باتجاه فلسطين وإسرائيل.. حراك أمريكي يسبق زيارات رفيعة
حراك أمريكي حثيث تستعد له فلسطين وإسرائيل بالأسابيع المقبلة لمنع انزلاق الأمور بعد تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.
ويرتقب وصول مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، خلال الأيام المقبلة، يعقبه وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وتراقب واشنطن عن كثب تطورات العلاقة الفلسطينية-الإسرائيلية وتسعى جاهدة لمنع مزيد من التدهور في العلاقات بين الطرفين.
مخاوف
وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"العين الإخبارية"، إن "واشنطن تخشى تدهورا إضافيا في العلاقات الفلسطينية -الإسرائيلية وتأمل أن تتمكن من إرساء قواعد بين الطرفين يحول دون انفجار الأمور".
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن واشنطن أعلنت التزامها بحل الدولتين وتأمل التزاما من الطرفين بهذا الحل باعتباره الحل الوحيد الممكن للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وإن كانت لا ترى أن الظروف مواتية لمفاوضات سياسية بين الطرفين.
وتابعت أن واشنطن تعارض الإجراءات الأحادية الجانب من كلا الطرفين سواء ما يتعلق بالاستيطان وهدم وإخلاء المنازل واحتجاز الأموال الفلسطينية من قبل إسرائيل أو التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
وأقرت المصادر الدبلوماسية بأن "المهمة لن تكون سهلة وتتطلب جهودا خارقة".
وفي هذا الصدد، وصل إلى رام الله في الضفة الغربية المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، والتقى كبار المسؤولين الفلسطينيين في أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وقالت المصادر الدبلوماسية الغربية إن عمرو سيلتقي أيضا مسؤولين إسرائيليين من بينهم منسق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية غسان عليان.
والتقى عمرو في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، بعد لقاء مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين السيخ والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني في بيان تلقته "العين الإخبارية"، إن اشتية "أطلع عمرو على الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الجديدة بحق الشعب الفلسطيني فور تسلمها الحكم".
تحرك عاجل
ونقل البيان عن اشتية قوله: "مطلوب من الإدارة الأمريكية التحرك بشكل عاجل لوضع حد للإجراءات الأحادية والتهديدات الإسرائيلية التي تقوض السلطة الوطنية، وتنهي بشكل ممنهج إمكانية إقامة دولة فلسطينية".
وشدد اشتية "على ضرورة أن تحمل زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان المرتقبة للمنطقة رسالة أمل للشعب الفلسطيني، وبيانا واضحا للحكومة الإسرائيلية بضرورة وقف الانتهاكات والإجراءات الأحادية وإلزامها باحترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة".
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى "ضغط أمريكي حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لوقف جميع الانتهاكات والإفراج عن الأموال الفلسطينية التي تقتطعها بشكل غير شرعي وغير قانوني، سواء بدل مخصصات الشهداء والأسرى، أو ضريبة المغادرة التي يدفعها المواطن الفلسطيني عند سفره أو الفواتير غير المدققة من أي طرف كان".
وبالأيام الأخيرة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية سلسلة عقوبات على السلطة الفلسطينية إثر تحركها باتجاه الأمم المتحدة بما في ذلك احتجاز أموال مستحقة للسلطة وسحب بطاقات شخصيات هامة من وزير الخارجية الفلسطيني د.رياض المالكي وقادة من حركة "فتح".
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ماضية بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية رغم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية معارضتها لهذه التحركات.