4 خطوات تحول التوتر إلى طاقة إيجابية
يمكنك، وفي خطوات 4 بسيطة، استغلال هذه الضغوط لصالحك وتحويلها لطاقة إيجابية.
هل تعتقد أن التوتر والضغوط أمر سيئ؟ هل أنت مقتنع بأن الاسترخاء لبعض الوقت سيزيح هذه الحالة ويعيدك إلى نشاطك وتركيزك؟ إليك ما سيقلب الأمور رأسًا على عقب ويدفعك إلى اتجاه آخر.
ومن هنا، أكدت صحيفة "التليجراف" البريطانية، نقلًا عن بحث علمي لخبراء التنمية البريطانيين، أنه يمكنك وفي خطوات 4 بسيطة استغلال هذه الضغوط لصالحك وتحويلها لطاقة إيجابية تساعدك على إنجاز أعمالك بل التفوق بها.
وأوضحت الصحيفة أن البحث الذي أجرته جامعة ترينيتي في دبلن كان تحت إشراف البروفيسور إيان روبرتسون، مؤسس قسم علم الأعصاب وصاحب الكتاب الأكثر مبيعًا "اختبار الضغط.. كيف يمكن أن يحولك الضغط إلى شخص أكثر قوة وذكاء".
وأكد البروفيسور روبرتسون أن "الخطة الرباعية لترويض الضغوط" مبنية على أساس البحث العلمي العميق والدقيق رغم أنها قد تبدو لأول وهلة بأنها بسيطة لحد السذاجة.
وتبدأ أولى خطواتها وأهمها بأن تقول لنفسك "أنا متحمس ولست واقعًا تحت ضغط".
أما الخطوة الثانية فهي التنفس ببطء عن طريق الأنف لمدة خمس ثوانٍ ثم الزفير لمدة ست ثوانٍ.
بينما تتضمن الخطوة الثالثة الوقوف مثل أبطال السينما الخارقين وملء صدرك بالهواء واثقًا من نفسك.
والخطوة الرابعة والأخيرة تتطلب منك أن تغلق يدك اليمنى بإحكام لمدة 45 ثانية ثم فتحها لمدة 15 ثانية ثم إغلاقها مجددًا، هكذا بكل بساطة.
ويقول البروفيسور روبرتسون إن توجيه الضغط إلى طاقة إيجابية يمكن أن يحسن الأداء والإبداع بشكل جذري، ما يجعل الناس أسرع وأكثر ذكاءً. ويؤكد أن الإجهاد هو نوع من الطاقة التي يمكننا تسخيرها وتطويعها.
وبالطبع تختلف وجهة نظر روبرتسون مع المعتقد السائد بأن الإجهاد أمر سيء للغاية وأنه يجب إلقاء اللوم على القلق المزمن في كل شيء ابتداءً من السمنة إلى الإصابة بالسرطان والشيخوخة المبكرة.
ومعظم علماء النفس وخبراء التنمية يشجعون الناس على السعي الحثيث وراء السعادة، والابتعاد بقدر الإمكان عن الضغوط.
لكن البروفيسور روبرتسون يعتقد أن الإجهاد مهم لتحقيق الإنجازات ويؤكد أنه ممكن للمخ أن يسيطر على الهرمونات التي يطلق عليها هرمونات "كافح أو اهرب" مثل الكورتيزول والأدرينالين، قبل أن تتسبب في مشاكل.
ويوضح البروفيسور أنه لتطبيق خطته بنجاح فيجب على الشخص أن ينفذها بوضوح ودون خجل لذا يجب عليه أن ينفذ الخطوة الأولى عندما يشعر بالضغط بأن يقول بصوت عالٍ، وربما مرة واحدة فقط أو مرتين: "أشعر بالتحمس".
ويؤكد البروفيسور روبرتسون أن هذا كافٍ عندما تكون في وضع صعب وتشعر بالقلق؛ لأن هذا من شأنه أن "يخدع" مخك ويحول الحالة المزاجية من التهديد إلى التحدي.
أما الخطوة الثانية، فتتطلب من الشخص السيطرة على التنفس حتى يتمكن من التحكم في جزء مهم من الدماغ وبهذه الطريقة ستحكم السيطرة على المرحلة العاطفية التي تعاني منها لأننا ببساطة عندما نتوتر ننسى أن نتنفس، ولا تنسى أن تتنفس عن طريق الأنف بلطف وببطء.
أما فكرة الخطوة الثالثة -وهي الوقوف مثل الأبطال الخارقين- قد تبدو غريبة ولكن، وفقًا لأستاذ روبرتسون، فقد وجد أنها تسهم في زيادة مستويات هرمون تستوستيرون لدى الرجال والنساء. وهذا في حد ذاته كافٍ ليجعلك تشعر بمزيد من الثقة في مواجهة الضغوط.
والخطوة الرابعة والأخيرة وهي الضغط على اليد ثم فتحها وتكرار ذلك. ويشرح البروفيسور روبرتسون "الضغط على كف اليد يعطي دفعة صغيرة إلى الدماغ؛ لأنه يزيد النشاط في الجانب الأيسر من الدماغ، وأنا دائمًا أفعل ذلك عدة مرات قبل تقديم إحدى محاضراتي المحطمة للأعصاب".
وأوضح البروفيسور روبرتسون "إن هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر هو عرض من أعراض القلق، ولكن أيضًا هرمون الإثارة، وعندما تكون قلقًا أو متحمسًا يمكنك أن تشعر قلبك ينبض بقوة شديدة، ويؤثر الهرمون نفسه عليك بشكل مختلف فقط في السياق الذي يفرضه عقلك". "وإذا كنت متوترًا فإن الكورتيزول سيعرقل الأداء، ولكن إذا كنت سعيدًا، فإنه سيقوي الأداء. ومن هنا يكشف البروفيسور أن "هناك الكثير من الخدع التي يمكن أن نستخدمها على الدماغ؛ إنه آلة قابلة للبرمجة".
ووفقًا للدكتور روبرتسون، فيمكن للمواقف العصيبة والصدمات في الحياة أن تقودك إلى مسارات لا تصدق من الإبداع والتي تسمح للناس أن يحققوا أكثر بكثير مما كانوا سيحصلون عليه في أوقات سعيدة، وليس صدفة أن العديد من أعظم الأعمال الفنية خرجت من فترات قاتمة في حياة الفنان. وقد أظهرت الأبحاث أن الناس الذين نشأوا في ظل الظروف الاقتصادية المزدهرة، مع ضمان التعليم الجيد وفرص العمل، يميلون إلى النرجسية والسعادة الأقل مقارنة بالناس الذين ينشأون خلال فترة الركود. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أن الاكتئاب بين الشباب كان أقل بكثير في فترة الكساد العظيم في الثلاثينيات مما كانت عليه في أمريكا في فترة ازدهارها في التسعينيات على الرغم من ارتفاع مستويات العمالة والمستويات الجيدة من المعيشة، وعلى مدى السنوات العشر الماضية تزايد عدد الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، مع عدد وصفات طبية متضاعف إلى 61 مليونًا سنويًا منذ عام 2005.
لكن البروفيسور روبرتسون يعتقد أنه من الممكن استعادة السيطرة على العقل، ومن هنا نشرح لكم بالتفصيل كيفية تنفيذ هذه الخطة الرباعية البسيطة:
قل للمخ إنك متحمس ولست قلقًا: يبدو الأمر بسيطًا ولكن إذا قلت مرارًا وتكرارًا فإن الدماغ سيغير من أدائه. سيتم إنتاج الكورتيزول سواءً كنت تعاني من الضغط النفسي أو بالسعادة، ولكن كيفية تفاعل العقل هي ما يغير ما إذا كان الهرمون مفيدًا أو ضارًا. ومحاولة إقناع الدماغ بأنه هادئ لن يحسن أي شيء
خذ نفسًا عميقًا: الشهيق ببطء لمدة خمس ثوانٍ ثم الزفير لمدة ست يغير كيمياء الدماغ؛ إنها مثل أخذ دواء طبيعي مضاد للقلق.
موقف السلطة: وضع البطل الخارق يخدع الدماغ ويجعله يشعر بمزيد من الثقة. ضخ الصدر بالهواء والوقوف طويل القامة يثير إحساس خوض المعركة بدلًا من الهروب.
ضغط يدك اليمنى: ضغط اليد لمدة 45 ثانية، وفتحها لمدة 15 ثانية ثم إغلاقها مرة أخرى لمدة 45 ثانية يلتقي بالجانب الأيسر من الدماغ ليضعك في وضع التحدي وترويض القلق، وتحسين الأداء.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز