بالفيديو.. مكتبة" الأنجلو المصرية" 90 عاما من نشر العلم والثقافة
بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، تصحبكم "العين الإخبارية" في جولة بين أروقة مكتبة الأنجلو المصرية، التي تعد من أعرق المكتبات المصرية.
في موقع مميز لم تبارحه منذ عام 1928 تقف مكتبة «الأنجلو المصرية» بعراقتها في شارع في 165 شارع محمد فريد بوسط القاهرة، تقدم لعشاق القراءة والكتب مراجع وموسوعات وروائع الأدب الإنجليزي الكلاسيكية. وتعتبر مزارا لعشاق الكتب والقراءة منذ 90 عاما.
التقت "العين الإخبارية" المهندس فادي جريس، مدير مكتبة "الأنجلو المصرية" وحفيد مؤسسها، صبحي جريس المصري المستنير، الذي كان صديقا لكبار المثقفين والكتاب والأدباء في ثلاثينيات القرن الماضي، يقول جريس:" أسس جدي المكتبة لتقدم المؤلفات الإنجليزية خاصة في مجال الأدب والعلوم الإنسانية والعلوم الحيوية والعملية أيضا، لذا أطلق عليها «الأنجلو المصرية». كما اهتم بترجمة عدد من أهم المراجع والموسوعات ونشرها، هذا إلى جانب كتب الفكر والثقافة والأدب باللغة العربية".
يتابع فادي جريس:" من أكثر الأشياء التي نعتز بها ونفخر بها ركن الندوات، حيث كان المفكر والأديب الكبير محمد عباس العقاد يعقد ندوته الثقافية، وكان ينضم لمجلسه طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ غيرهم من الكتاب".
شجعت "الأنجلو المصرية" عددا من أبرز الكتاب في مجال الأدب الانجليزي والترجمة ومنهم: الدكتور ماهر شفيق فريد، كما قدمت للقارئ العربي الدكتور رشاد رشدي، ومحمد عناني، وكانت المكتبة أول من نشر للكاتبة اليمنية أبكار السقاف، ابنهة السياسي اليمني البارز حمد سعيد السقاف الذي شارك في الثورة العربية الكبرى مع الحسين بن علي سنة 1916".
في رحاب «الأنجلو المصرية» لن تتمكن من مقاومة إغراء الأرفف الخشبية الضخمة المصممة على الطراز الإنجليزي ومطالعة العناوين المتعددة في مجالات التاريخ، والجغرافيا، وعلم النفس والاجتماع، والهندسة، والفلسفة، والسياسة والاقتصاد والعلوم الإدارية، وعلوم الزراعة والتربية، وغيرها من العلوم المتنوعة حتى اللغة الصينية واليابانية!
المكتبة مقسمة لأقسام وفقا للعوم الإنسانية واللغوية والتطبيقية وغيرها، ويحفل الطابق العلوي بالكتب والموسوعات الإنجليزية والأجنبية، وفي الطابق الأرضي ستجد كنزا لا يقدر بثمن من الكتب والموسوعات في مختلف المجالات تعود طبعاتها إلى منتصف القرن الماضي في مجالات الموسيقى والعمارة، وعلم الاجتماع والأدب العربي والشعر والقصص القصيرة والمسرح وفنونه إلى جانب أمهات كتب الفلسفة لكبار الفلاسفة نيتشه وهيجل ودريدا وهايدجر، بجوارهم كتب قيمة عن الأدب الإغريقي واللاتيني والآداب العربية والفارسية والتركية، على الجانب الآخر استوقفني رف الكتب المتخصصة في الموسيقى والفن التشكيلي وعلم الصوتيات.
تعتبر «الأنجلو المصرية» بلا مبالغة رائدة المكتبات ودور النشر في الشرق الأوسط، وظلت مشهورة على مدار القرن الماضي بأنها المقصد الرئيسي للباحثين والعلماء للحصول على الكتب الأكاديمية والمراجع الرصينة والموسوعات، ولا تزال كذلك إلى جانب كونها تزخر بأفضل الروايات الكلاسيكية وكتب الأدب المقارن والنقد والبلاغة، فهي لا تزال على مر العقود تؤدي دورها في تغذية وإمداد أقسام الجامعات المصرية المختلفة بالكتب الدراسية للأكاديميين المصريين أو العرب، لتغطي احتياجات الطلاب والأكاديميين في مختلف المجالات.
لم تقف المكتبة عاجزة أمام طوفان النشر الالكتروني، بل طورت نفسها بعد عشرات السنين لتدخل طرقا جديدة لنشر وتوزيع الكتب منها: الموقع الالكتروني وتطبيق القراءة الالكترونية على الهواتف الذكية، وأيضا حققت لعشاق الكتب الورقية والإلكترونية رغبتهم في شراء ما يحلو لهم من كتب بطرق متطورة.
وحول تراجع قراءة الكتاب الورقي لصالح الكتاب الإلكتروني، يقول جريس: «بالطبع الكتاب الإلكتروني له العديد من المزايا التي تنافس الورقي بقوة، لكن لا يزال للكتاب الورقي عشاقه أيضا، ولحل المعادلة الصعبة، فقد رفعنا جميع إصداراتنا لكي يمكن تصفحها إلكترونيا، عبر تطبيق Anglo Egyptian على جميع الأجهزة اللوحية لتشجيع القراء على القراءة الإلكترونية". ويوضح: "يمكن للقارئ الاطلاع على محتوى أي كتاب كاملا لمدة شهر بدولار واحد فقط، وهو أوفر له من تكلفة الذهاب لشراء الكتاب. كما يمكن عبر خدمة (افتح وتصفح) أن يختار القارئ "باقة" لأي فرع معرفي كعلم النفس مثلا، وتمكنه من الاطلاع على مئات الكتب في هذا المجال بحد أدنى 250 عنوانًا، وذلك بـ20 دولارًا فقط."
من أكثر الأشياء إثارة في تلك المكتبة العريقة هو وجود ماكينة طباعة حسب الطلب Print on Demand، والتي تتيح أي كتاب نفدت طبعته أو أصدرته «الأنجلو المصرية» بداية من عام 1928 بجودة أفضل من الطباعة التقليدية. يمكنك أن تطلب أي كتاب لتقدمه لك المكتبة بروق فاخر خلال 4 أيام فقط، ويتم دفع قيمته عند استلامه، يؤكد جريس" نحاول بكل ما في وسعنا مواكبة التطور التكنولوجي في عالم النشر وطباعة الكتب، وتعتبر فكرة الطبع عند الطلب من الأفكار الجديدة التي تخدم القراء حول العالم".