خبراء: 3 أسباب أجلت إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إن واحداً من 8 نواب أمريكيين طالبوا الإدارة الأمريكية بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب
أعادت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الإثنين، بشأن موقف بلاده من إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، الجدل حول القرار المؤجل منذ فترة طويلة.
ورجح مراقبون تأخر الإدارة الأمريكية في الإعلان عن إدراج تنظيم الإخوان على قوائم الإرهاب لعدة أسباب؛ أبرزها التوتر السياسي الحالي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والمصلحة المتبادلة بين الإدارة الأمريكية والإخوان، فضلا عن العلاقات المشتركة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الموالية للتنظيم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنه كان واحداً من 8 نواب قدموا مشروع قانون في الكونجرس، مطالبين الإدارة الأمريكية السابقة بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب.
وقال في مجمل رده على سؤال حول ما إذا كانت إدارة ترامب تنوي اتخاذ تلك الخطوة في الوقت الحالي، وذلك بمشاركته في ندوة بمعهد هوفر بجامعة ستانفورد، إن إدارة ترامب ما زالت تنظر في ذلك وتقيّم الخطوة، لضمان أن يتم ذلك "بصورة صحيحة".
وأضاف بومبيو: "نحن ما زلنا نحاول معرفة كيفية تحقيق ذلك، هناك عناصر داخل الإخوان لا شك في أنهم إرهابيون، وهم مدرجون على قائمة الإرهاب، ونحاول أن نضمن أننا نقوم بالإدراج بشكل صحيح، ونحدد الموضوع بشكل صحيح، وضمان الأساس القانوني لذلك”.
وفسر وزير الخارجية الأمريكي أن عملية "الإدراج كمنظمة إرهابية" قد تبدو مجرد قرار، لكنها في الحقيقة تحتاج لكم من العمل لضمان وجود الأساس القانوني لذلك، ولضمان وجود البيانات الصحيحة قبل عملية الإدراج.
وأوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير الشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، أن موضوع إدراج الإخوان كجماعة إرهابية مطروح منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مشيرا إلى أن الكونجرس شهد 16 محاولة لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، ولكن لم تتبلور في أي قرار رسمي عن الإدارة الأمريكية حتى الآن.
وأرجع الخبير المصري أسباب تأخر القرار الأمريكي إلى عدة اعتبارات؛ أولها: علاقة المصلحة التي تربط الطرفين، مشيرا إلى أن "الإخوان" مسؤولة بشكل مباشر عن تنفيذ الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط، وأنها مجرد أداة توظفها تلك الإدارة لتحقيق أهداف محددة.
وقال، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللقاء الذي جمعهما عام 2018 وضع تنظيم الإخوان، وإن الأخير (ترامب) وعد باتخاذ إجراءات عاجلة بملف إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب لكن لم يحدث.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لديه رغبة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، لكن الدولة العميقة الممثلة في المؤسسات الأمريكية تسعى لعرقلة الموضوع.
وأوضح الدكتور أحمد سيد أحمد أن المؤسسات الأمريكية لا تزال تراهن على الإخوان كتنظيم لديه القدرة على التأثير، وتضع في اعتبارها أن الإخوان تنظيم منتشر في 80 دولة منها مصر، يعتمد على الأيديولوجيا الدينية، وهو ما يجعله وسيلة فعالة في تحقيق أجندات بعينها.
أما الاعتبار الثاني، بحسب الخبير المصري، الذي يقف عائقا أمام قرار الإدارة الأمريكية، فيتمثل في الإجراءات القانونية المتعلقة بالقرار.
وأوضح أنه "لا توجد مؤسسة أو تنظيم يسمى الإخوان داخل الولايات المتحدة، كما يصعب حصر المؤسسات التابعة له بشكل مباشر، لكنهم موجودون من خلال بعض الأفراد".
وحول الاعتبار الثالث، يتفق الدكتور أحمد سيد أحمد مع الباحثة المصرية داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، على أن الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية مع بعض الدول التي يتولى عناصر الإخوان الحكم فيها وأبرزها تركيا وماليزيا.
وتضيف الباحثة المصرية داليا زيادة، لـ"العين الإخبارية"، أن الصراع السياسي الداخلي بواشنطن بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي يؤثر بشكل مباشر في إصدار قرار نهائي بشأن تنظيم الإخوان، رغم اتفاق الطرفين على ضلوع الإخوان بالعمليات الإرهابية التي نُفذت في مصر.
وقالت زيادة إن بعض النواب الديمقراطيين يدعمون تنظيم الإخوان بشكل مباشر، ومنهم من حصل على تمويل مباشر لحملته الانتخابية من إمارة قطر، الداعمة لإرهاب الإخوان، مقابل دعم التنظيم المتطرف.
واتفق الباحثان على أنه "رغم توثيق عمليات الإخوان الإرهابية من حرق الكنائس وأقسام الشرطة وغيرها من المؤسسات المصرية عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، فإن الإدارة الأمريكية اكتفت بتصنيف حركتي حسم ولواء الثورة، المنبثقتين عن الإخوان كحركات إرهابية دون ذكر التنظيم الأم".
وفسرت ذلك بـ"رغبة الولايات المتحدة في تحاشي الإعلان عن موقفها من الإخوان والاكتفاء بإدراج حسم ولواء الثورة حركتين إرهابيتين".
أما طارق أبوالسعد، الباحث في حركات الإسلام السياسي، فيقول لـ "العين الإخبارية" إن الولايات المتحدة لن تدرج الإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية في وقت قريب، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية على اختلاف الرؤساء استخدمت ما يسمى "قوى الإسلام السياسي وتحديدا تنظيم الإخوان، للعب دور يتماهى مع مصالحها في الشرق الأوسط.
ويتفق أبوالسعد مع الدكتور أحمد سيد أحمد حول التوقعات المستقبلية بشأن العلاقة بين الإخوان وأمريكا، حيث يؤكد أنها مرهونة بانقضاء المصلحة أو تغير السياسات الأمريكية بشأن منطقة الشرق الأوسط.
ويقول الدكتور سيد أحمد بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والإخوان، فإنها مرهونة بتغيير مصالح واشنطن، بمعنى إذا حدث نوع من التعارض في المصالح قد تلجأ أمريكا لتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي مثل الحرس الثوري الإيراني.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز