"مزرعة الحيوان" و"1984" لأورويل في ترجمتين مصريتين
"مزرعة الحيوان" و"1984" من عيون الأدب العالمي كتبهما الروائي البريطاني الشهير جورج أورويل لمناهضة الأنظمة الشمولية والاستبداية
صدر عن دار آفاق بالقاهرة طبعة جديدة من روايتي "مزرعة الحيوان" و"1984"، وهما عملان من عيون الأدب العالمي كتبهما الروائي البريطاني الشهير جورج أورويل (1903 - 1950) في النصف الأول من القرن الماضي.
يشار إلى أن الترجمتين هما في الأصل مصريتان صدرتا في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، فيما لا تزال الروايتان تحتلان مساحة واسعة من الإقبال الجماهيري والقراء من مختلف الأعمار وفي معظم لغات العالم الحية.
بيع من الروايتين معاً قرابة الخمسين مليون نسخة حول العالم، وبأكثر مما بيعت رواية أخرى في القرن العشرين، وبرغم منعهما لسنوات في العديد من الدول الشمولية قبل انهيار الكتلة الشرقية وتفكيك الاتحاد السوفييتي. ورغم مرور ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن على صدور الروايتين.
"مزرعة الحيوان" التي ترجمها عباس حافظ، رواية أليجورية "رمزية" تدور في مزرعة للماشية أبطالها حيوانات يمثلون أنماطاً من السلوك البشري، وتمثل حظيرتهم التي تصور الرواية بعذوبة وجمال واقعا كان قائما في دول بعينها في النصف الأول من القرن العشرين، وصفها بعض النقاد بأنها رواية "ثورة لم تكتمل". اختارت مجلة تايم رواية "مزرعة الحيوان" كواحدة من أفضل مائة رواية بالإنجليزية خلال الفترة من عام 1923 وحتى عام 2005. وجاء ترتيب الرواية الـ 31 في قائمة أفضل روايات القرن العشرين التي أعدتها دار النشر الأمريكية الشهيرة "مودرن ليبراري" كما ضُمِّنت الرواية في مجموعة "ذخائر كتب العالم الغربي" الشهيرة.
أما "1984" فترجمها كل من شفيق أسعد فريد وعبد الحميد محبوب، وراجعها عبد الرحيم رشوان، وهي من الروايات التي صنفها النقاد مبكرا بروايات "الواقع المرير"، أو "المدينة الفاسدة" أو أدب "الديستوبيا" التي هي نقيض "اليوتوبيا"؛ وتصور الديستوبيا عالما خياليا فاسدا غير مرغوب فيه بعكس المدينة الفاضلة المثالية، التي تخيل وجودها الفلاسفة والشعراء، وهي غير واقعية ولا موجودة أصلا.
تصور "1984" دولة شمولية عظمى تلاحق الفرد والفردية، والفكر الحر أينما وجد، ويجسد "الأخ الأكبر" طغيان واستبداد النظام الجبار، الشعب بأكمله ينضوي تحت حزب واحد هو حزب السلطة المطلقة، الجميع مراقب، الجميع ملاحق، التعذيب وغسل الأدمغة يصبغ هواء الدولة الفاسدة.
جورج أورويل، مؤلف الروايتين، واسمه الحقيقي "إريك آرثر بلير"، روائي بريطاني شهير وضعته صحيفة التايمز في المرتبة الثانية في قائمة "أعظم خمسين كاتبا بريطانيا منذ عام 1945".
ولد أورويل عام 1903. تعلم في إيتون وخدم في البوليس، وأقام في باريس بضع سنوات، خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، عرف خلالها التشرد والجوع وكما صور ذلك في روايته "مشرداً بين باريس ولندن"، حيث يكتب عن الناس المطحونين والمسحوقين فى المدن الكبيرة، سواء كان ذلك في فرنسا أو في إنجلترا. ويصف أورويل عذابات تلك المرحلة الصعبة من حياته، التي هام فيها على وجهه في عواصم أوروبا العجوز ومدنها.
اشتهر أورويل بمعاداته الصريحة للأنظمة الفاشية والاستبدادية، مقابل انحيازه للاشتراكية للديمقراطية، وعبر عن موقفه العدائي ضد الستالينية في روايته الشهيرة "مزرعة الحيوانات" 1945، أما في روايته الأشهر "1984" فهو يعري، بشكل صارخ، أنظمة الرقابة والهيمنة للسلطة المتفردة والتي أسماها بما صار مثلا في الأدبيات العالمية "الأخ الأكبر"، وبروايته هذه دخلت ألفاظ مثل "الكلام الجديد"، "الغرفة 101"، "وزارة الحقائق"، قاموس مصطلحات الكتابات الصحفية والفكرية في النصف الثاني من القرن العشرين.
انضم أورويل إلى قائمة الكّتاب الذين أرّخوا لفترة ما بعد الحرب. ويذكر أن حوالي خمسين مليون نسخة قد نفدت من كتابيه "مزرعة الحيوانات" و"1984" وتُرجما إلى غالبية اللغات الحية. ومن المفارقات أن جورج أورويل كان مكروهاً من قبل اليمين واليسار على حدّ السواء. فاليمين يعتبره اشتراكياً، واليسار يعتبره غير شيوعي. أم هو فقد كان يدين استعباد الفكر. عنه يقول الفيلسوف الفرنسي جان كلود ميشيل، والذي له دراسة من أهم الدراسات الفرنسية عن الروائى البريطاني: "إذا ما كان جورج أورويل يعدّ بحق واحداً من أهم الروائيين السياسيين خلال القرن العشرين، فلأنه كان يجسّد أفضل تجسيد الفكر الحر، الذي كان القرن الماضي يكرهه ويحاربه بشدة".
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز