أمريكا والأزمة السورية.. القصة الكاملة لـ7 سنوات من النزاع

أبرز المحطات الأمريكية في الأزمة السورية وردود الأفعال، عقب قرار ترامب الانسحاب من الأراضي السورية.

"لقد هزمنا تنظيم داعش في سوريا.. وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك"، كانت هذه تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، والتي أعلن من خلالها انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية. 

• بوتين: نتفق مع ترامب بأن "داعش" هزم في سوريا
• الانسحاب الأمريكي من سوريا.. مخاوف كردية وتحذيرات من داعش

الإعلان الأمريكي جاء بعد أكثر من 7 سنوات على الأزمة السورية والتدخلات الإقليمية، حيث وجد إعلان واشنطن معارضة من حلفائها في أوروبا حول الإطار الزمني وكيفية الانسحاب، التقرير التالي يرصد أبرز المحطات الأمريكية في الأزمة السورية وردود الأفعال عقب قرار ترامب. 

بداية الأزمة ومطالبة الأسد بالرحيل

29 أبريل/نيسان 2011، وبعد شهر من اندلاع أولى المظاهرات السورية للمطالبة برحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قامت واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين السوريين طالت رأس النظام السوري الرئيس بشار الأسد.

وفي مايو/أيار من العام نفسه، دعا الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الرئيس بشار الأسد إلى قيادة عملية الانتقال السلمي أو الانسحاب، وكانت واشنطن قررت قبل ذلك فرض عقوبات على الأسد شخصيا.

مطلع أغسطس/آب، دعا أوباما والحلفاء الغربيون للمرة الأولى الرئيس بشار الأسد إلى الرحيل، وقامت العديد من الدول الأوروبية وواشنطن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد.

عام 2013 وجهت واشنطن اتهامات للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية لشن هجوم على المعارضة قرب دمشق، ما أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص.

كما هددت واشنطن بشن هجمة عسكرية لتدمير البنية التحتية للنظام السوري في العاصمة دمشق، ولكن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تراجع عن الضربة العسكرية، بعد إبرام اتفاق في سبتمبر/أيلول من العام نفسه مع موسكو لتفكيك الترسانة الكيميائية للنظام السوري.

ظلت الأزمة مستمرة حتى توعد أوباما بالتحرك إذا تجاوزت سوريا "الخط الأحمر".

القوات الأمريكية تنتشر على الأرض

2014، سيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة من الأراضي شمال وغرب بغداد، وكذلك في شمال وشرق سوريا، وفي أوائل سبتمبر/أيلول من العام نفسه تعهد أوباما بإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش من خلال "تحالف دولي واسع النطاق".

23 سبتمبر/أيلول، بدأت واشنطن بمساعدة حلفائها في توجيه أولى ضرباتها في سوريا، كما نشرت 2000 جندي داخل الأراضي السورية، معظمهم من القوات الخاصة.

أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015 تم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من واشنطن، وتألّفت تلك القوات من 25 ألف كردي جميعهم سوريون، وظلت واشنطن مستمرة في تقديم الدعم لتلك القوات.

وخلال تلك الفترة وحتى الآن قامت قوات سوريا الديمقراطية بطرد تنظيم داعش من شمال شرق سوريا، بما في ذلك الرقة وغالبية محافظة دير الزور، ولا تزال مستمرة في محاربته بجيوبه الأخيرة في شرق سوريا.

8 فبراير/ شباط من العام الجاري، أعلن التحالف الدولي، أنه قتل ما لا يقل عن 100 من مقاتلي النظام السوري في محافظة دير الزور؛ رداً على هجوم على مقر قوات سوريا الديمقراطية.

ترامب.. من الضربات العسكرية للانسحاب الكامل

وفي أبريل/نيسان عام 2017، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربات ضد قاعدة الشعيرات الجوية السورية في محافظة حمص، بعد هجوم بغاز السارين أوقع نحو 80 قتيلا، ونسب إلى النظام في خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل مسلحة.

وفي 14 أبريل/ نيسان 2018، أطلقت الولايات المتحدة- بدعم من فرنسا وبريطانيا- ضربات موجهة ضد النظام السوري بعد اتهامه بهجوم كيميائي على مدينة دوما، عندما كانت خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، وسقط ضحيته نحو 40 شخصا.

وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري أصدر ترامب أوامره بسحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، معتبرا أنها هزمت تنظيم داعش.

ردود أفعال الحلفاء

اعترض حلفاء واشنطن على قرار ترامب الانسحاب من سوريا، حيث أكدت فلورنس بارلي، وزيرة الدفاع الفرنسية، أن تنظيم داعش الإرهابي فقد أكثر من 90% من الأراضي التي كان يسيطر عليها، ولكنه لم يُمْحَ من الخريطة.

وأضافت: "يتعين هزيمة تنظيم داعش عسكريا في آخر جيوبه بسوريا"؛ وفي سياق متصل، أعلنت ناتالي لوازو الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية، أن "فرنسا ستبقى ملتزمة عسكريا في سوريا".

• تحذير لترامب من مغادرة سوريا: لا تكرر خطأ أوباما

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن قرار الولايات المتحدة المفاجئ بالانسحاب من سوريا يدعو للدهشة، ويهدد بالإضرار بالحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. 

وأضاف الوزير الألماني أنه جرى تحجيم داعش لكن التهديد لم ينته بعد، محذرا من خطورة عواقب هذا القرار، والضرر الذي يمكن أن يلحقه بالحرب على داعش، وتقويضه للنجاحات التي تحققت بالفعل.

كما أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخطئ في قوله: إن تنظيم داعش الإرهابي في سوريا قد هُزم".