أنطوني بلينكين.. عازف الجيتار يلعب على إيقاع الدبلوماسية الأمريكية
وجد نفسه مجندا في سن مبكرة جدا ليلعب دور الدبلوماسي المدافع عن قيم الولايات المتحدة، وشغوفا بالموسيقى واللعب على أوتارها.
هو أنطوني بلينكين (58 عاما)، أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، للسياسة الخارجية، الذي سيتربع على عرش دبلوماسية الولايات المتحدة، بعد اختياره وزيرا للخارجية في العهدة المرتقبة.
عند الولوج لملفه الشخصي في محركات البحث، وجدت "العين الإخبارية" العازف على الجيتار في فرقة البيتلز، يتشوق للعب على وتر السياسة منطلقا من نشأته في عائلة مخضرمة ذات أصول في الدبلوماسية، فهو نجل وابن شقيق سفراء للولايات المتحدة في عواصم أوروبية.
باريس وزوج والدته
ولد أنطوني بلينكين في مدينة نيويورك، لكنه انتقل إلى باريس عندما كان في التاسعة من عمره ، بعد أن انفصل والديه، وتزوجت والدته جوديث من صموئيل بيسار.
كان بيسار أحد الناجين من "الهولوكوست"، وهرب خلال مسيرة الموت عام 1945، ليحصل لاحقا على الجنسية الأمريكية بموجب قانون صادر عن الكونجرس.
يقول بلينكين الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة، إن الفضل في تشربه العمل الدبلوماسي يعود لزوج والدته، والوقت الذي عاشه في باريس، وهو ما صرح به خلال جلسة الاستماع عام 2014 عندما تولى منصب نائب وزير الخارجية في عهد باراك أوباما.
في باريس، كان أنطوني مدركا تماما كونه مواطنا يؤمن بالقيم الأمريكية التي كان يشرحها لزملائه في المدرسة الثانوية، لكنه فهم أيضا كيف تؤثر سياسة الولايات المتحدة على بقية العالم.
عازف الجيتار
لكن بلينكين كان يميل للفن على السياسة، فهو يتمتع بذوق عال في الموسيقى، حيث كشف أصدقاؤه لصحيفة "واشنطن بوست" أنه تسلل ذات مرة من شقة والديه الباريسية لمشاهدة حفل رولينج ستونز، وهو شاب.
عمل مع فرقة جاز لجمع الأموال من أجل الكتاب السنوي الأول لمدرسته الفرنسية، وكتب لجامعة هارفارد كريمسون، والمجلة الفنية الأسبوعية " “What Is To Be Done. .
بل كان لاعب كرة القدم، يعزف أحيانا على أغاني البلوز والبيتلز مع زملائه السياسيين مثل السكرتير الصحفي للرئيس أوباما في البيت الأبيض جاي كارني، وامتد حبه للموسيقى بكتابة أغنيتين رومانسيتين.
6 سنوات في مجلس الشيوخ
أمضى بلينكين فترة ست سنوات في مجلس الشيوخ، كواحد من كبار مساعدي بايدن، الذي عمل معه عام 2002 كمدير للموظفين الديمقراطيين للجنة العلاقات الخارجية.
سنوات أعطت بلينكين علاقات قوية مع مستشاري بايدن المقربين الآخرين الذين عملوا في مجلس الشيوخ ، بما في ذلك بريان ماكيون، الذي سيواصل العمل كوكيل وزارة الدفاع، وأفريل هينز ، الذي شغل لاحقًا منصب نائب مدير وكالة المخابرات المركزية ونائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض.
التحديات
وتأتي عودة كاتب خطابات الرئيس بيل كلينتون، إلى أروقة السلطة، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التعافي من حالة التجاذبات التي تعرضت لها على المسرح العالمي خلال أربع سنوات من حكم الرئيس دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن بعض التحديات ستكون مألوفة لدى بلينكين، إلا أنه سيواجه معضلات جديدة مثل التعامل مع الصين، وإيران التي يعتبر من أشد المنادين للتصدي لها.
يقول روبرت مالي ، رئيس مجموعة الأزمات الدولية الذي كان زميل بلينكين في المدرسة الثانوية، إن المخضرم في واشنطن لديه الخلفية المثالية لاستعادة المصداقية الأمريكية.
وهو ما تعكسه شبكة علاقاته التي تحدث عنها نيك بيرنز، المسؤول الثالث السابق بوزارة الخارجية والذي عرف بلينكين منذ إدارة كلينتون.
ووفق بيرنز، كان زميله حاضراً في جميع الاجتماعات المهمة في إدارة أوباما لمدة ثماني سنوات، ولديه نظرة ثاقبة في النطاق الكامل لقضايا الأمن القومي".
يصفه البعض بأنه واقعي براغماتي يؤمن بقوة الولايات المتحدة لكنه يفهم حدودها، وسيكون لديه أيضا العملة الأكثر قيمة في واشنطن، وهي أذن الرئيس، لقربه الشديد منه.
يقول مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية إنه كان يتمتع بشعبية لأنه يقدّر الآراء بغض النظر عن صغر أو مرتبة الشخص، وكان واثقا بدرجة كافية لينسب الفضل إلى الآخرين.
لكن البعض يفسر أسلوبه الشامل بأنه كان من الصعب أحيانا التأكد من معتقداته الأساسية، وهو ما قاله أحد مساعدي بايدن السابقين في مجلس الشيوخ: "ليس لدي قراءة جيدة في تفكيره في السياسة الخارجية لأنه لم يفرض نفسه".
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز