السفارة المصرية بسويسرا تتسلم 26 قطعة أثرية
القطع تضم تمثالين أوشابتي صغيرين يمثلان المعبود "أنوبيس"، ومجموعة تماثيل صغيرة من "الفيانس" تمثل الرموز المصرية القديمة مثل عين حورس.
تسلمت السفارة المصرية بدولة سويسرا، صباح الخميس، عدد 26 قطعة أثرية مختلفة الأحجام والأشكال، كان قد تم عرضها للبيع بأحد المواقع الإلكترونية، وقالت وزارة الآثار، في بيان لها، إنها سوف تعيد القطع المستردة إلى أرض مصر لاحقا.
وقال شعبان عبدالجواد مدير عام إدارة الآثار المستردة، إنها رصدت تلك القطع أثناء عرضها للبيع على الموقع الإلكتروني لإحدى صالات المزادات بسويسرا، وعلى الفور قامت الإدارة بإبلاغ وزارة الخارجية، التي بدورها قامت بإبلاغ السلطات السويسرية، واتخاذ التدابير اللازمة لمصادرة تلك القطع، وفور الانتهاء من التحقيقات تمت مصادرة القطع لصالح جمهورية مصر العربية.
وأوضح عبدالجواد، أن تلك القطع عبارة عن تمثالين أوشابتي صغيرين يمثلان المعبود "أنوبيس"، وتمثال آخر "أوشابتي"، وعدد من التماثيل الصغيرة المصنوعة من "الفيانس" تمثل بعضها الرموز المصرية القديمة مثل عين حورس.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن سفير مصر لدى سويسرا هشام سيف الدين تسلّم من السلطات السويسرية القطع الأثرية. وأعرب سيف الدين، خلال مراسم تسلّم القطع الأثرية، عن تقدير مصر لجهود السلطات السويسرية لإرجاع تلك القطع، معبرا عن تطلعه لقيام المكتب الفيدرالي السويسري للشؤون الثقافية باستمرار بذل الجهود للعمل على حل عدد من القضايا العالقة الخاصة بقطع أثرية مصرية قيّمة أخرى جارٍ العمل على استردادها.
وحسب الوزارة، فإن مصر وقعت اتفاقية مع سويسرا في أبريل/نيسان عام 2010، ودخلت حيز التنفيذ في 2011، لمنع الاتجار بشكل غير مشروع في المقتنيات الثقافية، والعمل على إعادتها إلى موطنها الأصلي.
تماثيل الأوشابتي
عُرفت تماثيل "الشوابتي" أو "الشابتي" منذ الدولة الوسطى في مصر القديمة، أي التماثيل "المجيبة"، حيث إن كلمة "وشب" في اللغة المصرية القديمة تعني يجيب، ومن هنا اشتق الاسم، أي لإجابة أو خدمة المتوفى؛ فكان يُكتب على هذه التماثيل جزء من الفصل السادس من كتاب الموتى، ويمثل مناجاة المتوفى للأوشابتي؛ بحيث يكلفه بأداء المهام الموكلة إليه، ففيه يقول: "إذا نوديت لتؤدي أحد الأعمال الموكلة إليك فلتقل ها أنا ذا، أنا موجود لري الأرض، وزراعة الحقل ونقل الرمال من الشرق إلى الغرب".
كانت تلك التماثيل تُزوَّد المقبرة بواحد أو اثنين منها، وتأخذ شكل المومياء، وكانت تُصنع من خامات مختلفة مثل الأحجار، والبرونز، والخشب، والفخار، والشمع، والقاشاني الأزرق أو الأخضر، وكان الأخير هو الأكثر شيوعا، وأخذت أعداد هذه التماثيل في التزايد حتى بلغ عددها في الدولة الحديثة 365 تمثالا، أي بعدد أيام السنة، على أن يقوم كل واحد منها بالخدمة ليوم واحد من أيام السنة.
وفي فترة لاحقة أضيفت إليها 36 تمثالاً تمثِّل مشرفيها، ليبلغ إجمالي عدد التماثيل 401 تمثال بالمشرفين، وكان كل مشرف يتابع 10 من الأوشابتي العاملين، وكان المشرفون يُصوّرون بملابس الأحياء، لكي يتم تمييزهم عن العمال، أما تماثيل العمال فغالبا ما كانت تُزوَّد بأدوات أعمالهم؛ مثل السلاسل والحقائب وأدوات الصيد، كما ظل بعضهم بلا أدوات، وكانت مجموعات الأوشابتي تحفظ داخل صناديق خشبية لحمايتها.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA== جزيرة ام اند امز