تحركات أمريكية تجاه السعودية "تغيير قواعد اللعبة".. الدلالات وسر التوقيت
مؤشر جديد على تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، أنهى فترة من الجمود، وأعاد جريان الماء في نهر العلاقات.
ذلك المؤشر بدا واضحًا في زيارات واتصالات لمسؤولين أمريكيين كبار، خلال الأيام القليلة الماضية، كانت تهدف إلى الارتقاء بالعلاقات الأمريكية السعودية إلى المستوى التالي.
فما آخر التحركات الأمريكية تجاه السعودية؟
بعد محادثات "بناءة" في السعودية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أشاد مساعدون كبار للرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة بالتقدم نحو حل الصراع في اليمن.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون، إن الاجتماعات شارك فيها كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط، بريت مكجورك والمبعوث الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ وجرت يومي الخميس والجمعة.
وبحسب واتسون، فإن الاجتماعات "ركزت على التقدم الهام الذي يتم إحرازه نحو حل دبلوماسي للصراع في اليمن، والذي يعطيه الرئيس بايدن أولوية منذ فترة طويلة"، فيما أكد الجانب الأمريكي دعمه لدفاع السعودية ضد التهديدات من اليمن وأماكن أخرى.
وفيما شارك في الاجتماعات مبعوث الطاقة الأمريكي آموس هوكستين ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، لم تتطرق إفادة البيت الأبيض إلى القرار المفاجئ الذي اتخذته أوبك بقيادة السعودية في وقت سابق هذا الشهر خفض إنتاج النفط.
اجتماعات يومي الخميس والجمعة، جاءت بعد أيام من اجتماع عقده السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال عنه: لقد كان لي للتو اجتماع مثمر للغاية وصريح مع ولي العهد السعودي وفريق قيادته العليا.
تغير قواعد اللعبة
وأكد السيناتور الجمهوري في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن فرصة تعزيز العلاقات الأمريكية السعودية حقيقية والإصلاحات الجارية في المملكة العربية السعودية حقيقية بنفس القدر.
I just had a very productive, candid meeting with the Saudi Crown Prince and his senior leadership team. The opportunity to enhance the U.S.-Saudi relationship is real and the reforms going on in Saudi Arabia are equally real.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) April 11, 2023
وأشار إلى أنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية والجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس "لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا الارتقاء بالعلاقات الأمريكية السعودية إلى المستوى التالي، الأمر الذي من شأنه أن يمثل فائدة اقتصادية هائلة لكلا البلدين ويحقق الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه في منطقة مضطربة".
وأعرب عن تقديره "العميق" للمملكة لشرائها ما قيمته 37 مليار دولار من طائرات بوينغ 787 - المصنوعة في ساوث كارولينا - لشركة الطيران السعودية الجديدة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الاستثمارات تغير قواعد اللعبة.
فلماذا كثفت أمريكا من زيارات مسؤوليها للسعودية مؤخرا؟
يقول موقع "أكسيوس" الأمريكي في تقرير له، إن تلك الزيارات، تعد مؤشرًا على تحسن العلاقات بين واشنطن والرياض، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدعم المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد التهديدات من اليمن أو أي مكان آخر.
وكان المسؤولون الأمريكيون ناقشوا مع نظرائهم السعوديين قضايا مثل أمن الطاقة، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة، والاستثمار في الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGII) ، ومشاريع شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح (ORAN) لدعم إمكانية الوصول إلى شبكات الجيل الخامس والسادس، بحسب "أكسيوس".
سمو #ولي_العهد يجتمع مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كارولينا الجنوبية السيناتور ليندسي جراهام، ويستعرضان علاقات الصداقة بين البلدين، والمسائل ذات الاهتمام المشترك.https://t.co/p8GqRflPaR#واس pic.twitter.com/m00vrUOe2R
— واس الأخبار الملكية (@spagov) April 11, 2023
ويقول الموقع الأمريكي، إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان كان تحدث يوم الثلاثاء عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووافق على "تسريع الاتصال بين فرق الأمن القومي السعودي والأمريكي".
وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة كانت حبلى بالكثير من التطورات على صعيد تحسن العلاقات بين السعودية وأمريكا، مؤكدًا أن البيت الأبيض كان سعيدًا بزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى كييف والتي أعلن خلالها عن حزمة مساعدات لأوكرانيا - وهي خطوة دفعت إدارة بايدن من أجلها.
وتشمل علامات التحسن الأخرى اتفاقية بشأن تقنية 5G بين البلدين وصفقة بوينج بمليارات الدولارات تم الإعلان عنها مؤخرًا، كما رحبت إدارة بايدن بالاتفاق بين السعودية وإيران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية وعرضته على أنه خطوة تزامنت مع السياسة الأمريكية لخفض التصعيد الإقليمي والجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.
وبحسب مراقبين، فإن لقاء المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم السعوديين يعتبر مؤشرًا جيدًا على أن الاتصالات بين الطرفين ستبقى مستمرة، ما يجعلها قادرة على تجاوز ومعالجة أي توتر في العلاقة.