لا تتوقف قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، عن النظر للمستقبل والتخطيط العلمي لتتبوأ مركز الريادة فيه من خلال طرح الرؤى والأفكار والمبادرات
لا تتوقف قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، عن النظر للمستقبل والتخطيط العلمي لتتبوأ مركز الريادة فيه من خلال طرح الرؤى والأفكار والمبادرات المبتكرة والطموحة التي تستهدف ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وتجربتها التنموية الرائدة، إقليمياً ودولياً، وتعزيز رفاهية شعبها وسعادته. وفي هذا السياق تأتي خطوة تأسيس "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، كأول جامعة للدراسات العليا من نوعها على مستوى العالم متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.
التعليم -لمن لا يعرف الإمارات- يشكل جوهر الرؤية التنموية لقيادتنا الرشيدة، حفظها الله، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسخ ثقافة الاستثمار في الإنسان، باعتباره الاستثمار الأنجح في مستقبل الأوطان، وهو النهج الذي التزمت به القيادة الإماراتية الحالية
هذه الخطوة الرائدة وغير المسبوقة، إقليميا وعالميا، تأتي استكمالاً لسلسلة من الخطوات والمبادرات الرائدة التي أقرتها القيادة الرشيدة، حفظها الله، للحاق بركب السباق العالمي المستعر على الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة وامتلاك أسراره، باعتباره المفتاح لبناء مستقبل مستدام وامتلاك عناصر القوة والنفوذ في المستقبل، وذلك في إطار رؤيتها الطموحة نحو المستقبل، سواء على مستوى الاستراتيجيات (إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي)، أو على مستوى المؤسسات (تأسيس مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي، واستحداث وزارة دولة للذكاء الاصطناعي)، أو عبر زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجالات المختلفة.
ولا يخفى على أحد أن تعزيز الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة يحمل الكثير من الفوائد والمزايا التي ستنعكس إيجابياً وبصورة كبيرة على التجربة التنموية الرائدة للإمارات، فمجال الذكاء الاصطناعي يشكل مجالا مهماً لتنويع مصادر الدخل القومي ولاسيما في مرحلة ما بعد النفط، حيث تشير الإحصائيات إلى أن العوائد المتوقعة من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ستصل إلى نحو 15 تريليون دولار عام 2030، أي ما يوازي عشرة أضعاف عائدات النفط.. كما أن لهذه التكنولوجيا تأثيراتها الإيجابية الكبيرة على كفاءة الأعمال ودقتها، فضلاً عن مساهمتها في تقليل الخلل الراهن في التركيبة السكانية للدولة من خلال تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، وغير ذلك الكثير من الفوائد التي تجعل من الاستثمار في هذا المجال استثمارا ناجحا في المستقبل.
ولعل أهم ما يميز خطوة تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، هو جانبها التعليمي والأكاديمي، الذي يؤكد تمسك قيادة الدولة الرشيدة بالبحث العلمي والمعرفة كأساس للتخطيط للمستقبل، وهو جانب في غاية الأهمية لضمان نجاح أي مبادرة أو استراتيجية؛ فمن غير المتصور أن تنجح أية مبادرة وتحقق أهدافها من دون إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على التعامل معها وإدارتها بشكل علمي سليم، وهو الأمر الذي يتحقق فقط من خلال التعليم. ومن هنا تأتي أهمية فكرة تأسيس جامعة للذكاء الاصطناعي تستقطب الطلاب والكوادر البشرية المواطنة، وحتى غير المواطنة، وتقوم بإعدادها وتعليمها وتأهيلها للتعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة.
والتعليم -لمن لا يعرف الإمارات- يشكل جوهر الرؤية التنموية لقيادتنا الرشيدة، حفظها الله، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسخ ثقافة الاستثمار في الإنسان، باعتباره الاستثمار الأنجح في مستقبل الأوطان، وهو النهج الذي التزمت به القيادة الإماراتية الحالية، حفظها الله، والتي أكدت باستمرار، قولاً وفعلاً، أهمية التعليم والبحث العلمي كمرتكزات أساسية تستند إليها الدولة في مسيرتها الرائدة لتنمية الإنسان وبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتفكير العلمي. ولعلنا نتذكر الكلمة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في افتتاح القمة الحكومية في دبي عام 2015، والتي أكد فيها أن رهان دولة الإمارات العربية المتحدة في مرحلة ما بعد النفط سيكون هو الاستثمار في التعليم باعتباره القاعدة الصلبة للانطلاق المستقبل.
إن خطوة تأسيس جامعة للذكاء الاصطناعي، بعد أيام من تحقيق طموح الإمارات وزايد الخير رحمه الله بإرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، في الوقت الذي تسرع فيه الدولة الخطى لتنفيذ مبادرتها الطموحة بإرسال أول مركبة فضاء إلى كوكب المريخ عام 2021، كل ذلك وغيره الكثير يؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ماضية بقوة وثبات في خططها الطموحة نحو تحقيق الريادة في المستقبل من خلال امتلاك قوة المعرفة والإرادة، ومن خلال الاستثمار الفعال في الكوادر البشرية المواطنة التي ستقود مسيرة التنمية والتطوير في المستقبل، وتزويدها بالمهارات والمعارف والتكنولوجيات التي تساعدها على المنافسة وتحقيق الريادة والتقدم في عالم تستعر فيه المنافسة بين الدول المتقدمة والصاعدة على امتلاك قوة المعرفة والتكنولوجيا باعتبارها الأساس الذي سيحدد موقع الدول ومكانتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة