيا في ألمانيا يعمل فيها نحو 13 ألف شخص في وظائف ثابتة.
الاحتكار
وفي 11 يونيو/حزيران الجاري، ذكر تقرير إخباري أن الاتحاد الأوروبي يعتزم توجيه اتهامات متعلقة بالاحتكار ضد شركة "أمازون دوت كوم" بشأن طريقة تعاملها مع بائعي الطرف الثالث.
وذكر موقع "داو جونز" الإخباري نقلا عن مصادر مطلعة لم يسمها أن المفوضية تعمل على القضية وينشر فريق القضية مسودة للائحة الاتهام منذ شهور قليلة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
فصل العمال
وفي مايو/أيار الماضي أعلن تيم براي أحد نواب رئيس شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة استقالته من منصبه منتقدا قيام الشركة بفصل العمال الذين أعربوا عن مخاوفهم من ظروف العمل في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا.
كانت أمازون قد طردت عددا من العمال الذين حذروا من المخاطر الصحية نتيجة إصرار الشركة على مواصلة العمل بكامل طاقتها في ظل زيادة الطلب على خدمات التجارة الإلكترونية نتيجة بقاء الناس في المنازل خوفا من العدوى بالفيروس.
ووجهت مكاتب المدعي العام في 13 ولاية أمريكية رسالة إلى شركة التجارة الإلكترونية وشركة "أول فودز" التابعة لها لمطالبتهما بتعزيز إجراءات الحماية الصحية والوقاية لعمالهما في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا.
مستودعات فرنسا
وفي 19 مايو/أيار الماضي أعلنت شركة أمازون إعادة فتح مستودعاتها في فرنسا، بعد إغلاق استمر شهرا بعد إصدار محكمة حكم بشأن الصحة والسلامة.
وكانت الشركة قد أغلقت مستودعاتها في منتصف نيسان/أبريل الماضي، عقب أن فازت نقابة تجارية بحكم يفيد بأن الشركة لم تهتم بشكل ملائم بإجراءات الصحة والسلامة في ظل تفشي فيروس كورونا.
وأصدرت المحكمة أوامرها لأمازون بتطبيق جميع إجراءات الصحة والسلامة ذات الصلة بالعاملين، ووقف توزيع السلع غير الأساسية حتى تتطبق هذه الإجراءات.