القلق ينتهي بالرجال إلى السرطان .. ماذا عن النساء؟
الباحثون يرجحون أن الإجهاد الناجم عن القلق يضعف نظام المناعة وربما يقترن بخطر الموت من حالات مثل السرطان
الرجال الذين يعانون من القلق الشديد تتضاعف فرص وفاتهم بالسرطان، ولكن هذا الترابط لا يحدث مع النساء، حسبما أظهرت دراسة أوروبية حديثة.
وحث الباحثون الذين أجروا الدراسة الأطباء على التوقف عن علاج القلق على أنه "سمة شخصية"، والبدء في ربطه بالأمراض الفتاكة مثل السرطان.
وركزت الدراسة على ما يعرف بـ"اضطراب القلق العام"، وهو نوع شائع من الاضطراب العقلي، يتسم بنوع من القلق لا يمكن السيطرة عليه، وأرق، واضطراب موهن.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تثبت أن القلق يسبب السرطان، يرجح الباحثون أن الإجهاد الناجم عن القلق يضعف نظام المناعة، لكنهم لم يتوصلوا حتى الآن إلى تفسير لغياب هذا الترابط لدى النساء.
وقام الباحثون الذين يعملون في إطار مشروع بريطاني-أوروبي بتحليل بيانات طبية لقرابة 16 ألف مشارك خلال فترة 15 عامًا، وقاموا بمطابقتها مع سجلات الوفيات.
واكتشف الباحثون أن 126 رجلا عانوا من "اضطراب القلق العام"، من بين 7139 رجلًا شملتهم الدراسة، وأن المصابين تتزايد فرص وفاتهم بالسرطان مرتين أكثر من أولئك الذين لم يكن لديهم القلق، غير أنه لم يتم العثور على هذا الرابط لدى 214 امرأة مصابة بـ"اضطراب القلق العام".
من جانبها قالت كبيرة الباحثين أوليفيا ريميس من جامعة "كامبريدج"، إن المشروع أظهر أن الناس يحتاجون للتفكير في قضايا الاضطرابات العقلية بطريقة مختلفة.
وأضافت أن "المجتمع قد يحتاج إلى النظر للقلق كإشارة تحذير على اعتلال الصحة"، لافتة إلى أن "الباحثين، وصناع السياسات والأطباء لا يعطون أهمية كافية للقلق، وهذا يحتاج إلى تغيير، لأن أعدادا كبيرة من الناس تتأثر بالقلق، وآثاره المحتملة على الصحة كبيرة".
واختتمت قائلة: "هذه الدراسة تبين لنا أن القلق أكثر من مجرد سمة شخصية، ولكنه بالأحرى اضطراب ربما يقترن بخطر الموت من حالات مثل السرطان".