الأمريكي شيلتون يمنح الأمل.. نجاح عملية زرع خلايا جذعية لعلاج السكري
يقول الخبراء إن العلم قد يكون في طريقه إلى علاج لمرض السكري من النوع الأول، حيث يعمل الباحثون على صقل علاجات زرع الأعضاء المصممة لاستعادة قدرة المرضى على إنتاج الأنسولين الخاص بهم.
وانتعشت آمال هذا الاتجاه بعد نجاحه مع مريض واحد على الأقل، وهو رجل يبلغ من العمر 64 عامًا، من ولاية أوهايو يُدعى برايان شيلتون ، حيث يمكنه الآن التحكم تلقائيًا في مستويات الأنسولين والسكر في الدم دون الحاجة إلى دواء، بعد عملية زرع خلايا جذعية بنكرياسية تجريبية.
وعلاج شيلتون ليس علاجًا مثاليًا، إذ يجب أن يأخذ جرعة كبيرة من الأدوية المثبطة للمناعة لمنع جسده من رفض عملية الزرع، وهذه الأدوية تشكل مخاطر صحية خاصة بها.
ويقول سانجوي دوتا، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة تمويل أبحاث مرض السكري "JDRF International" في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمؤسسة، إن العلاج الذي ابتكرته شركة "بارتكس" للأدوية يمكن أن يوفر راحة فورية للآلاف الذين يصطفون لإجراء عملية زرع البنكرياس لأن مرض السكري من النوع 1 قد تقدم إلى النقطة التي يهدد حياتهم فيها.
ويعاني بعض هؤلاء الأشخاص من صدمة نقص السكر في الدم ويهبطون في غرفة الطوارئ عدة مرات في الشهر، بينما طور آخرون مقاومة لجرعات الأنسولين أو أدوية السكري الأخرى التي ساعدت في إبقائهم على قيد الحياة.
ويقول دوتا: "اليوم، من المحتمل أن يكون هناك ما بين 5000 إلى 10000 شخص أو أكثر تم إلحاقهم بزراعة البنكرياس أو الجزر، لكنهم لن يحصلوا عليها بسبب عدم وجود إمدادات كافية".
ويخطط الباحثون لاختبار العلاج المستخدم مع شيلتون على 17 شخصًا، للبدء في جمع البيانات قصيرة وطويلة المدى حول السلامة والفاعلية، كما قال الدكتور يوجيش كودفا، الباحث في مرض السكري من النوع الأول في مستشفى "مايو كلينك" في روتشستر بمينيسوتا.
ويقول: "الهدف الأول هو القيام بذلك في عدة مراكز، لقد أبلغوا عن مريض واحد فقط في هذه المرحلة، إنهم يريدون أن يجربوه مع 17 شخصًا".
ويوضح دوتا وكودفا إن شركة بارتكس وشركات الأدوية الأخرى تتقدم أيضًا إلى الجيل التالي بحثًا عن طرق لتحسين علاجات الخلايا الجذعية بحيث تتطلب قمعًا أقل للمناعة أو حتى لا تتطلب أي شيء على الإطلاق.
ويحدث مرض السكري من النوع الأول عندما ينقلب جهاز المناعة في الجسم ضد خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، والتي تسمى خلايا بيتا، وعندما يتم تدمير عدد كافٍ من خلايا بيتا، تظهر أعراض مرض السكري ويمكن أن تصبح شديدة في وقت قصير.
وبالتالي، يجب أن تتغلب عمليات زرع الخلايا الجذعية ليس فقط على اضطراب المناعة الذاتية الذي تسبب في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، ولكن أيضًا على الاستجابة المناعية التي تجعل الجسم يحاول رفض عمليات الزرع باعتبارها غزاة أجانب.
ويقول الخبراء إن طريقتين قيد التحقيق تشملان طلاء الخلايا المزروعة في كبسولة تحميها من جهاز المناعة.
وكشف دوتا وكودفا أن هذه الكبسولات ستسمح بدخول العناصر الغذائية والأكسجين وتغذية الخلايا، لكنها تمنع خلايا الجهاز المناعي الأكبر حجمًا من مهاجمة عمليات الزرع.
وأوضح كودفا: "لسوء الحظ، فإن تجربة سريرية أجرتها شركة الأدوية بارتكس شملت خلايا مغلفة بالكامل مزروعة تحت الجلد لم تنجح".
ويشير إلى أن الطريقة الثانية التي استخدمتها شركة (فياسيت) باستخدام خلايا مغلفة جزئيًا لم تسر على ما يرام، ولم يصبح إنتاج الأنسولين قوياً بما يكفي لتقديم فائدة للمرضى، الذين يحتاجون أيضًا إلى عقاقير مثبطة للمناعة لحماية عمليات الزرع التي يعانون منها الآن.
وتواصل (فياسيت) تعديل طريقتها ، وقالت إنها تخطط لتقديم طلب إلى المنظمين الفيدراليين هذا العام لاختبار غرسة مغلفة خاصة بها.
لكن (فياسيت) تدرس طريقة ثالثة لحماية عمليات زرع الخلايا الجذعية، عن طريق تحرير الجينات الذي من شأنه أن يساعد خلايا بيتا الجديدة على تجنب اكتشاف الجهاز المناعي لها.
ويقول دوتا: "التلاعب بالجينات لن يضر بإنتاج الأنسولين بأي شكل من الأشكال، لكنه سيجعل الخلايا مخفية أو مموهة من جهاز المناعة، أنت تخدع الجهاز المناعي للاعتقاد بأن هذه الخلايا ليست غريبة".
وتخطط (فياسيت) لبدء تجربة سريرية لعلاج الخلايا الجذعية المعدلة جينيًا لمرض السكري من النوع الأول بحلول نهاية العام، وفقًا لبيان صادر عن آرون كوالسكي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل أبحاث مرض السكري "JDRF International".
ويؤكد دوتا أنه يدعم جميع الأساليب الثلاثة للعلاج، مضيفا: "لدينا تمويل كبير في المجموعة الثالثة من تعديل الجينات، لأن هذا هو المكان الذي يكمن فيه المستقبل، ولا نعرف أي الأساليب سيصل إلى خط النهاية أولاً، وأيهما سيكون أكثر أمانًا، وأيهما سيكون ممكنًا للبشر البالغين".
ويقول: "قد يستغرق الأمر ما لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات وربما أطول، قبل معرفة ما يكفي عن الجيل الأول من العلاج بالخلايا الجذعية لمعرفة ما إذا كان يعمل على المدى الطويل، ناهيك عن إتاحته للجمهور".
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز