أصوات الأمازون ترتفع في COP30.. قمة الشعوب تواجه صمت الساسة
بين أروقة المفاوضات الرسمية في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، يعلو صوت الشعوب الأصلية مطالبا بالعدالة المناخية، في قمة شعبية تعكس معاناة أهل الأرض.
بعيدا عن أجواء المفاوضات الرسمية لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، اجتمع أعضاء من مجتمعات الأمازون الأصلية في جامعة بيليم لافتتاح قمة شعبية موازية تهدف إلى إيصال أصوات السكان الأصليين إلى العالم.
وعرضت وكالات الأنباء مشاهد مليئة بالحياة لأشخاص يرقصون ويغنون ويتبادلون الحديث في أجواء احتفالية، خلال الحدث الذي أقيم في حرم الجامعة الفيدرالية في ولاية بارا، على بعد بضعة كيلومترات فقط من مركز المؤتمرات الذي يستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ.
تضمنت مراسم الافتتاح احتجاجات رمزية وغناء ورقصا وكلمات مؤثرة ألقتها مجتمعات السكان الأصليين من مختلف أنحاء الأمازون، بحسب ما أفاد تقرير لوكالة أسوشيتد برس. ونقل عن إينيس أنطونيا سانتوس ريبيرو، أستاذة الجامعة، قولها: "هنا يسمع صوتنا، هنا تتردد أصواتنا بحرية".

ويعد مؤتمر المناخ لهذا العام أول مؤتمر يعقد في قلب غابات الأمازون المطيرة، وهو اختيار رمزي من الدولة المضيفة البرازيل، التي تسعى من خلاله إلى ضمان تمثيل أوسع للشعوب الأصلية في قضايا المناخ والبيئة.
إلا أن شعورا بالإقصاء لا يزال يخيّم على بعض المشاركين، بعد أن اندلع شجار مساء الثلاثاء عندما حاول عدد من المتظاهرين اقتحام المنطقة الزرقاء المخصصة للمندوبين المعتمدين فقط.

وفي مؤتمر صحفي عُقد ضمن قمة الشعوب، دافع مؤيدو الاحتجاج عن تصرفهم، مؤكدين أن خطوتهم كانت رسالة استغاثة إلى الحكومة والأمم المتحدة للفت الانتباه إلى قضيتهم.
ونقلت وكالة رويترز عن أوريسيليا، أحد أفراد مجتمع الأرابيون المحلي، قوله: "كانت محاولة لجذب انتباه المسؤولين إلى معاناتنا ومعاناة الغابة التي تحتضر".

كما نقلت وكالة فرانس برس عن جواو سانتياغو، أستاذ الجامعة الفيدرالية في بارا، قوله: "أرادت حركة السكان الأصليين عرض مطالبها داخل المنطقة الزرقاء، لكن لم يُسمح لها بالدخول".
تعقد قمة الشعوب بالتوازي مع مؤتمر COP30 في الفترة من 12 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وتشهد خلال اليومين المقبلين جلسات عامة لصياغة رسالة رسمية توجه إلى رئيس المؤتمر أندريه كوريا دو لاغو، وتُسلم إلى الوفود المشاركة.

ويختتم الحدث يوم السبت المقبل بانطلاق مسيرة عالمية من أجل العدالة المناخية الآن، يُتوقّع أن يشارك فيها أكثر من 15 ألف شخص، في مشهد يجسد وحدة الشعوب في مواجهة تحديات المناخ والتمييز البيئي.
