الضفدع الأمريكي يحمي البشر من سموم "المد الأحمر"
دراسة أمريكية تؤكد أن البنية الجزيئية لبروتين الساكسيفيلين الموجود بالضفدع الأمريكي تجعله مقاوما للتأثيرات السمية لـ"الساكسيتوكسين".
كشفت دراسة حديثة لجامعة كاليفورنيا الأمريكية أن بروتينا موجودا في الضفدع الأمريكي قد يستخدم للحماية من مركب "الساكسيتوكسين" السام الذي ينتج عن ظاهرة المد الأحمر.
وتحدث ظاهرة المد الأحمر بسبب ازدهار نوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات مما يسبب تغير لون المياه إلى الأحمر بشكل واضح، وبعض هذه العوالق والطحالب المسببة للظاهرة تفرز سم "الساكسيتوكسين" الذي يسبب موت الكائنات البحرية، وقد تنتقل للإنسان عند ملامسة المياه أو تناول بعض المحاريات التي تغذت على أحد أنواع العوالق السامة.
وعلى الرغم من أن هذا السم ليس اسماً مألوفاً مثل "السيانيد"، إلا أنه أكثر خطورة بكثير، حيث إنه يعد مميتا بجرعات أقل بألف مرة من الجرعة المميتة من السيانيد، ولأنه يتراكم في المحار الذي يتغذى على الطحالب ويمكنه أن يشق طريقه في السلسلة الغذائية والهبوط على طاولات العشاء لدينا.
وكان الأمر اللافت للانتباه هو أنه عند حدوث المد الأحمر يكون الضفدع الأمريكي هو الحيوان الوحيد الذي ينجو من الموت بـ"الساكسيتوكسين"، ولفتت هذه الظاهرة لأول مره انتباه هيرمان سومر من جامعة كاليفورنيا عام 1924، وجاءت الدراسة الجديدة التي نشرتها دورية Science Advances في 19 يونيو/ حزيران الجاري، لتقدم تفسيرا لأسباب حدوث ذلك.
ووصفت الدراسة بدقة البنية الجزيئية لبروتين الساكسيفيلين الموجود بالضفدع، وأثبتت أن بنية هذا البروتين تجعله مقاوما للتأثيرات السمية العصبية لهذا السم.
و"الساكسيتوكسين" عند تناوله من قبل البشر، يقوم بتعطيل إشارات الأعصاب ويمكن أن يؤدي إلى حالة قاتلة تُعرف باسم التسمم بالشلل، وبدون عناية طبية فورية، فإن العضلات التي تتحكم في التنفس تكون عاجزة عن أداء مهامها، مما يؤدي إلى الوفاة عن طريق الاختناق.
وأظهرت أبحاث سابقة أن "الساكسيتوكسين" يتفاعل مع البروتينات التي تعرف باسم قنوات الصوديوم ذات الجهد الكهربائي، والموجودة في سطح العصب والخلايا العضلية، ويؤدي ذلك إلى حجب الإشارات الكهربائية في الأعصاب.
ويقول دانييل مينور جونيور، الأستاذ بمعهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في جامعة كاليفورنيا، كبير الباحثين بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشرها: "باستخدام تقنية تُعرف باسم علم البلورات بالأشعة السينية، والتي تعد واحدة من أكثر الطرق المستخدمة في حل هياكل الجزيئات الحيوية المعقدة، توصلنا إلى أن بنية بروتين (الساكسيفيلين) تمنع السكسيتوكسين من التفاعل مع قنوات الصوديوم ذات الجهد الكهربائي في الضفادع، حيث يعمل كإسفنجة تمتص وتلتقط هذا القاتل".
ويضيف: "هذه النتيجة توفر فهماً أكثر شمولاً لبروتين (الساكسفيلين) بما يسمح للعلماء مستقبلا بالبدء في استكشاف طرق لإعادة استخدام البروتين كأداة للكشف عن السم، سواء في البيئة أو في الجسم، وكعلاج مضاد له".
ويشدد جونيور على أن هذا الأمر بات ضروريا بعد أن أصبحت ظاهرة المد الأحمر وما تسببه من تسمم، تتكرر بشكل متزايد، بعد أن كانت نادرة في السابق، وذلك بسبب ظاهرة التغير المناخي التي تجعل بيئة محيطات العالم أكثر ملاءمة لنمو العوالق أو الطحالب المسؤولة عن الظاهرة.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز