تحتفل به دول حول العالم.. إليك قصة "شهر السود" قبل 100 عام (صور)
في الأسبوع الثاني من فبراير/شباط كل عام يحتفل الأمريكيون، بـ"شهر السود"، اعترافا بإنجازات هذه الفئة من الشعب، في تقليد يعود لنحو مئة عام.
وفي فبراير/شباط من كل عام تكرم الولايات المتحدة مساهمات وتضحيات المواطنين من ذوي البشرة السوداء، الذين ساعدوا في تشكيل الأمة الأمريكية، مشكلين التراث الثقافي الغني، وملاحم الانتصارات والمحن.
ومساء أمس الإثنين، وعلى غرار الرؤساء الأمريكيين منذ منتصف القرن الماضي، استضاف الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، في البيت الأبيض حفل استقبال كبيرا، احتفاء بـ"تاريخ السود" .
فما هو "شهر السود" وكيف بدأت قصته؟
شهر تاريخ السود هو احتفال سنوي بإنجازات الأمريكيين الأفارقة، وفرصة سنوية للاعتراف بدورهم المركزي في تاريخ الولايات المتحدة، ويعرف أيضًا بـ"شهر التاريخ الأمريكي الأفريقي",
وهو منبثق عن "أسبوع تاريخ الزنوج" ، وهو من بنات أفكار المؤرخ المعروف كارتر جي وودسون وغيره من الأمريكيين الأفارقة البارزين.
بدأت قصة شهر تاريخ السود في عام 1915، بعد نصف قرن من التعديل الثالث عشر على الدستور الأمريكي الذي ألغى العبودية في الولايات المتحدة.
ولأول مرة رعت جمعية دراسة الحياة والتاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي (ASALH)، أسبوعًا وطنيًا لتاريخ الزنوج، وذلك في عام 1926، واختارت الأسبوع الثاني من فبراير ليتزامن مع أعياد ميلاد أبراهام لنكولن وفريدريك دوغلاس.
أول اعتراف رسمي
في العقود التي تلت ذلك بدأ رؤساء بلديات المدن في جميع أنحاء البلاد في إصدار إعلانات سنوية للاعتراف بـ "أسبوع تاريخ الزنوج"، وبحلول أواخر الستينيات، وبفضل حركة الحقوق المدنية والوعي المتزايد بالهوية السوداء، تطور "أسبوع تاريخ الزنوج" إلى شهر التاريخ الأسود في العديد من الجامعات.
ولأول مرة اعترف الرئيس الأمريكي جيرالد فورد رسميًا بشهر التاريخ الأسود في عام 1976، ودعا الجمهور إلى "اغتنام الفرصة لتكريم الإنجازات التي غالبًا ما يتم تجاهلها للأمريكيين السود في كل مجال من مجالات الحياة".
ومنذ ذلك الوقت وبعد الاعتراف الرسمي من الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، استمر الاحتفال بـ"شهر السود"، ليكون مناسبة لتسليط الضوء كل عام على حالة السود الأمريكيين، سواء في إبراز الإنجازات الفردية، أو معالجة المحن والاضطهاد لدى البعض الآخر.
اختيار شهر فبراير لـ"شهر تاريخ السود"
تم اختيار شهر فبراير في المقام الأول لأن الأسبوع الثاني من الشهر يتزامن مع أعياد ميلاد كل من أبراهام لنكولن وفريدريك دوغلاس، لتأثير الأول في تحرير العبيد، ولأن الثاني كان أحد المحررين، وقائدًا بارزًا في حركة إلغاء الرق بالولايات المتحدة.
دول أخرى تحتفل بـ"شهر السود"
ليست الولايات المتحدة وحدها، من تحتفل بـ"شهر السود" وإن كانت الدولة الرائدة، حيث تحتفل بهذا الحدث كل من المملكة المتحدة وكندا، وهولندا، وإيرلندا لكن في تواريخ مختلفة.
فتحتفل به بريطانيا في أكتوبر/ تشرين الأول، منذ عام 1987، عندما جلبه الناشط الأمريكي الدكتور كايرينجا، من أجل تكريم مساهمات السود في المملكة المتحدة.
أما كندا فتحتفل بهذا الحدث في شهر فبراير مثل الولايات المتحدة، بدءا من عام 1979، حيث أعلن أول قرار كندي للاعتراف بهذا الاحتفال السنوي، وأعيدت تسميته عام 1996 باسم شهر التراث الأفريقي.
وفي عام 1995 أقر مجلس العموم الكندي رسميًا شهر فبراير باعتباره "شهر تاريخ السود" في كندا.
واختارت هولندا يونيو/ حزيران بدءا من 2018، للاحتفال بشهر تاريخ السود في هولندا، لأنه يتناسب تمامًا مع رؤية التأمل وإحياء الذكرى عندما يتعلق الأمر بالاستعمار والعبودية المؤدية إلى الاحتفالات الرسمية بإلغاء العبودية في 1 يوليو/ تموز 1863.
وتحتفل به إيرلندا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، منذ عام 2010، مما جعلها الدولة الخامسة فقط في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وهولندا التي تحتفل بهذا بـ"شهر تاريخ السود".
ومن الدول التي تحتفل به أيضا ألمانيا منذ (1990) وهولندا (2018)، وبلجيكا (2019)
aXA6IDMuMTMzLjEyMi45NSA= جزيرة ام اند امز