"يوم أمريكي بامتياز".. دعم واشنطن ينهال على أوكرانيا
"يوم أمريكي بامتياز"، هكذا هو المشهد اليوم الأحد في أوكرانيا حيث يتواصل الدعم الأمريكي لكييف في ظل العمليات العسكرية الروسية.
فبعد ساعات قليلة من وصول السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن إلى أوكرانيا وعقدها لقاءً مع نظيرتها الأوكرانية في مدرسة تقع قرب الحدود مع سلوفاكيا، أعلن أيضا عن وصول سفيرة الولايات المتحدة لدى أوكرانيا كريستينا كفين وفريقها إلى كييف.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن السفيرة كريستينا كفين وفريقها وصلوا إلى كييف الأحد، وذلك بعد أن تعهد الوزير أنتوني بلينكن في زيارة الشهر الماضي بمعاودة فتح السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية قريبا.
وأشار المسؤول إلى أن زيارة الفريق جاءت لإحياء ذكرى "يوم النصر" في أوروبا.
وفيما لم يسدل الستار عن وصول الطاقم الدبلوماسي إلى كييف، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليباأيضا أنه بحث مع نظيره الأمريكي كيفية رفع الحصار عن الصادرات الغذائية الأوكرانية وضمان الأمن الغذائي العالمي.
واعتادت أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر الدول المصدرة للحبوب والبذور الزيتية في العالم، تصدير معظم إنتاجها من الحبوب عبر موانئها على البحر الأسود، والتي تفرض عليها روسيا حصارا منذ بدء العمليات العسكرية في 24 فبراير/ شباط الماضي.
ولم يقتصر الدعم الأمريكي، اليوم الأحد، على الزيارات واللقاءات والاتصالات، بل طالبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الكونجرس، بضرورة الموافقة على مشروع قانون يمنح أوكرانيا 33 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية وإنسانية بحلول نهاية الشهر الجاري.
والدعم الأمريكي، ربما كان واضحا منذ الساعات الأولى لأوكرانيا منذ بدء العمليات العسكرية الروسية، فيما تشهد أوروبا حالة من الشد والجذب بشأن الدعم لأوكرانيا.
فألمانيا على سبيل المثال ربما شهدت الفترة الأخيرة حالة من الغضب الأوكراني نظرا لموقف برلين من الأوضاع في أوكرانيا إلا أنه ومنذ يومين أعلن عن طي صفحة الخلافات بين البلدين بل ووصل الأمر إلى دعوة المستشار الألماني لزيارة كييف.
ولكن اليوم، أمرت الشرطة الألمانية متظاهرين تجمّعوا خارج النصب التذكاري السوفياتي في برلين بسحب علم أوكراني ضخم رفعوه كعلامة احتجاج على العمليات العسكرية الروسية.
وكتبت شرطة برلين على "تويتر" بعد نشر العلم "للحفاظ على سلمية الاحتفال واحترامه بالدرجة الأولى، حرص زملاؤنا على طيّ علم أوكراني يبلغ طوله حوالي 25 مترا".
خوفاً من اشتباكات لاسيما مع نشطاء موالين لروسيا، أعلنت شرطة برلين الجمعة حظر نشر الأعلام أو الرموز العسكرية في نحو خمسة عشر موقعا في العاصمة الألمانية خلال إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية التي تستمر الاثنين.
وأثار القرار ضجة كبيرة، لا سيما في أوساط الجالية الأوكرانية/ حيث وصف سفير أوكرانيا في ألمانيا، أندريه ميلنيك، القرار بأنه "فاضح" ويشكل "صفعة لأوكرانيا".
واشتهر الدبلوماسي بعدم تلطيف كلماته للقادة الألمان، ووضع إكليلا من الزهور باللونين الأزرق والأصفر لبلاده أمام النصب التذكاري السوفياتي، في قلب برلين صباحاً.
ورغم تواجد مكثف للشرطة هتف متظاهرون تجمعوا بالقرب من النصب التذكاري "ملنيك اخرج!"، بينما صاح آخرون مؤيدون لأوكرانيا، "المجد لأوكرانيا".
ويقع النصب التذكاري على أطراف حديقة تيرغارتن، بالقرب من بوابة براندنبورغ، ويخلّد ذكرى 80000 جندي سوفياتي قتلوا أثناء تحرير برلين قبل استسلام ألمانيا النازية في 8 مايو 1945، وتحيط به دبابتان، بينما ينتصب تمثال برونزي لجندي منتصر في الجيش الأحمر على قاعدة رخامية.
وتم نشر نحو 1600 عنصر شرطة في العاصمة الأحد لمنع حوادث محتملة، وسيكون هناك 1800 شرطي الإثنين، عندما ستقيم موسكو العرض العسكري في 9 مايو، في ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ويبدو أن العلاقات الأوكرانية الألمانية وبحسب مراقبين، تتجه نحو الخلاف مجددا في ظل حالة الشد والجذب من تصريحات سفير أوكرانيا ببرلين.