ونحن في هذه العشر المباركة لا يليق بنا أبدا أن تمر علينا المواسم الفاضلة، وبعضنا يقاطع أرحامه لأجل شيء من حطام الدنيا.
ها هي أيام الشهر الفضيل شارفت على النهاية، وأقبلت العشر الأواخر من رمضان، ومن رحمة الله بنا أن جعل خواتيم مواسم الطاعات أفضل من بداياتها، فالعشر الأواخر من رمضان أفضل من العشر الأوائل والأواسط.
فالله الله في استغلال هذه الأيام، والخيل إن كانت في نهاية السباق أظهرت كل قوتها وأسرعت واجتهدت، وكذلك المؤمن يسارع لنيل رضا الله ولا يفرط في أيام الشهر الفضيل، فبعض الناس يتراخى في العشر الأواخر تراخيا عظيما، فيقول وهو في أول الشعر الأواخر: انتهى شهر رمضان فيتقاعس عن العمل، وهذا يخالف هدي النبي عليه الصلاة والسلام في استغلال أيام رمضان خاصة العشر الأواخر.
فكان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر اجتهادا عظيما، ويجد ويشد مئزره ويحيي ليله ويوقظ أهله، ويتحرى ليلة القدر، مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا السعي العظيم لنيل المغفرة، ورضوان الله .
فهنيئا لمن اقتدى بالنبي عليه الصلاة والسلام، وفي العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، والصحيح عند أهل العلم أنها تنتقل في العشر الأواخر، وبعض الناس لا يجتهد إلا في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وهذا تفريط عظيم .
ونحن في هذه العشر المباركة لا يليق بنا أبدا أن تمر علينا المواسم الفاضلة، وبعضنا يقاطع أرحامه لأجل شيء من حطام الدنيا.
بل علينا أن نجتهد في العشر الأواخر كلها، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من قام ليلة القدر إيمانا احتسابا غفر لها ما تقدم من ذنبه"، ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: " التمسوها في العشر الأواخر في الوتر"، فهنيئا لمن وفقه الله واستغل العشر الأواخر فليلة القدر خير من ألف شهر.
ونحن في هذه العشر المباركة لا يليق بنا أبدا أن تمر علينا المواسم الفاضلة، وبعضنا يقاطع أرحامه لأجل شيء من حطام الدنيا، أو بينه وبين بعض زملائه في العمل خلافات ومشاحنات، فمن أهم المهمات في شهر رمضان وفي العشر الأواخر خصوصا أن نحرص على سلامة الصدر والتسامح، وترك الخلاف الشقاق، وطلب المسامحة، والتحلل من الآخرين وصلة الأرحام.
وفي العشر الأواخر من رمضان نبتهل إلى الله بأن يحفظ بلادنا، ويسلمها من كل شر وسوء ومكروه، ومن حقوق ولاة أمرنا علينا أن نكثر من الدعاء لهم خاصة في هذه الأيام الفضيلة بأن يعينهم الله، ويجزيهم عنا خير الجزء فهم لم يقصروا معنا في شيء، وندعو الله أن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمانا مديدة ونحن في أمن وأمان، اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والفتن تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة